دبي - جمال ابوسمرا
كشفت هيئة الصحة في دبي عن التخطيط لتدشين حزمة من المشاريع الصحية خلال العام المقبل، بينها إنشاء 7 مستشفيات ومراكز صحية، كما تشمل افتتاح مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال خلال النصف الأول من العام المقبل.
وتضم المشاريع الـ7 ببناء 3 مستشفيات جديدة، و4 مراكز صحية نموذجية، وافتتاح 4 مراكز لفحص اللياقة الطبية، والبدء في تنفيذ مشروع مستشفى راشد الجديد في ثلاثة أبراج حزيران/يونيو المقبل، وإقرار خطة للتحول الذكي تتضمن 55 مشروعًا وتستمر 3 سنوات، لافتًا إلى أنَّ عدد المنشآت الصحية في إمارة دبي بلغ 2775 يعمل بها 30633 مهنيًا صحيًا، كما وصل عدد التراخيص التي تم منحها خلال العام الجاري 376 منشأة صحية جديدة، بحسب مديرها العام المهندس عيسى الميدور.
وشهد القطاع الطبي في إمارة دبي العديد من الإنجازات التطويرية خلال العام الجاري، لتعزيز مكانة الإمارة الصحية على الخريطة العالمية، كما تستهدف هيئة الصحة في دبي إنجاز حزمة من الإجراءات والمشاريع الإنشائية في العام 2015 للمساهمة في تحقيق مزيد من التطور بالقطاع ما يؤكد تنافسيته العالمية.
وأكد الميدور، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، في مقر الهيئة، أنَّ النمو السكاني والتوسع الجغرافي للمنطقة الحضرية في دبي، وغياب السجل الوطني للأمراض، والتطور المتسارع في الأساليب التشخيصية والعلاجية من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي في الإمارة.
وأفاد المدير العام لهيئة الصحة في دبي بأنَّ إجمالي قيمة الخدمات التي تقدمها الهيئة بلغ مليارين و400 مليون درهم.
وأوضح أنَّ العام المقبل سيشهد افتتاح مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال الذي يعد نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال، والبدء في تنفيذ مشروع مستشفى راشد الجديد، وبناء 4 مراكز صحية نموذجية، وافتتاح 4 مراكز لخدمات اللياقة الطبية في مختلف أنحاء إمارة دبي، والانتهاء من توسعة مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد، والانتهاء من توسعة قسم العناية الفائقة للأطفال الخدج في مستشفى لطيفة.
ولفت الميدور إلى أنَّ القطاع الصحي يواجه العديد من التحديات، أبرزها النمو السكاني المتزايد للإمارة بسبب النهضة التي تشهدها مختلف القطاعات واحتياجاتها المتزايدة للعمالة التي تضغط على الخدمات الصحية، وغياب السجل الوطني للأمراض لوضع خطط فاعلة لمواجهتها، والتطور المتسارع في الأساليب التشخيصية والعلاجية، كما أنَّ استقطاب الكفاءات والخبرات الطبية والحفاظ عليها يشكل تحديًا آخرًا في ظل وجود سوق تنافسي كبير في المنطقة وما تشهده من نهضة صحية تتطلب وجود كوادر بشرية ذات معرفة وخبرة وكفاءة، إضافة إلى النقص في الكوادر التمريضية الذي يعد مشكلة عالمية، وفي دول الخليج تلعب الثقافة السائدة والعادات والتقاليد أكبر العوائق في مجال توطين التمريض.
وكشف أنَّ الهيئة ستباشر خلال شهر حزيران/ يونيو المقبل تنفيذ مشروع مستشفى راشد الجديد ضمن خطتها الاستراتيجية للأعوام 2013 -2025 التي اعتمدها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، موضحًا أنَّ المشروع الجديد تم تصميمه ليحل محل المستشفى القديم، بـ3 أبراج، يتسع كل برج منها لأكثر من 300 سرير بارتفاع 7 طوابق.
كما يتضمن المخطط العام لمستشفى راشد بناء 6 مراكز تخصصية هي مركز دبي للقلب، ومركز لعلاج السرطان، ومركز للجراحة التجميلية، ومركز جراحة اليوم الواحد، ومركز التشخيص، ومركز الكلى، وهي مراكز تخصصية قابلة للإضافة والتوسع في المستقبل، لمرونة التصميم وكفاءته.
كما تتضمن الخطة بناء "مركز دبي للتشخيص" بأحدث المواصفات والمعايير التقنية والدولية التي تراعي معايير الاستدامة والمباني الخضراء؛ حيث سيتضمن المركز جميع التخصصات وهو مرتبط بـ5 آلاف مركز تشخيص حول العالم، حيث يوفر خاصية الخدمات العالمية من خلال الربط الإلكتروني مع المراكز العالمية لتبادل الخبرات في قراءة وتحليل الفحوص.
كما سيتم تجهيز مبنى متكامل كمنطقة استشفاء تضم أكثر من 500 غرفة علاجية للاستشفاء تقدم الخدمات العلاجية لفترة ما بعد العلاج كخدمات العلاج الطبيعي والرياضي ومراكز للإقلاع عن التدخين ومراكز السمنة المفرطة، وبرامج اللياقة والاسترخاء.
وأضاف المدير العام لهيئة الصحة في دبي أنَّ الهيئة ستباشر قريبًا ضمن خطتها الاستراتيجية بتنفيذ عمليات البناء لثلاثة مستشفيات هي: مستشفى محمد بن راشد على طريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومستشفى آل مكتوم في منطقة مطار آل مكتوم بجبل علي، ومستشفى الخوانيج، إضافة إلى البدء في بناء 4 مراكز نموذجية للرعاية الصحية الأولية في مختلف أنحاء إمارة دبي ضمن خطة الهيئة الاستراتيجية لبناء 40 مركزًا للرعاية الصحية الأولية حتى العام 2025 لمواكبة الطلب على الخدمات الصحية الناتج عن النمو العمراني لدبي، وضمان جودة الخدمات المقدمة.
وأفاد بأنَّ الهيئة ستقوم ببناء مركز صحي نموذجي في منطقة زعبيل، وإحلال 3 مراكز صحية "أم سقيم والقصيص وأبو هيل"، حيث باشرت الهيئة منذ كانون الأول/ ديسمبر الجاري بتحويل مرضى أم سقيم للاستفادة من خدمات مركز البرشاء الصحي مؤقتًا، إلى حين إحلال مركز صحي متطور بالمنطقة ذاتها لخدمة سكانها، كما سيتم خلال الفترة المقبلة تحويل مرضى مركز القصيص إلى مركز المزهر، وتحويل مرضى مركز أبوهيل إلى مركز الممزر الصحي مؤقتًا لحين بناء مراكز نموذجية في هذه المناطق.
وأضاف المهندس عيسى الميدور أنَّ الهيئة ستقوم خلال العام المقبل 2015 بتدشين 4 مراكز جديدة لفحوص اللياقة الطبية ليرتفع بذلك عدد هذه المراكز إلى 20 مركزًا موزعة على مختلف أنحاء إمارة دبي، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان من هذه الخدمات ولمواكبة النمو المتسارع الذي تشهده الإمارة في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أنَّ مراكز فحص اللياقة الطبية استقبلت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مليون و548 ألف و274 مراجع، كما استفاد من خدمة تواجد لفحص اللياقة الطبية خلال نفس الفترة 3 ملايين و768 ألف و510 متعاملين.
وصرَّح بأنَّ الهيئة ستقوم خلال النصف الأول من العام المقبل 2015 بافتتاح مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال على 3 مراحل لتصل طاقته الاستيعابية في المرحلة الأخيرة إلى 200 سرير لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية الشاملة والمتخصصة للأطفال، موضحًا أنَّ المستشفى الجديد الذي أمر بن راشد بإنشائه كأول مستشفى متكامل ومتخصص في أمراض الطفولة على مستوى الدولة، يهدف إلى تقديم مجموعة متكاملة من خدمات الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة، وخلال المراحل العمرية كافة حتى سن الـ16 عامًا.
ولفت إلى أنَّ مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال الذي تصل كلفته الإجمالية إلى 673 مليون درهم يتضمن العديد من المراكز الطبية المتخصِّصة للأطفال لعلاج أمراض السرطان وأمراض القلب، وأمراض الكلى وجراحة الأعصاب والطب الباطني وجراحة العظام والطوارئ والإصابات والطب السلوكي وتقويم الأعضاء والصدمات النفسية والعيادات الخارجية، إضافة إلى 8 غرف للعمليات منها غرفة لعمليات القلب وأخرى للعظام وأربع غرف للجراحة العامة وغرفتين لعمليات اليوم الواحد، و40 وحدة عناية متطورة، مشيرًا إلى أنه تم تعيين 700 كادر طبي وتمريضي وفني، من بين 1200 تستهدف الهيئة تعيينهم بالمستشفى، وجارِ تدريبهم حاليًا.
وأوضح أنَّ مستشفى الجليلة التخصصي للاطفال سيكون أول مستشفى ذكي بالكامل على مستوى الدولة، حيث سيتم تزويد أسرّة المستشفى كافة البالغة 200 سرير بأجهزة لوحية ذكية توفر العديد من الاختيارات التي تلبي احتياجات المرضى كافة، وتتيح هذه الأجهزة اللوحية للمريض إمكانية الدخول إلى الملف الطبي والاطلاع على الخطة العلاجية ونتائج الفحوص الطبية وغيرها، ومن المتوقع افتتاحه في النصف الأول من العام 2015.
وأكد إنَّ الهيئة ستنتهي خلال شهر أيار/ مايو المقبل من توسعة مركز الإصابات والحوادث بمستشفى راشد للمساهمة في تقليل زمن الاستجابة للحالات الطارئة التي يستقبلها المركز، وتبلغ كلفة المشروع 161 مليون درهم، حيث يتضمن بناء طابقين إضافيين لمركز الإصابات والحوادث وبسعة 157 سريرًا موزعة على 105 غرف لترتفع بذلك الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى 930 سريرًا.
وذكر أنَّ العمل جارٍ حاليًا لتوسعة قسم العناية الحثيثة للأطفال الخدج في مستشفى لطيفة، بكلفة إجمالية تصل إلى 24 مليون درهم تبرعت بها مؤسسة ماجد الفطيم الخيرية من خلال إضافة 16 سريرًا لقسم العناية الفائقة للأطفال الخدج ليرتفع عدد الأسرة إلى 64 سرير، ما سيعمل على تخفيف الضغط المتزايد على قسم العناية المركزة للأطفال الخدج الذي تصل نسبة الإشغال به إلى أكثر من 130% خاصة أنَّ مستشفى لطيفة يستقبل سنويًا ما بين 6500-7000 حالة ولادة 10% منها يحتاج إلى العناية الفائقة.
ولفت أنَّ الخطة الاستراتيجية للهيئة التي تمتد حتى العام 2025 تتضمن 43 مبادرة تشمل مبادرات الوقاية والتوعية كمبادرة مكافحة البدانة وتشجيع النشاط البدني، مبادرة مكافحة التدخين وتوسيع خيارات العلاج والإقلاع عن التدخين، مبادرة الغذاء الصحي للحد من أمراض القلب وأخطار الكولسترول، مبادرة مراقبة مرض السرطان ورصد عوامل الخطر وإجراء المسوحات للفئات الأكثر عرضة، مبادرة مراقبة مرض السكري ورصد عوامل الخطر وإجراء المسوحات للفئات الأكثر عرضة، مبادرة الفحص المبكر لمرض السل، مبادرة تحسين أنظمة الرصد والتحليل والإبلاغ عن الأمراض المعدية، مبادرة برنامج دعم السلامة في مواقع العمل .
وأقر بأنَّ عدد المنشآت الصحية التي تم ترخيصها خلال العام الجاري 2014 بلغت 376 منشأة صحية، منها 8 مستشفيات، و9 مراكز تخصصية، و121 صيدلية، و196 عيادة خارجية، و42 منشأة أخرى، وبما يعادل منشأة أو أكثر كل يوم.
وأوضح أنَّ عدد المنشآت الصحية العاملة في دبي ارتفع من 2056 منشأة العام 2011 إلى 2775 منشأة صحية خلال العام 2014 كما بلغ عدد المهنيين الصحيين العاملين في هذه المراكز حالياً 633 . 30 في حين كان 516 .17 العام 2011.
وأشار إلى إنَّ الهيئة بدأت منذ الأول من شهر أيار/ مايو الماضي 2013 بتطبيق قرار المجلس التنفيذي بشأن تنظيم مزاولة المهن الصحية في دبي، الذي أصدره ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم والذي يتضمن العديد من الشروط واللوائح والمعايير الناظمة لمزاولة المهن الصحية بدبي، إضافة إلى العقوبات الخاصة بالمنشآت الصحية والمهنيين الصحيين، وإنشاء قاعدة للبيانات بأسماء المهنيين الصحيين والمنشآت الصحية العاملة في الإمارة والأنشطة التي تزاولها.
أرسل تعليقك