لندن-صوت الامارات
اخترع علماء منتجًا جديدًا يُمكن أن يُشجّع مينا الأسنان على النمو مرة أخرى، مما يعني أنه يمكن أن نتمكّن في النهاية مِن تغيير طريقة علاج تجاويف الأسنان، وطوّر باحثون في جامعة واشنطن علاجًا يعتمد على الببتيدات، وهي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، مرتبطة بروابط ببتيدية، ليست طويلة بما يكفي لاعتبارها بروتينات كاملة.
وطبّق المنتج الجديد على آفات الأسنان المصطنعة مخبريا, وكانت النتيجة إعادة تمعدن مينا الأسنان وشفاء الآفة على نحوٍ فعّال، وقال عالم المواد محمد ساريكايا: "إعادة التمعدن بالببتيدات هي بديل صحي للرعاية الصحية الحالية للأسنان".
وينتج مينا الأسنان بواسطة نوع من الخلايا يطلق عليه أسم جذع الأسنان، هذه الخلايا تفرز البروتينات التي تشكل المينا بينما السن لا يزال في اللثة. لسوء الحظ، بمجرد أن تكتمل عملية تشكيل مينا الأسنان وتظهر السن، تموت لدينا هذه الخلايا، لكننا ما زلنا نفقد المينا طوال حياتنا، وقال سامي دوجان باحث في طب الأسنان "استقلاب البكتيريا للسكر وغيرها من الكربوهيدرات التي يمكن تخميرها في بيئات الفم والحامض كمنتج ثانوي سيزيل المعادن في المينا".
ويمكن إعادة تشكيل أسناننا بمساعدة اللعاب ومعجون الأسنان بالفلورايد والإضافات في مياه الشرب، لكن عندما يكون هناك تجويف ظاهر على الأسنان، تجب معالجته من قبل طبيب الأسنان والذي يعني عادةً الحفر، وتعبئة الحفرة بحشو الأسنان، ولتطوير العلاج الجديد اتجه الفريق الطبي إلى أحد البروتينات التي تنتجها خلايا جذع الأسنان، تدعى هذه البروتينات أميلوجينينس تلعب دورا رئيسيا في تنظيم تشكيل مينا الأسنان.
وصمم الفريق الطبي الببتيدات على أساس هذا البروتين وخلق علاجًا مع الببتيد كمكون نشط، قاموا بتطبيقها على آفات الأسنان في بيئة مختبرية ووجدوا أنها ساعدت في تشكيل طبقة معدنية جديدة في المناطق المنزوعة المعادن، ودمجها مع المينا تحتها، كما أنهم عالجوا آفات مماثلة بالفلورايد، ولكن العلاج بالببتيد فقط هو الذي أدى إلى إعادة تشكيل طبقة سميكة نسبيا تشبه بنية المينا الصحية.
لا تزال هناك حاجة إلى إجراء اختبارات لرؤية أعمال محلول الببتيد كما هو الحال في الفم الحي كما حدث في المختبر، وبالنسبة إلى التجاويف العميقة التي تصل إلى الطبقة العاجية أسفل المينا، من المرجح أن تكون الحشوة مطلوبة.
لكنّ الباحثين يعتقدون بأن منتجاتهم يمكن بيعها كجزء من روتين وقائي للعناية اليومية بالسن، على شكل معجون أسنان أو هلام، للمساعدة في تقليل الرحلات باهظة الثمن إلى طبيب الأسنان للحصول على تجاويف أقل عمقًا. وقال ساريكايا "الصيغ الممكنة من الببتيد ستكون بسيطة وستنفذ في المنتجات الطبية التي لا تستلزم وصفة طبية".
أرسل تعليقك