حذر الأطباء من تزايد التهابات الجهاز التنفسي ومضاعفاتها خلال هذه الفترة من كل عام نتيجة تقلبات الطقس، مؤكدين أن أعداد المرضى تضاعفت مقارنة مع الأشهر الماضية، وقد وصلت نسبة الحالات التي يتم إدخالها للمعالجة إلى 15 في المئة من إجمالي الحالات المترددة على أقسام وعيادات الأنف والأذن والحنجرة .
أكد الأطباء المختصون أهمية التطعيم ضد فيروس الإنفلونزا للفئات الأكثر عرضه للإصابة، موضحين أن التطعيم يخفف من احتمال الإصابة بنسبة 60%، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل الأطفال وكبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة والعاملين في مجال الصحة .
وكشف تقرير هيئة الصحة في أبوظبي، فيما يتصل بحالات الوفاة، أن إجمالي حالات الوفاة الناتجة عن أمراض الجهاز التنفسي خلال عام 2013 بلغت 127 حالة منها 49 حالة بين المواطنين في الفئة العمرية التي تزيد على 60 عاما و38 حالة بين الوافدين ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً .
وأوضح اختصاصي أمراض وجراحة الصدر في أبوظبي الدكتور شكر محمود فارس وجود زيادة ملحوظة خلال هذه الفترة في إصابات أمراض والتهابات الجهاز التنفسي بسبب تقلبات الطقس والتحول إلى فصل الشتاء، مضيفا أن هذه الزيادة تعتبر موسمية في كل عام وتكون مرتين خلال العام، المرة الأولى عندما يتحول الجو من فصل الشتاء إلى فصل الصيف، والثانية عندما يتحول الجو من الصيف إلى الشتاء كالفترة التي نشهدها حالياً .
وأوضح إن عدد المرضى تضاعف في الفترة الحالية، وسبب ذلك أن عددا من الناس تستهين ببرودة درجة حرارة الجو، ولا يحتمون منها بالشكل المناسب، كما أن الفيروسات تصبح أنشط وأكثر فاعلية عندما تنخفض درجات الحرارة، فتكثر أمراض الجيوب الأنفية وأمراض تحسس القصبات والتهابات الحنجرة، فيزداد عدد مرتادي العيادات، مشيرا إلى زيادة عدد المرضى والمراجعين المترددين على العيادة إلى 60 مريضاً تقريباً في اليوم، بينما كان قبل عدة أسابع 30 مريضا يوميا، وأغلبهم يعانون أمراض تحسس القصبة والالتهاب البكتيري والفيروسي ونوبات الربو القصبي وتحسس الأنف .
وبين فارس أن الأعراض تأتي عادة بزكام ورشح في حال تحسسات القصبة الهوائية، أما في حالات الربو فتكون على شكل ضيق في التنفس وكحة شديدة، وفي حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي تلتهب الحنجرة، وعادة ما يصاب فيها الأطفال وكبار السن، لأن الجهاز التنفسي والمناعي عند الطفل يكون غير مكتمل، أما كبار السن ممن يعانون من مرض الضغط أو السكري فتكون الأعراض لديهم أشد وأكثر، وهنا يجب الاهتمام بالاجراءات الوقائية من هذه الإصابات، ومنها الإكثار من شرب السوائل الدافئة، والتركيز على التغذية السليمة، والتعرض لضوء الشمس قدر المستطاع، وتوفير بيئة سليمة للأطفال، وفي حالة المرض لا بد من الذهاب إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن .
وأكد أن نسبة الحالات التي يتم إدخالها للمعالجة قد تصل إلى 15 في المئة من عدد مرتادي العيادة .
أما استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في أبوظبي الدكتور ناهل محمد سرور فيرى أن التهابات الجهاز التنفسي قد ازدادت مقارنة مع الأشهر الماضية .
وأشار إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا يسهم في الحد من الإصابات، ومتوفر في جميع بلاد العالم، وأنصح الفئات المعرضة للإصابة مثل الأطباء والعاملين في مجال الصحة والأطفال وكبار السن، أن يكون لهم تطعيم دوري سنوي وهو متوفر بيسر وسهولة، وليس له أي أضرار جانبية .
ويبين اختصاصي أمراض الأطفال في أبوظبي الدكتور باسل علي شعبان أن نسبة إصابة الأطفال بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي كبيرة وأغلب هذه الإلتهابات فيروسية المنشأ، وتزول وحدها، ولا تحتاج إلى تناول أي مضاد حيوي إلا في حالة حدوث مضاعفات بكتيرية ثانوية، وهذه المضاعفات نسبتها قليلة .
وأضاف أن معدل إصابة الطفل الطبيعي بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية نحو 8- 10 مرات في السنة وخاصة عند أولئك الأطفال المعرضين للاحتكاك مع غيرهم في دور الحضانة أو المدرسة، وتزيد هذه الالتهابات في أشهر الشتاء وعند تغير الطقس، وبالنسبة للتطعيم ضد فيروس الإنفلونزا يخفف من احتمال الإصابة بنسبة تصل إلى 60 في المئة خلال فصل الشتاء ولكنه لا يحمى ضد الفيروسات الأخرى (عدا الإنفلونزا) التي يمكن أن تسبب أعراض مشابهة .
وينصح شعبان بالتطعيم ضد الإنفلونزا مرة واحدة في كل سنة فهو إجراء سليم لا يحمل مخاطر أو آثار جانبية، ويؤمن وقاية جيدة ضد هذا الفيروس .
أرسل تعليقك