مالا تعرفه عن قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية

مالا تعرفه عن قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مالا تعرفه عن قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

فيروس كورونا
مدريد - صوت الامارات

في زمن فيروس كورونا يكثر الحديث عن الأوبئة التي ضربت البشرية عبر التاريخ، وتصير المقارنات طبيعية بين ما يشهده العالم الآن، وما عاشه قبل عقود، وفي هذا الصدد تبرز سريعا جائحة "الإنفلونزا الإسبانية" التي تفشت على الأرض قبل نحو قرن.

إنفلونزا عام 1918 هي الأشهر على الإطلاق، والسبب ببساطة أنها كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية خلال القرن العشرين، وربما عبر التاريخ البشري، فقد أصابت 500 مليون إنسان، وهو رقم يزيد عن ربع سكان الأرض وقتها، وأودت بحياة ما بين 50 إلى 100 مليون.

وفي عام 1921، حين انحسرت تلك الجائحة أخيرا، فقد تبين أنها قلصت عدد سكان الأرض بنسبة تتراوح ما بين 2.5% إلى 5%، أما إجمالي عدد الوفيات بسببها فيظل كارثيا إذا علمنا أن الحرب العالمية الأولى، التي سكتت مدافعها عام 1918 بالذات، قد أسقطت خلال نحو 4 سنوات 17 مليون قتيلا، بينما قتلت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) 60 مليونا؟، ولكن لماذا كانت الإنفلونزا الإسبانية قاتلة إلى هذه الدرجة؟ وهل يمكن لفيروس كورونا المستجد أن يفعل بالعالم ما فعلته قبل قرن؟

محاولة الإجابة على هذا السؤال المهم أورده كتاب صدر قبل أشهر قليلة للكاتب توم ستانديج بعنوان "معرفة غير شائعة".

وحسب ما أورد المؤلف فقد تعرض العالم إلى 15 جائحة خلال السنوات الـ500 الأخيرة، لم تقترب واحدة منها من درجة خطورة الإنفلونزا الإسبانية، علما بأن الحصر المنظم لعدد ضحايا تلك الجوائح بدأ فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر.

منذ ذلك التاريخ، وتحديدا منذ عام 1899، لم تقتل أي جائحة أخرى أكثر من مليوني إنسان، ولم تزد نسبة الوفيات إلى عدد المصابين عن 0.1%، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لإنفلونزا عام 1918، حيث بلغت نسبة الوفيات بسببها ما بين 5 إلى 10%.

ويورد ستانيدج سببين رئيسيين لتلك المأساة: أولهما علمي بحت.. والثاني تاريخي تماما.

الأول يتمثل في أن الفيروس الذي ظهر عام 1918 كان أكثر قوة بشكل متأصل عن الفيروسات الأخرى، وقد تمت دراسة تسلسل الجينوم (المادة الوراثية) الخاص به عام 2005، عبر استخلاص عينات محفوظة من جثث دفنت في ثلوج آلاسكا.

وخلال تلك الدراسة ثبت لآرتيجان تى فيثيوس، وهو عالم فيروسات بجامعة كامبريدج أن الحمض النووي الريبوزي للإنفلونزا الإسبانية يختلف عن نظيره الخاص بالفيروسات العادية.

والحمض النووي الريبوزي، الذي يُسمى اختصارًا RNA، جزيء حيوي يتواجد تقريبًا لدى كل الكائنات الحية والفيروسات، ويلعب أدوارًا متعددة في نقل وتشفير وفك تشفير وتنظيم التعبير عن المعلومات الوراثية، وتحفيز العديد من التفاعلات الكيميائية.

والحمض النووي الريبوزي لفيروس إنفلونزا 1918 كان ينتج عددا أكبر بكثير من الـRNA المصغرة، بالمقارنة مع الإنفلونزا الموسمية العادية، والمشكلة أن تلك الـRNA  المصغرة ترتبط بمستقبلات بشرية تثير رد فعل مناعيا، وكلما زادت قوة رد الفعل، كلما زادت درجة الالتهاب.

وقد تبين أن إنفلونزا 1918، مثلها مثل فيروس H5N1 أو إنفلونزا الطيور الذي ظهر في العقد الأول للألفية الحالية، كانا يتسببان في إصابة الرئتين بالتهاب حاد لا يمكن إيقافه، فيما يبقى الجدل مستمرا بشأن السبب الفعلي لعدد الوفيات الهائل الذي بدأ عام 1918، وهل هو الفيروس نفسه، أم رد الفعل المناعي المترتب على مهاجمته للجسم.

أما السبب الثاني وراء خطورة الإنفلونزا الإسبانية، والذي يطمأنا إلى حد كبير بشأن إمكانية تطويق خطر فيروس كورونا الحالي، فيتمثل في الاختلاف الجذري في الوضع العالمي خلال التاريخين.

ووفقا لما نقله ستانيدج عن بول إيوالد، وهو عالم بيولوجي بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي الأميركية، فلم يكن أمرا مستغربا أن يتفشى الفيروس الأكثر فتكا في تاريخنا الإنساني عام 1918، بينما العالم يعاني مآسي الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

في ذلك التاريخ كان العالم يعيش غمرة حرب مدمرة، كما لم تكن وسائل الاتصال تسمح بنقل المعلومات من أجل اتخاذ التدابير الوقائية، أما الآمر الأخر فتمثل في بقاء مئات الآلاف من الشباب، خصوصا على الجبهات الأوروبية، داخل خنادقهم لفترات طويلة مما أفاد تطور الفيروس وأثر على "دورة حياته" إذا جاز التعبير، ليحصد في النهاية هذا العدد الهائل من الوفيات.

قد يهمك ايضا 

"الصحة العالمية" تؤكّد أنّه لا يمكن تحديد مصدر فيروس "كورونا" حاليًا

أبرز 10 شائعات كذّبتها منظّمة الصحّة العالمية حول فيروس "كورونا"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مالا تعرفه عن قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام مالا تعرفه عن قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates