الأشخاص الذين يعيشون في المدن يفقدون قدرتهم على هضم النباتات ببطء
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأشخاص الذين يعيشون في المدن يفقدون قدرتهم على هضم النباتات ببطء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأشخاص الذين يعيشون في المدن يفقدون قدرتهم على هضم النباتات ببطء

الأشخاص في المجتمعات الحديثة والصناعية يفقدون قدرتهم على هضم النباتات
لندن - صوت الإمارات

تفتقر النظم الغذائية الغربية والصناعية بشكل خطير إلى الألياف، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في الطريقة التي تهضم بها أمعاؤنا المواد النباتية الصعبة.
وعلى الرغم من أن الفواكه والخضروات تشكل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي البشري، فقد بدأ العلماء للتو في فهم كيفية تحلل أجسامنا للمركب العضوي الأكثر وفرة على وجه الأرض (السليلوز)؛ المادة الصلبة التي تبطن جدران خلايا النباتات.
والآن، اكتشفت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين ميكروبات غير معروفة سابقًا مختبئة في الأمعاء البشرية قادرة على تحطيم السليلوز.

ولعقود من الزمن، كان من المفترض أن السليلوز لا يمكن تفكيكه بواسطة جسم الإنسان كما هو الحال في أمعاء الأبقار أو الخيول أو الأغنام أو الثدييات الأخرى. لكن فقط في عام 2003 اكتشف العلماء بكتيريا الأمعاء البشرية التي يمكنها هضم هذه الألياف.
واعتمدت الدراسة الأخيرة على جينات تلك البكتيريا نفسها للبحث عن بكتيريا أخرى مثلها.

وقد استخدم التحليل الشامل عينات من البراز لاختبار ميكروبيوم الأمعاء لدى البشر من أوقات ومناطق مختلفة. فيما تشير النتائج إلى أن لدينا قواسم مشتركة مع حيوانات المزرعة أكثر مما كنا نعتقد من قبل؛ فلقد تبين أن أحشاءنا تحتوي على عدة أنواع من الميكروبات التي تتغذى على السليلوز والتي لم تتمكن من ملاحظتها حتى الآن.

ويرتبط أحد الأنواع ارتباطًا وثيقًا بالثدييات ذات الحوافر التي تمضغ المجتر، ويرتبط نوع آخر بالرئيسيات، وآخر بالبشر. بينما تنتمي الثلاثة جميعاً إلى جنس Ruminococcus (المعروف بوجود ممثلين له في أمعاء الإنسان السليمة - وغير الصحية). كما تمتلك جينات تشارك في هضم السليلوز.

وفي عينات البراز المأخوذة من الصيادين وجامعي الثمار، وسكان الريف، والبشر القدماء الذين عاشوا قبل ما بين 1000 إلى 2000 عام، كانت الأنواع الثلاثة من الميكروبات وفيرة.
ومع ذلك، في المجتمعات الحديثة والصناعية، كانت نفس الميكروبات المعوية «نادرة بشكل واضح».

من أجل ذلك، كتب مؤلفو الدراسة الجديدة التي قادتها عالمة الأحياء الدقيقة سارة مورايس «ان هذه النتائج مجتمعة تشير إلى انخفاض هذه الأنواع في الأمعاء البشرية، ومن المحتمل أن يتأثر ذلك بالتحول نحو أنماط الحياة الغربية». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «العلوم».

ويوضح الباحثون أنه من الممكن أنه إذا تم حرمان ميكروبات Ruminococcus من الألياف النباتية، فإن أعدادها في الأمعاء تنخفض. غير ان الخوف هو أن هذه الأنواع المفقودة تساهم بطريقة أو بأخرى في ضعف الصحة الأيضية بين الأشخاص المعاصرين والمتحضرين. لكن لا يزال هذا الاحتمال بحاجة إلى دراسة. غير ان مؤلفي الدراسة الحالية يعتقدون أنه «قد يكون هناك احتمال لإعادة إدخال هذه الأنواع أو إثرائها بشكل متعمد في الأمعاء البشرية من خلال المكملات الغذائية أو البروبيوتيك المتخصصة».

جدير بالذكر، تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن المبادئ التوجيهية الحالية بشأن تناول الألياف منخفضة للغاية في المجتمعات الصناعية، وأن صحة الإنسان قد تعاني نتيجة لذلك. فيما تظهر الأبحاث الأولية أن مكملات السليلوز، مثل الألياف النباتية، يمكن أن تؤدي إلى فوائد صحية متعددة ومتنوعة، بما في ذلك التغيرات بميكروبات الأمعاء، والاستجابات المناعية، والتعبير الجيني. لكن هذا الطريق من البحث ككل «غير مستكشف إلى حد ما».
وفي حين تبدو الارتباطات واعدة، فإن الآليات الأساسية غامضة إلى حد كبير.
ان الدراسة الحالية تعتبر خطوة مهمة إلى الأمام، لأنها تسلط الضوء على بكتيريا الأمعاء التي لم تكن معروفة سابقًا والتي قد تكون من اللاعبين المهمين بصحة الأمعاء البشرية تاريخيًا.

وفي هذا الاطار، فان التحليل التطوري يشير بقوة إلى أن سلالة بكتيريا Ruminococcus المرتبطة بالإنسان قد انتقلت إلينا في الأصل من أمعاء الحيوانات المجترة؛ ربما أثناء التدجين. وبالتالي فإن العيش مع الحيوانات ربما أدى إلى تحسين قدرتنا على هضم النباتات.

ومنذ أن سيطرت ميكروبات Ruminococcus على أحشائنا، جعلت من جسم الإنسان جسمًا خاصًا بها.
وبالمقارنة مع أنواع المكورات الرومينوكوكوس الموجودة في أمعاء الثدييات الأخرى والرئيسيات غير البشرية، يبدو أن تلك الموجودة فينا قد تكيفت مع نظامها البيئي الجديد واكتسبت جينات من ميكروبات الأمعاء المجاورة. وبعد آلاف السنين، قد يكون هذا «الاستعمار» الفذ تحت التهديد. لكن في بعض أنحاء العالم، ربما لم تعد الأمعاء البشرية توفر موطنًا مناسبًا لهذه الميكروبات. وعليه؛ فان الذي يفعله هذا بصحتنا غير معروف حاليا.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أسوأ ثلاث عادات غذائية لصحة القلب

 

 

ما هو الوقت الأكثر صحة لتناول وجبة الغداء؟

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشخاص الذين يعيشون في المدن يفقدون قدرتهم على هضم النباتات ببطء الأشخاص الذين يعيشون في المدن يفقدون قدرتهم على هضم النباتات ببطء



GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates