لندن ـ كاتيا حداد
كشفت غابي تونيتو مرشحة للحصول على درجة الدكتوراة في مجال التسويق، أنّ جدولة الأنشطة يجعل الأمر يبدو وكأنه لديك مهمة أو مزيد من العمل يجب القيام به وهذا يقلل من استمتاعك للقيام بهذه الأنشطة.
وسألت غابي "هل وجدت نفسك يومًا ما تخاف من نشاط مهمل لك كان من المقرر أن تمارسه بشغف خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة؟، مضيفة "في البداية وجدت نفسي أقوم بهذا خلال السنوات الماضية عندما كنت أعود إلى بلدي تركيا حيث أكون قد خططت بحماس للقاء بعض الأصدقاء القدامى لكن الأمر الذي أدهشني انه مع اقتراب الموعد أشعر بأنني مترددة ومتحمسة للم هذا الشمل الذي طال انتظاره، وأحتج على هذا قائلة "يجب أن أذهب لتناول الغداء مع صديقتي" وهذا ما يجعل الأمر وكأنه روتيني هل أنا غير طبيعية؟ أو هل يشعر الآخرون بما أشعر به أيضًا؟ فنحن نعتمد بشكل متزايد على وضع جدول زمني لتنظيم حياتنا من حيث المكالمات الهاتفية والمواعيد والتواريخ وبالطبع الأنشطة الاجتماعية الممتعة لكن هل يمكن أن تندرج الأنشطة الاجتماعية على أنها عمل أيضًا؟ وهل يمكن أن تصبح مصدرًا للفزع؟.
وأوضحت قائلة "باعتباري شخص يدرس سلوك المستهلك واتخاذ القرارات قررت أن أكتشف هذه الظاهرة مع التحقيقات التي أجريتها (ستصبح النتائج النهائية جزء من أطروحة لها) حيث أجريت سلسلة من الدراسات لمعرفة إذا كان شغل جدول زمني حتى بالنسبة للأنشطة الاجتماعية يمكن أن يكون له آثارًا غير متوقعة، ووجدنا من خلال العمل على نحو 13 دراسة أن الأمر بسيط، وقمنا بسؤال المشاركين بأن يتخيلوا أنهم يتناولون القهوة مع صديق وتخيل نصف المشاركين أنهم خططوا مسبقًا لهذه المقابلة قبل عدة أيام ووضعوها على جدول أعمالهم بينما قيل للنصف الآخر أنهم قرروا تناول القهوة مرة واحدة دون أي تخطيط مسبق ووجدنا أن الأمر بسيط ويساعد على الاسترخاء عندما يتعلق بالعمل (التزام وعمل) بالمقارنة مع الأمر عندما اتخذ القرار بشكل مفاجئ.
كما وجدت في عدة دراسات متابعة أن جدولة الأنشطة هو مجرد القيام بشئ ممتع مثل الخروج للتنزه أو مشاهدة فيلم حيث تشعر أنه عمل حتى وإن كان أمرًا عاديًا تقوم به بانتظام وكان شيئًا جديدًا أو خاصًا أو عندما لا تكون قد خططت لشئ للقيام به في هذا اليوم، بينما قمنا بإنشاء مقهى في حرم جامعة وذلك ضمن دراسة أخرى أجريت خلال الامتحانات النهائية للطلاب ويقدم المقهى القهوة والكعك مجانًا وقصدنا في دراستنا الطلاب الذين يدرسون من أجل الامتحانات وأعطيناهم تذكرة واحدة من بين تذكرتين وطلب من المشاركين ان يختاروا موعدًا وتحديد موعد راحتهم من الدراسة والاستمتاع بالمعاملة الحرة أما الجزء الثاني من المشاركين فقد قيل لهم ببساطة إن المقهى سيفتح أبوابه لمدة ساعتين. وبعد أن حضر المشاركون لتناول القهوة والكعك أعطيناهم استبيانًا قصيرًا سألهم ما إذا كانوا قد استمتعوا في فترة راحتهم ووجدنا النتيحة كما توقعناها تمامًا حيث أن هؤلاء المشاركين الذين حددوا موعد راحتهم لم يستمتعوا بالقهوة بنفس القدر، لذا لم قد يكون وضع خطط مسبقة أمرًا مزعجًا؟ نحن نعتقد أن هذا الأمر متعلق بكيفية أن الجدولة تعمل على هيكلة الوقت والجدولة في جوهرها هي تخصيص وقت للأنشطة وهناك نقاط بداية ونهاية معينة.
ويوضح هذا النظام الصارم في الجدولة الاختلاف في كيفية تفكير الناس بشأن أوقات فراغهم والاسترخاء وهي مرتبطة بالحرية وكما يقول المثل "الأوقات الحلوة تمر سريعًا" وعلى الجانب الآخر فإن الوقت المهيكل مرتبط بأنشطة العمل المتمثلة في بدء الاجتماعات أو اللقاءات وانتهائها في وقت محدد والمواعيد النهائية لتقديم الأعمال وشبح الساعة الموجود في كل مكان، لذا عند جدولة وهيكلة مواعيدك خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى وإذا كانت الأنشطة ممتعة فإنها تبدأ في اتخاذ منحى مرتبط بالعمل.
ولا يمكنك أن تقوم بشئ وأنت على عجلة من أمرك، أما بالنسبة للذين يودون عمل خطط للأيام والأسابيع القادمة فهناك ما يُسمى بـ "الجدولة التقريبية" والتي يمكن أن تعمل بشكل جيد لأن جدولة الأنشطة في نهاية الأسبوع قد يجعل الأمر يبدو وكأنه عمل إضافي وأرجعنا السبب في هذا إلى أن الاسترخاء قد يقلل من العواقب الوخيمة، لذا في المرة المقبلة التي تريد فيها وضع خطط تجعلها مرنة حتى لا تشعر وكأنك مقيد ولتحصل على أكبر قدر من المتعة أيضًا.
أرسل تعليقك