حذر طبيب ومختصة في التغذية من خطورة اللجوء إلى منتجات التخسيس والتنحيف لفقدان الوزن، خصوصاً المنتجات التي تباع في مراكز لياقة بدنية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أنها تسبب الهزال، فيما يظن مستخدموها أنهم على درب الرشاقة.
وقالا إن كثيراً منها تحتوي مادة «سيبوترامين»، المحظورة عالمياً، لافتين إلى خطورتها على صحة الإنسان، بسبب ما قد ينتج عنها من أمراض تشكل خطراً على القلب والأوعية الدموية، في وقت أظهرت دراسة أجرتها بلدية دبي أن 13% من منتجات التنحيف في الأسواق تحتوي هذه المادة.
وتفصيلاً، قالت رئيس وحدة التثقيف الغذائي، واختصاصية التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي، مريم علي عيسى، إن منتجات التخسيس والتنحيف التي تباع في الأسواق تتضمن مخاطر على صحة مستخدميها، مشددة على ضرورة اللجوء إلى اتباع الحمية الغذائية المناسبة لخسارة الوزن، بعيداً عن الأدوية التي تحتوي مواد كيميائية خطرة على أجهزة الجسم.
وشرحت أن أدوية التنحيف والتخسيس تعمل على ثلاث آليات هي: منع امتصاص الجسم للدهون، وفقدان الشهية، ورفع معدلات الأيض في الجسم، مؤكدة أن للآليات الثلاث أضراراً على بقية أجهزة الجسم، خصوصاً لدى من يعانون أمراضاً مزمنة، كما أنها تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب ممن لديهم فرصة أكبر للإصابة بها، سواء لأسباب جينية أو صحية.
ولفتت إلى أن أدوية التخسيس تحدث خللاً في الهرمونات، كما تؤدي إلى الإدمان عليها، وتنتج عنها حالات هزال فيما يظن مستخدموها أنها ماضية بهم على طريق الرشاقة.
وتابعت أن هذه المنتجات تصيب مستخدميها بالقلق والتوتر، وزيادة العصبية، والصداع، واختلال الحالة المزاجية، وتؤدي في النهاية إلى الاكتئاب، فضلاً عن تأثيرات سلبية على الكلى.
وشددت على ضرورة اتباع راغبي خسارة الوزن نظاماً غذائياً متوازناً ومتكاملاً يحتوي العناصر الغذائية كافة التي يحتاجها الجسم، من كربوهيدرات وبروتينات، وشرب كميات كبيرة من المياه، والاعتماد على الخضراوات والفواكه بشكل كبير، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
وأكدت أن فاعلية حبوب وأدوية التخسيس والتنحيف مؤقتة، لذلك تسبب اختلالاً عاماً في أجهزة الجسم، ما يعرضه لكثير من الأمراض.
من جهته، حذر استشاري الجهد البدني والصحة العامة، الدكتور أسامة كامل اللالا، من تناول منتجات التخسيس والتنحيف التي تباع في السوق، أو يروج لها بائعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها لا تحرق الدهون كما يدعي مروجوها، وإنما تعمل غالبيتها على تخليص الجسم من السوائل، إضافة إلى احتوائها على مواد غير فعالة تؤثر سلباً في صحة الإنسان.
وأكد أن الوسيلة الآمنة والسليمة لخسارة الوزن تتمثل في اتباع نمط غذائي صحي، وممارسة الرياضة، إضافة إلى النوم الصحي، مؤكداً أن ما تسببه المنتجات المصنعة هو هزال، وليس رشاقة.
ولفت إلى أن المواد الكيميائية التي يروج لها عبر مواقع الإنترنت تحمل ادعاءات علاجية كاذبة، تغري مرضى السمنة وزيادة الوزن بشرائها وتناولها.
وشرح أن مادة «سيبوترامين» التي توجد داخل منتجات التخسيس والتنحيف، تعتبر مادة كيميائية، وهي تصنع في الصين وباكستان، ومحظور تداولها عالمياً لخطورتها على الصحة.
وذكر أن هذه المنتجات لا تحرق الدهون وإنما تؤثر سلباً في مركز الشبع في الدماغ، ومن ثم تفقد الإنسان الشعور بالجوع على حساب أضرار يتعرض لها جسمه، مثل الجلطات القلبية والدماغية وضعف التركيز والعصبية.
وأكد أن الرقابة على مثل هذه المنتجات صارمة من البلديات، إلا أنها تباع بشكل غير قانوني، سواء من خلال عاملين في مراكز لياقة بدنية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت دراسة جديدة أجرتها إدارة الصحة والسلامة في بلدية دبي أن منتجات التنحيف في أسواق الإمارة تحتوي على مادة محظورة.
وأجريت الدراسة على 129 عينة من المكملات الخاصة بالتنحيف في الأسواق، تم تحليلها في مختبر دبي المركزي التابع للبلدية، وتبين أن 13% من المكملات تحتوي على مادة «سيبوترامين»، المحظورة، التي تشكل خطورة على صحة القلب.
وأشارت الدراسة، التي قادتها مديرة إدارة الصحة والسلامة بالبلدية، الدكتورة نسيم رفيع، إلى ضرورة توعية المستهلك بأن أي منتج للتخسيس يجب أن يكون مسجلاً في البلدية، للتأكد من مطابقته للمواصفات.
وكان تعميم وجهته وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى البلدية وجهات أخرى بالدولة حذر من خطورة مادة «سيبوترامين»، لما يمكن أن تسببه من ارتفاع في ضغط الدم، أو معدل نبضات القلب لدى البعض، فضلاً عن خطورتها على المصابين بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
كما سبق أن أصدرت بلدية دبي 11 تعميماً حذرت فيها من تداول وبيع واستخدام منتجات المكملات الصحية الخاصة بالتنحيف، الضارة وغير المرخصة من الجهات المختصة، لافتة إلى أنها تحتوي مكونات محظورة عالمياً تؤثر سلباً في صحة المستهلك.
وتحظر بلدان عدة في العالم، بينها أميركا وألمانيا وكندا، تداول منتجات التخسيس التي تحتوي مادة «سيبوترامين»، استناداً إلى دراسات أجرتها هيئة الأغذية والأدوية الأميركية أظهرت أن هذه المادة ترفع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 16%.
كما تعمل على تقليل الشهية، باعتبارها أحد مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين الذي يفرزه الجسم للتقليل من امتصاص الدوبامين، السيرتونين، ما يزيد من سرعة الشعور بالشبع.
قد يهمك أيضًا
العلاج بالكافيين قد يعزز نمو المخ عند الأطفال المبتسرين
الكافيين وأثره على الفتيات أثناء الدورة الشهرية
أرسل تعليقك