دمشق ـ صوت الامارات
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك تحت نيران الحرب الجارية في البلاد، بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة.
فالمخيم الذي يعد أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، يعيش محنة بسبب انتشار مرض "التيفوئيد"، الذي أصاب عشرات اللاجئين، وتم نقلهم إلى منطقة يلدا الواقعة في أحد ضواحي دمشق الجنوبية.
وأصدرت منظمة "الأونروا" بيانًا جاء فيه: "في الوقت الذي لا تزال فيه الموجة الحارة تؤثر على دمشق، ومع الانقطاع المتكرر في إمدادات المياه، لا تزال الأمراض السارية تمثل مصدر ضعف كبير بالنسبة للمدنيين الذين يقطنون في اليرموك والمناطق المجاورة في يلدا وبابيلا وبيت سحم".
ومنذ أسبوعين فقط، تمكنت منظمة الأمم المتحدة من الدخول إلى يلدا، ولأول مرة منذ حزيران_يونيو الماضي، ولكنها لم تتمكن من دخول اليرموك منذ تاريخ 28 آذار/ مارس، وكان ذلك قبل الهجوم الذي شنته قوات "داعش" على اليرموك، والذي نتج عنه سيطرة مقاتلي التنظيم على 90 ٪ من المخيم، وانسحاب العديد من مقاتلي التنظيم من المخيم أخيرًا، ولكن التواجد العسكري الكثيف للفصائل المسلحة و"جبهة النصرة" مازال حاضرًا هناك.
ويعاني اللاجئون المحليون من الحصار الذي فرضته القوات الحكومية على المخيم منذ كانون الأول/ أكتوبر 2012، والذي حد من دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.
و قال عبد السلام البالغ من العمر 26 عاماً: "أصبح الموت جزءًا من حياتنا اليومية في المخيم"، رفض عبد السلام مغادرة اليرموك في أصعب ظروف الحصار، ولكن بعد هجوم تنظيم "داعش" على المنطقة، هرب مع عائلته إلى بلدة يلدا.
و أضاف عبد السلام أنه من غير المفاجئ انتشار الأوبئة كـ"التيفوئيد" في المخيم، حيث لا غذاء ولا ماء، وكل ما يصلهم ملوث.
ويعتبر مخيم اليرموك واحد من 13 مخيمًا فلسطينيًا في سورية، وبحسب "الأونروا" كان اليرموك يأوي أكثر من 200 ألف نسمة قبل أن ينخفض تعداد سكانه إلى 18 ألف نسمة نتيجة الحصار.
ويتراوح عدد سكان المخيم اليوم بين 5000 إلى 8000 نسمة بعد سيطرة تنظيم "داعش" عليه، ووصف المتحدث باسم "الأونروا" كريس غانيس مخيم اليرموك قائلاً: "إنه في الدرك الأسفل من الجحيم".
ولكن منظمة الأمم المتحدة كانت قد أعلنت أن اليرموك لم يعد محاصرًا منذ شهر تموز/ يوليو الماضي.
وعبّر السكان المحليون عن رفضهم للإعلان حيث قالوا إن الأمور تزداد سوءًا، وقال عبد السلام: "إذا كانوا يعلمون أن المخيم أصبح حفرة جحيم، لماذا لا يفعلون شيئاً؟ هل ينتظرون أن نموت كلنا حتى يجدوا طريقة لإدخال المساعدات الإنسانية؟".
أرسل تعليقك