أكد أخصائي بريطاني في الأمراض الجلدية، الطبيب كريستوفر باين رونالد، أنَّ ظهور التجاعيد والترهلات في منطقة الرقبة واللغد أو أسفل الذقن، لا يقتصر فقط على النساء في أواخر منتصف العمر، بل امتدت هذه المشكلة لتشمل جيل أصغر من النساء، بسبب قضاء الكثير من الوقت أمام الهواتف الحديثة.
وأوضح أنَّ قضاء ساعات طويلة أمام شاشات أجهزة "التابلت" الحديثة، لها تأثير سلبي بالغ على بشرة الرقبة والصدر التي تترهل سريعًا بمرور الوقت بفعل الجاذبية بسبب النظر إلى الأسفل لتصفح الأجهزة، ولذلك يطلق عليها المتخصصون اسم "مشاكل الرقبة الناتجة عن التكنولوجيا" أو "tech neck".
وأضاف كريستوفر أنَّ منطقة الرقبة لدى المرأة هي ضعيفة بالفعل لأنها الأكثر عرضة لأشعة الشمس بسبب الأزياء النسائية الحديثة، إذ تضعف الطبقات العليا من الأدمة تدريجيًا، وتصبح البشرة أرق، و يفقد الجلد مرونته وتصبح قابليته للتجعد أكبر بسبب ثني الرقبة بشكل مستمر.
وكشفت الأستاذة المساعدة من "بريستول"، نورين سيمز، عن أنَّها تبذل جهودًا شديدة للعناية ببشرتها وترطيبها، كما تؤدي بتمرينات لوجهها لشد عضلات وخطوط الوجه، وتنام على وسادة واحدة بدلًا من وسادتين، لما لذلك من تأثير إيجابي على البشرة ضد الجاذبية الأرضية.
وأشارت نورين، البالغة من العمر (54) عامًا، إلى أنَّها منذ أن بلغت (50) عامًا، أصبحت تعتني جيدًا ببشرة الرقبة ومنطقة الصدر. وأضافت نورين، المتزوجة من مارك البالغ من العمر (55) عامًا، ولديهما ثلاثة أطفال، أنَّ الاعتناء ببشرة الرقبة والصدر كان يقلقها أكثر من أي شيء، لأنه يحتاج إلى مجهود عظيم لمنع ظهور اللغد المترهل أو البشرة المتجعدة.
وبالرغم من أنَّ نورين تعتني ببشرتها جيدًا، إلا أنَّها اعترفت أنَّ التكنولوجيا الحديثة التي تستعملها بشكل يومي ساهمت في ظهور الترهلات على لغدها.
وتشير الأرقام الأخيرة من موقع "whatClinic.com" إلى ارتفاع حجم الاستفسارات بشأن شفط دهون العنق بنسبة 280% خلال العام الماضي. وكشفت دراسة أخرى عن أنَّ ما يقرب من نصف النساء البريطانيات قلقون من ظهور الترهلات حول الوجه والرقبة.
ولا يثير هذا الأمر أي دهشة نظرًا لقضاء المستخدم العادي أكثر من ساعتين على الهاتف الذكي، من خلال النظر إلى أسفل لقراءة الرسائل، وإرسال النصوص أو رسائل البريد الإلكتروني، والتي يبلغ متوسطها حوالي150 مرة في اليوم، فضلًا عن الساعات الأخرى التي يتم قضائها أمام شاشة الكمبيوتر وما تتبعه من النظر إلى أسفل للكتابة على لوحة المفاتيح أثناء العمل.
وتابعت نورين: أقضي الكثير من الوقت على هاتفي الحديث لقراءة الكثير من الرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني، ليس ذلك فحسب، ففي المدرسة أنحني كثيرًا لمساعدة التلاميذ، وبالرغم من تأثير ذلك الواضح على رقبتي، إلا أنني لن أخضع لأي جراحة أو علاج كثيف، وسأكتفي باستخدام الكريمات منتجات التجميل التي تمنع عملية الشيخوخة.
ومن جانبها؛ أوضح جولي ميكر، التي تدير فندق خاص بها، وتبلغ من العمر (45) عامًا، أنَّها ورثت بشرة رائعة من والدتها، وأنها دائمًا ما تعتني ببشرتها، وتخضع لجلسة كاملة للعناية بالبشرة كل شهر لدى المتخصصين.
وأشارت إلى أنَّها بالرغم من ذلك تشعر بأنَّها تبدو كبيرة في السن بسبب ظهور التجاعيد والترهلات عند رقبتها، وذلك بسبب قضائها اليوم كاملًا أمام جهاز الكمبيوتر، وتصفح الهاتف المحمول، وفي أوقات فراغها تدخل على "فيسبوك" وتتفحص رسائلها.
وعرضت عليها الأخصائية التي تقوم بتنظيف بشرتها، أن تعالج البشرة بالكريستالات، أو ما يعرف بـ"Crystal Clear COMCIT"، الذي يتم باستخدام إبر متناهية الصغر موجودة على جهاز يمر على البشرة لتدليكها من قبل معالج مؤهل، وتحفز هذه الإبر الجلد لإنتاج الكولاجين الذي يساعد على شد الجلد.
واستمعت بالفعل إلى النصيحة وذهبت لإجراء هذه الجلسة التي تستلقي فيها على ظهرها، ويبدأ الجهاز المدلك بالمرور على وجهها ورقبتها لمدة ساعة، وشعرت باسترخاء عميق، وظهرت النتائج المذهلة من أول جلسة، إذ أصبحت بشرتها مشدودة وممتلئة ومتوهجة، لدرجة أن ابنتها لاحظت الفرق، وتحسنت ترهلات الرقبة واللغد بشكل كبير جدًا بعد إجراء خمس جلسات.
أرسل تعليقك