لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن التوتر يمحو 5 أعوام ونصف من حياة الإنسان سواء تعلّق بالعمل أو المشاكل المالية حتى التأخير عن موعد العشاء، ويقضي البالغون في المتوسط ساعتين و11 دقيقة يوميا في الشعور بالتوتر، أي ما يزيد عن 15 ساعة أسبوعيا و33 يومًا في العام، و5 سنوات و6 أشهر في المتوسط خلال حياة الكبار، وشملت الدراسة برعاية "فوجل للأعشاب الطبية" 2000 بريطاني بالغ تمت مقابلتهم بواسطة "OnePoll"، مشيرة إلى أن الشعور بالتأخر عن شيء ما أو نفاذ الوقت عادة ما يسبب القلق والتوتر ويتبعه المشاكل المرورية والصحية للشخص وأسرته، فضلا عن "الالتزام بالمواعيد النهائية" و"زيادة الوزن" و"المكالمات الباردة" و"الديون".
وأوضح 36% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يشعرون بالتوتر حتى في أيام العطلة، كما جاءت الأحداث السعيدة مثل العلاقات وأعياد الميلاد من بين مسببات التوتر، وتبيّن أن ذروة الشعور بالتوتر تكون في عمر الـ 36 عاما، فيما يتضرر البعض كثيرًا بذلك ما يؤدي إلى عدم النوم بضع ليال وتزايد المشاكل الصحية
وأوضحت الدكتورة مارغريت ريتشي المحاضر المساعد في جامعة غرب اسكتلند : "عندما تتعرض أجسامنا للتوتر والإجهاد بشكل مستمر يؤثر ذلك على الكيمياء الحيوية ما يؤدي إلى الالتهاب الذي يؤثر على المناعة، وبالتالي يصبح الجسم أكثر عرضة للأنفلوانزا ونزلات البرد مع دخول فصل الشتاء"، وتشمل الأسباب الأخرى الشائعة للإجهاد مشاكل الكمبيوتر والخلاف مع الشريك وأنظمة الهاتف الآلية، كما تعد أعمال الطرق والانتقال من المنزل ومنصات الخدمة الذاتية ونباح الكلاب من بين أعلى 50 سببا من مسببات التوتر، وأفاد 81% من المشاركين أن التوتر كان سيء للغاية حتى أنهم فقدوا 5 ليال من النوم الشهر الماضي، وأوضح ثلثا المشاركين أن التوتر أثر على صحتهم، بينما أشار واحد من كل 4 منهم أنهم استقالوا من العمل لأنهم وجدوه يسبب التوتر
علامات التوتر
وأشارت الدكتورة ميغان آرول الطبيبة النفسية ومؤلفة كتاب Navigating Your Way To Recovery : "يؤثر التوتر على عقولنا وأجسامنا بعدة طرق تظهر على أجسامنا، ويمكن أن يتسبب التوتر في زيادة العبء على أنفسنا وبالتالي ربما تشعر أنك لا تريد فعل أي شيء، ونحن نفضل في كثير من الأحيان إظهار التفاهم والتعاطف إلى أي شخص ولكن ليس لأنفسنا، وبالتالي نحن في حاجة إلى أن نكون طيبين مع أنفسنا، ويعني ذلك إتاحة بعض الوقت للراحة وعدم توجيه اللوم للذات بسبب مشاكل بسيطة، لدينا جميعا ناقد داخلي ولكن هذا الصوت يمكن تقليله من خلال الثفقة على أنفسنا"، وهناك عدة علامات للتوتر مثل خفقان القلب وعدم القدرة على التركيز وعدم القدرة على الجلوس ساكنا بسبب الأرق، أضف لذلك تجنب ممارسة الجنس حيث يعد فقدان الرغبة الجنسية سبب ونتيجة للتوتر، علاوة على مرض المعدة ما ربما يسبب إسهال أو إمساك وهي أعراض مرتبطة بمرض القولون العصبي، ويعد فقدان الصوت من علامات التوتر أيضا حيث يصبح الحديث صعبا نتيجة اضطراب التنفس بسبب التوتر، وكذلك الشعور بالإرهاق بشكل مستمر والإصابة بالأنفلوانزا بشكل متكرر نظرا لتأثير التوتر على الوظيفة المناعية.
حقيقة ما يحدث لجسدك عند التوتر
عندما تشعر بالتوتر يتحول الدم إلى المخ والقلب والرئتين والعضلات ويطلق استجابة (fight-or-flight) لمحاولة إخراجك من الخطر، ويزيد نبض القلب ليتم ضخ الدم بشكل أكثر فعالية حول الجسم إلى هذه المناطق، وتحدث عملية التنفس بشكل أسرع لتوصيل الأكسجين إلى العضلات في أسرع وقت، وتزيد مستويات التعرق لوقف حرارة الجسم الزائدة، وتزيد مستويات السكر في الدم بشكل كبير بحيث يمكن للجلوكوز تغذية الدماغ والعضلات، بينما تنقبض الأوعية الدموية.
وبيّنت الدراسة أفضل طرق تخفيف التوتر وهي:
1. اقرأ قصيدة شعر في رأسك لتخفيف التوتر
2. استخدم سماعات تُلغي الضوضاء خاصة إذا كنت تعمل في مكاتب مفتوحة، فالضوضاء الثابتة في الخلفية تجعل التركيز عملية صعبة
3. شارك المهام مع الآخرين فربما تشعر بالتوتر لأنك تفعل الكثير
4. اطهي وجبة تستغرق بعض التركيز، ومن خلال التركيز في كل خطوة سينشغل عقلك وجسدك
5. يمكنك الحصول على قصة شعر جديدة إذا كان مصفف الشعر الخاص بك يتحدث إليك، فالتحدث إلى شخص آخر يقلل مستويات التوتر
6. عليك تهدئة الناقد الداخلي لديك وبخاصة إذا كان يحط من أفكارك الذاتية
7. عليك أن تكون أكثر واقعية في تحديد الوقت اللازم بالفعل للأنشطة لأننا عادة ما نميل إلى تقليل الوقت الذي تحتاجه الأنشطة
8. يجب عليك تجنب الملل والعثور على أشياء ممتعة للقيام بها ويفضل أن يكون ذلك عن طريق الاتصال البشري فهو أمر هام للصحة العامة
9. يجب عليك تجنب رؤية الأشياء باعتبارها في غاية الأهمية، وعلى سبيل المثال عند عرض في المدرسة أو العمل يمكنك مقارنة هذا الحدث بالمهام التي فعلتها من قبل
10. اشرب ما يكفي من الماء فالجفاف يمكن أن يؤثر على الأداء الذهني والبدني وهو ما يمكن أن يؤدي إلى التوتر
11. تنفس جيدا، فنحن عادة نميل إلى التنفس بشكل سطحي من خلال صدورنا ولكن يمكن الحد من الإجهاد عن طريق التنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز
وأشارت الدكتورة آرول إلى أهمية التنفس، مشيرة إلى أن "التنفس العميق من خلال الحجاب الحاجز يثير الجهاز العصبي السمبثاوي ويعيد التوازن إلى الجسم والعقل بعد التوتر والإجهاد، ويمكنك التنفس ببطء وعد ثلاثة ثم الزفير أيضا وعد ثلاثة، وعندما تستنشق تأكد من أن بطنك يرتفع بدلا من صدرك كما يجب أن تنخفض بطنك أثناء الزفير، ومن المفيد أيضا تكرار كلمة "اهدأ" خلال هذا التمرين، ويمكنك عمل ذلك يوميا ليتحول إلى عادة".
أرسل تعليقك