أفاد الرئيس التنفيذي للإسعاف الوطني، أحمد صالح الهاجري، بأن الإسعاف الوطني تعامل مع 81 ألفاً و759 بلاغاً من سكان في المناطق الشمالية، العام الماضي، بمعدل 224 بلاغاً يومياً، وقدم الرعاية الطبية لـ49 ألف حالة طارئة، ونقل 36 ألفاً و850 حالة إلى المستشفيات من خلال مركباته المجهزة طبياً وفق المعايير العالمية.
وأضاف الهاجري،أنه تم التعامل مع الحالات كافة بحرفية، والاستجابة لـ74% منها تطلبت تدخلاً إسعافياً، وهو ما يعادل 60 ألفاً و273 حالة، مشيراً إلى نجاح الإسعاف الوطني في الحفاظ على متوسط زمن الاستجابة الذي سجله في 2018، وهو ثماني دقائق و30 ثانية.
وأوضح أن إصابات الحوادث المرورية شكلت النسبة الكبرى من مجموع البلاغات التي تم الاستجابة لها، مسجلة 20%، ثم الحالات الطبية، وشملت الشعور بالإعياء في المرتبة الأولى، ثم إصابات وآلام الظهر والبطن، وأخيراً حالات السقوط.
وكشفت الإحصاءات الصادرة عن الإسعاف الوطني ارتفاع معدل البلاغات بنسبة 10%، مقارنة بـ2018 الذي سجل استلام 74 ألفاً و329 بلاغاً، مشيرة إلى ارتفاع معدلات البلاغات المفعلة التي تم الاستجابة لها بنسبة 12%، مقارنة بـ2018 الذي سجل الاستجابة لـ53 ألفاً و716 بلاغاً.
أما نسبة البلاغات التي استجاب لها من ناحية التوزيع الجغرافي فجاءت بنسبة 47% في الشارقة، وهي النسبة الكبرى، تليها عجمان بنسبة 27%، ثم رأس الخيمة 17%، وتبعتها الفجيرة بـ6%، وأخيراً أم القيوين بنسبة 3%.
وعزا الهاجري أسباب النجاح إلى عوامل عدة، في مقدمتها تبني استراتيجية واضحة لتحقيق التميز وتوظيف التقنيات الحديثة والاستثمار في تكنولوجيا المستقبل، وإجراء البحوث والدراسات الطبية، وعمليات مراجعة الأداء والتقييم المستمرة، والتدريب والتطوير المستمران للكوادر والطواقم الميدانية، وتزويدها بأحدث المركبات والمعدات والتجهيزات الاسعافية.
ونوه بدعم ومتابعة القيادة، ودعم وتعاون الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين، بما أسهم في تعزيز الموقع الريادي للإسعاف الوطني في منظومة الإسعاف في الدولة.
وكشف الهاجري أن عدد طواقم الإسعاف الوطني العاملة حالياً في المناطق الشمالية يبلغ 478 فرداً من الطواقم الإسعافية، و39 مأمور عمليات طبية في غرف العمليات، إلى جانب الكوادر الإدارية والفنية والمساندة، ويوجد 50 نقطة إسعافية موزعة في المناطق الشمالية بالدولة، على مدار الساعة.
وأوضح أن آلية العمل المتبعة أثبتت فاعليتها في إدارة البلاغات الإسعافية في المناطق الشمالية، التي تقوم على التمركز الاستراتيجي المدروس للنقاط الإسعافية والتحرك الديناميكي، بناءً على الاحتياجات وأوقات ومواقع الحوادث والإحصاءات والمراجعة المستمرة لمخرجات الخدمة، بغض النظر عن الحدود الإدارية أو الجغرافية بين الإمارات، وهو ما أثبت فاعليته في التعامل مع الأزمات الطارئة ومواسم الأعياد والإجازات الرسمية وأوقات الذروة وغيرها.
وأكد الهاجري جاهزية واستعداد الإسعاف الوطني للتعامل مع الحالات الطارئة كافة، مثل الأمطار والظروف الجوية الصعبة، إضافة إلى الأعياد والإجازات الرسمية، مشيراً إلى وضع خطط طوارئ استباقية، بناءً على المعلومات المتوافرة للحفاظ على سلامة الجمهور.
وأكد الهاجري، أن برنامج المسعفين الإماراتيين نجح في عاميه الأولين في تأهيل 43 شاباً وشابة إماراتيين، فيما يبلغ عدد المسعفين المواطنين العاملين حالياً ضمن كوادر الإسعاف الوطني 35 مسعفاً ومسعفة، وشهد البرنامج في 2019 للعام الثالث على التوالي نمواً متزايداً في أعداد منتسبيه منذ إطلاقه في 2017، حيث يجلس على مقاعد الدراسة الآن 35 طالباً وطالبة، ومن المتوقع تخرجهم في يونيو المقبل.
وقال الهاجري إن «الإسعاف الوطني كونه جهة معنية بخدمة المجتمع المحلي يولي ملف التوطين أهمية كبيرة، ويعد ركيزة أساسية في منظومة العمل، لذلك بذلنا في السنوات الأربع الماضية جهوداً مكثفة في عملية توطين مهنة الإسعاف، نظراً لكونها إحدى المهن الحيوية والمهمة في الدولة، وتماشياً مع توجيهات القيادة في توفير المقومات والبرامج كافة لتمكين شباب الإمارات في العمل ضمن القطاعات الحيوية في الدولة والمساهمة في رفع نسبة التوطين في قطاع الإسعاف بالدولة.
وتابع أن الإسعاف الوطني لا ينظر للتوطين كفرصة وظيفية تقدم للمواطن وحسب، بل يجب أن يتخللها ثلاثة محاور رئيسة، هي: التعليم والتأهيل والتمكين لإعداده بالكامل للدور المطلوب منه، وفي الوقت الذي يلتزم الإسعاف الوطني بمسؤولياته وواجباته في النهوض بالموارد البشرية المواطنة، تقع المسؤولية على المواطن بعد توظيفه بأداء المهام المطلوبة منه بطريقة مهنية تبين قدراته والقيمة المضافة من إدماجه ضمن كوادر الإسعاف الوطني، تحقيقاً للمصلحة العامة، بما يتوافق مع قيم ومبادئ السلوك المهني وأخلاقيات المهنة، ليسهم بدوره في الارتقاء بالأداء والتميز المؤسسي.
وأضاف: «وضعنا خطة طويلة الأمد لتوطين مهنة المسعف، تضمنت بناء برنامج مستدام لتعليم وتأهيل وتدريب وإعداد كوادر وطنية شابة للانضمام لقطاع الإسعاف الحيوي، لديها القدرة على الاستجابة بكفاءة للحالات الإسعافية الطارئة والتعامل مع المتطلبات اللوجستية والخصائص الجغرافية والثقافية للمناطق الشمالية. كما يمنح الخريجون شهادة دبلوم في مجال الإسعاف وفرص عمل مضمونة في طواقم الإسعاف الوطني مع أولوية تكليفهم بالقيام بمهامهم الوظيفية في أقرب موقع للإسعاف الوطني في المناطق الشمالية من مكان إقامتهم قدر الإمكان لخدمة مجتمعاتهم المحلية».
وأشار إلى أن الإسعاف الوطني يواصل تطوير برنامج المسعفين الإماراتيين على ضوء مخرجات الأداء وفرص التحسين، واستقطاب المزيد من المواطنين للدورات المقبلة، بما يلبي حاجة الطلب، ويتوافق مع خطط التوطين في حكومة الإمارات وأولويات الأجندة الوطنية في رفد القطاع الصحي بكفاءات وطنية مؤهلة تسهم في تعزيز منظومة الخدمات الإسعافية في الدولة، وسيتم قريباً الإعلان عن المواعيد لاستقبال الطلبات الجديدة للالتحاق بالدورة الرابعة من البرنامج.
دورات تدريبية
قدم الإسعاف الوطني العام الماضي العديد من المحاضرات التثقيفية ودورات الإسعافات الأولية والمهنية المتخصصة المعترف بها عالمياً لجهات حكومية وخاصة في الدولة، استفاد منها نحو 4404 أشخاص، شملت 374 دورة مهنية لأصحاب الاختصاص من العاملين في مجال الإسعاف و60 دورة في الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي وصدمات القلب، و35 محاضرة تثقيفية وورشة توعوية.
اعتمادات عالمية
أكد أحمد صالح الهاجري، أن الإسعاف الوطني نجح العام الماضي في تجديد حصوله على اعتمادات عالمية مثل شهادات كل من نظام إدارة الجودة آيزو 9001، ونظام إدارة البيئة آيزو 14001، ونظام إدارة الصحة والسلامة المهنية OHSAS 18001، إضافة إلى نيل جوائز عدة لتميز الأداء، مثل حصوله على المركز الثالث كأفضل مركز اتصال حكومي في «جائزة شرطة دبي الدولية لأفضل مراكز الاتصال»، كما أنه في صدد تجديده للاعتماد الذهبي من اللجنة الدولية المشتركة للرعاية الصحية «جي سي آي» للمرة الثالثة على التوالي.
وأن الإسعاف الوطني يعطي أهمية كبيرة لملاحظات المتعاملين والمرضى والشركاء الاستراتيجيين، ويأخذ في الاعتبار الانتقادات البنّاءة والاقتراحات والشكاوى خلال عمليات تقييم الأداء للكشف عن أي تقصير أو ثغرات، لتفاديها، وإيجاد الحلول المناسبة مع الجهات المعنية. ويحرص الإسعاف الوطني باستمرار على تطوير مستقبل خدمات الإسعاف وابتكار أساليب حديثة لتحسين نوعية وزمن الاستجابة للحالات الطارئة، وذلك من خلال إجراء الدراسات الطبية التطويرية وتقديم الأبحاث والمشاركة في لجان محلية ودولية والمؤتمرات والمعارض المعنية بطب الطوارئ، وذلك من خلال تعاونه وشراكاته مع الجهات والهيئات الاتحادية والمحلية والدولية المعنية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الطبية. وواصل الإسعاف الوطني جهوده في مجال التوعية الإسعافية من خلال مشاركاته في حملات وزارة الداخلية الموحدة على مدار العام لترسيخ الوعي المجتعي والحفاظ على الأرواح والسلامة العامة، إضافة إلى تقديم حزمة من الرسائل التوعوية والتثقيفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ومشاركاته المجتمعية في إطار برنامج المسؤولية المجتمعية بهدف ترسيخ ثقافة الإسعاف في المجتمع، وتثقيف الجمهور حول الخطوات الصحيحة في التعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة وأمور أخرى.
أرسل تعليقك