دبي- صوت الإمارات
بدأت وزارة الصحة الخطوات الإجرائية لإنشاء مركز وطني متخصص في زراعة القوقعة يخدم الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، وتنفذ الوزارة حاليا الدراسات اللازمة لإنشاء المركز خلال العام المقبل، ومن المرجح أن تكون مدينة الشارقة هي مقره، بحسب وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية، الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، رئيس جمعية الإمارات الطبية للأنف والأذن والحنجرة.
وكشفت الوزارة أنها ستطبق إلزامية فحص السمع للأطفال حديثي الولادة في جميع مستشفياتها قبل نهاية العام الجاري 2015، ويتضمن ذلك التشخيص المبكر عن الاعتلال السمعي، واكتشاف الإعاقات السمعية لدى الأطفال، مما يتيح الفرصة للتدخل في الوقت المناسب والملائم لجميع الأطفال حديثي الولادة، للحد من الإعاقات المتعلقة بالنطق واللغة.
وأكد أن الوزارة بدأت بتطبيق برنامج فحص السمع "بطريقة اختيارية" في الأطفال حديثي الولادة في مستشفى القاسمي بالشارقة بعد الولادة مباشرة بجهاز الانبعاث الصوتي للقوقعة، ويتم تحويل كل الأطفال ذوي الاستجابات السلبية إلى عيادة أمراض السمع، والتوازن لعمل فحص تفصيلي للسمع والتدخل المبكر لضعف السمع إما بالسماعات الطبية أو بزراعة القوقعة.
وأوضح الرند، أمس السبت على هامش ورشة علم استخدام المنظار في جراحات الانف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة في دبي: " نجري في الوقت الحالي الدراسات الطبية والتخصصية المتعلقة في مركز زراعة القوقعة في الشارقة، وستمثل عمليات زراعة القوقعة خطوة هائلة إلى الأمام، وستتيح فرصة رائعة للمرضى المصابين بإعاقات السمع الشديدة والصمم تمكنهم من استعادة سمعهم بنجاح".
وأكد أن إجراء العملية في سن مبكرة يعني فرصة أفضل لاستعادة، وتنشيط قدرات السمع، وكلما طال انتظار المريض انخفضت معدلات النجاح لأن سنوات الطفولة المبكرة هي المرحلة الأهم في التطور اللغوي والكلامي.
وأوضح الرند، أن أكثر أمراض الأنف والأذن انتشارا في الدولة هي أمراض الجيوب الأنفية بنسبة تصل إلى 15%، تليها أمراض حساسية الأنف، ومشكلات انقطاع التنفس بنسبة 10%، ثم الأورام السرطانية في منطقة الرأس والعنق والحنجرة بنسبة 3%.
ودعا إلى العمل من أجل رفع الوعي بالطرق الوقائية من هذه الأمراض، والتي يأتي في مقدمتها عدم التعرض للغبار، والأتربة بقدر الإمكان، والامتناع عن التدخين، إضافة إلى ضرورة التنظيف الجيد والدوري للمكيفات، التي تتراكم بداخلها الفطريات.وأشار الرند إلى وجود حالات عدة من ضعف السمع لدى الأطفال منذ الولادة، يتم اكتشافها بناء على نتائج الفحص المبكر للمواليد الجدد، مشيراً إلى أن 3 ٪ من مواليد الدولة يعانون ضعف السمع، وذلك بسبب زواج الأقارب وعوامل وراثية، ويترتب على التأخير في اكتشاف الإعاقات السمعية الكثير من الآثار السلبية، حيث إن معظم القدرات اللغوية تبدأ في التطور خلال السنة الأولى من العمر، وإذا اجتاز الطفل سنته الأولى من دون أي تدخل طبي فهو بالتأكيد سيعاني من مشاكل في اللغة والنطق.
وبالإضافة إلى أن الأطفال الرضع الذين لم يتم تقييم اعتلال السمع لديهم في وقت مبكر فإنهم على الأحرى سوف يعانون من تأخر في كافة جوانب الحياة الاجتماعية والعاطفية، وبالتالي يؤثر على النمو المعرفي والأكاديمي. وشهدت الورشة جراحات تدريبية على 10 رؤوس بشرية حقيقية، لأشخاص متوفين، وقد تم استقدام هذه الرؤوس البشرية من الولايات المتحدة الأميركية، وهي مخصصة للأغراض العملية والطبية، وهي لمتطوعين أوصوا بمنح أجسادهم إلى الجهات العلمية بعد وفاتهم.
وعن ورشة العمل التي انطلقت أمس السبت ، أكد الرند: "تدرب الأطباء المشاركون في الورشة والبالغ عددهم 20 طبيبا على يد 4 أطباء يعتبرون من أكبر الأكاديميين المختصين في هذا المجال من إيطاليا والنمسا وكندا ومصر، حيث تدرب هؤلاء الأطباء على علاج الحالات من الأورام سواء الحميدة أو الخبيثة، وكذلك التعامل مع الالتهابات والفطريات، وكيفية إجراء جراحات في تلك الرؤوس، في تخصصات جراحة قاع الجمجمة".
وأشار الرند إلى أن الورشة تستخدم فيها الميكروسكوب الجراحي، وتستمر فعالياتها اليوم الأحد أيضا، ثم تليها في نفس المكان ورشة عمل أخرى تبدأ غدا الاثنين، وتستمر حتى الثلاثاء، وتتعلق بجراحات الأذن الوسطى وزراعة القوقعة، بمشاركة 20 طبيبا آخرين يتلقون التدريب على يد 6 خبراء من فرنسا وبريطانيا وأميركا والنمسا وألمانيا، بالإضافة إلى فريق طبي من دولة الإمارات.
تستضيف دولة الإمارات الأربعاء المقبل، المؤتمر العالمي للأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق، بمشاركة أكثر من 1200 مختص وطبيب ، منهم 40 طبيبا عالميا، ويحاضر فيه 100 محاضر على مدار ثلاثة أيام، ويقام المؤتمر تحت رعاية نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي،الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وبالتزامن معه يعقد المؤتمر الدولي التاسع للجمعيات العربية للأنف والأذن والحنجرة، والمؤتمر الخليجي والعربي الرابع لأمراض الأنف والحنجرة والسمعيات، وكذلك المؤتمر المتقدم الأول للأكاديمية العربية لأمراض السمع والاتزان عند البالغين والصغار، على أن يعقب المؤتمر ورشة عمل متخصصة
أرسل تعليقك