واشنطن - عادل سلامة
كشف بحث جديد عن مشروب يمكنه أن يمدد حياة آلاف المرضى المصابين بسرطان المخ، والذي يحتوي على الأسبرين السائل.ووجد خبراء بريطانيون أن العقار البسيط يمكنه عبور حاجز الدم في المخ، العقبة التي توقف حتى الآن العقاقير المضادة للسرطان عن مهاجمة أورام المخ.
وسيعلن العلماء عن نتائج الاختبارات في وقت مبكر، التي تظهر أن الأسبرين السائل أكثر فعالية 10 مرات من أي علاج كيميائي لقتل خلايا سرطان المخ. والفريق واثق أن هناك نتائج أكثر قوة يمكن أن تنشأ إذا تم الجمع بين الأسبرين السائل مع العقاقير مضادة للسرطان؛ إذ يصبح العقار بالقوة الكافية لمهاجمة أورام المخ من أول مرة.
البحث الذي قامت به جامعة بورتسموث في مانشستر وصف من قبل الخبراء بأنه "تغيير لقواعد اللعبة". ويتم تشخيص أكثر من 16000 شخص بوجود ورم في المخ سنويا في بريطانيا. أقل من 20% من المرضى المصابين بسرطان المخ يبقون على قيد الحياة أكثر من 5 سنوات، مقابل 87% لسرطان الثدي و 98% للمصابين بسرطان الخصية.
ويشمل العلاج القياسي العمليات الجراحية إن أمكن ذلك لإزالة الورم، يليها العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. لكن العلاج الكيميائي نادرا ما يكون فعالا لأن المخدرات التي يتم بثها في إمدادات الدم عن طريق التنقيط، لا يمكن أن تصل بشكل صحيح للورم؛ لأن خلايا المخ يتم فصلها عن تدفق الدم عبر حاجز الدم في الدماغ، الغشاء الذي يقسم خلايا الدم عن السائل الدماغي، ومعظم جزيئات الدواء تكون عادة كبيرة جدا لتتخطى هذا الحاجز، ولكن الأبحاث الجديدة التي ستقدم الأربعاء 29 حزيران/ يونيو الجاري في مؤتمر أورام المخ في وارسو، يكشف أن الأسبرين وضعت خصيصا بمثابة "حصان طروادة" لحمل المخدرات من خلال حاجز.
وخرج العلاج على يد شركة صغيرة في مطبخ أسرة في مانشستر التي تمكنت من صنع الأسبرين السائل للمرة الأولى. الأسبرين "القابل للذوبان" الموجود حاليا في السوق ليس قابلا للذوبان تماما؛ إذ يحتوي على حبوب كبيرة جدا لا تستطيع تخطي الغشاء. وفريق جامعة بورتسموث الذي مُول من مؤسسة خيرية لبحوث أورام المخ، وجدت في الاختبارات المعملية أن الحل أظهر نتائج واعدة للبحوث.
واختبروا حل الأسبرين السائل المعروف الآن باسم IP1867B ، على خلايا السرطان في الكبار والأطفال الذين يعانون من شكل شائع وعدواني من ورم المخ، وهو ما يسمى بالورم أرومي؛ وخلصوا إلى أنه كان فعالا أكثر 10مرات من أي مزيج من العقاقير الأخرى المستخدمة حاليا؛ لأن الأسبرين نفسه لديه القدرة على قتل الخلايا السرطانية، لكن إذا أضيفت عقاقير أخرى مضادة للسرطان إلى المزيج، فإنها تحدث تحسنا أكبر وأسرع.
وقالت الرئيس التنفيذي لأبحاث أورام المخ سو فرينغتون سميث "هذا العلاج من المحتمل أن يغير قواعد اللعبة لأبحاث أورام المخ؛ فمن من شأنه أن يمكننا من إيجاد علاج لهذا المرض المدمر الذي يقتل المزيد من الأطفال والبالغين تحت سن الـ40 أكثر من أي سرطان آخر." وتمت الموافقة على جميع المكونات الثلاثة بالفعل للاستخدام البشري؛ وهذا يعني أن التجارب يجب أن تكون أسرع من ذلك لدواء جديد. ويتوقع الخبراء أن التجارب البشرية الأولى قد تبدأ خلال سنتين إلى 3 سنوات.
أرسل تعليقك