لندن - سليم كرم
يمكن لكثير من السكر المضاف أن يكون أحد أكبر التهديدات لأمراض القلب والشرايين، وفي هذا الموضوع نورد النصائح التي تساعد على كيفية الحد من هذه العادة المحببة، حلاوة ومرارة، يتمتع السكر بسمعة حلوة ومرة في آن واحد عندما يتعلق الأمر بالصحة. يوجد السكر بصورة طبيعية في جميع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، مثل الفاكهة، والخضراوات، والحبوب، ومنتجات الألبان، واستهلاك الأطعمة الكاملة التي تحتوي على السكر الطبيعي هو أمر على ما يرام، إذ تحتوي الأغذية النباتية كذلك على كميات عالية من الألياف والمعادن الأساسية، ومضادات الأكسدة، كما تحتوي منتجات الألبان على البروتينات والكالسيوم، وحيث إن جسمك يساعد على هضم هذه الأطعمة ببطء، فإن السكر الموجود فيها يوفر الإمدادات الدائمة من الطاقة إلى خلايا الجسم.
وثبت أن تناول كميات كبيرة من الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة يساعد في الحد من مخاطر الأمراض المزمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب، وبعض أنواع مرض السرطان، وعلى الرغم من ذلك، تحدث المشكلات عندما يستهلك الإنسان كميات كبيرة من السكر المضاف added sugar - وهو السكر الذي يقوم مصنعو منتجات المواد الغذائية بإضافته إلى تلك المنتجات لتحسين النكهات أو إطالة مدد الصلاحية والتخزين، وفي النظام الغذائي الأميركي، فإن المصادر الأولى للسكر المضاف هي المشروبات الغازية، ومشروبات الفواكه، ومنتجات الألبان ذات النكهات المختلفة، والحبوب المصنعة، وأنواع الكعك، والمخبوزات، والحلويات، وأغلب الأطعمة المصنعة، ولكن السكر المضاف يوجد أيضًا في المواد التي قد لا تفكر في أنها محلاة، مثل الحساء، والخبز، واللحوم المقددة، والكاتشاب، والنتيجة: أن الإنسان يستهلك كميات هائلة بالفعل من السكر المضاف.
ويستهلك الرجال البالغين في المتوسط ما يقرب من 24 ملعقة شاي من السكر المضاف في اليوم، وفقًا للمعهد الوطني لأمراض السرطان، وهذا يساوي نحو 384 سعرًا حراريًا، ومن المعروف والموثق، التأثير البالغ للسكر المفرط على أمراض السمنة ومرض السكري، ولكن من المجالات التي قد تفاجئ الكثير من الرجال هو أن تذوقهم للسكر قد يكون له تأثير خطير على صحة القلب، كما يقول الدكتور فرانك هو، أستاذ التغذية لدى كلية تي. إتش. تشان للصحة العامة الملحقة في جامعة هارفارد .
ويشدد الدكتور فرانك هو، أن زملاءه وجدوا في دراسة نشرت عام 2014 في دورية جاما لطب الأمراض الباطنة، علاقة بين ارتفاع نسبة السكر في النظام الغذائي المعتاد وبين خطر الوفاة بأمراض القلب. وعلى مدى 15 عاما استغرقتها الدراسة المذكورة، كان الناس الذين يحصلون على 17 إلى 21 في المائة من السعرات الحرارية من السكر المضاف معرضون بنسبة 38 في المائة لمخاطر الوفاة من أمراض القلب مقارنة بأولئك الناس الذين يحصلون على نسبة 8 في المائة فقط من السعرات الحرارية من السكر المضاف.
ويتابع الدكتور فرانك هو قائلًا "في الأساس، كلما ازداد تناول السكر المضاف زادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب"، ومن غير المعروف بصورة كاملة كيفية تأثير السكر المضاف على صحة القلب، ولكن يبدو أن له الكثير من الأسباب غير المباشرة، على سبيل المثال، فإن كميات السكر المضاف الكبيرة تزيد من الأعباء على الكبد، ويقول الدكتور فرانك هو عن ذلك "يقوم الكبد باستقلاب السكر بنفس طريقة استقلاب المواد الكحولية، ويعمل على تحويل الكربوهيدرات الغذائية إلى دهون".
ومع مرور الوقت، يمكن لذلك أن يؤدي إلى تراكم كبير للدهون، والتي قد تتحول بدورها إلى مرض الكبد الدهني، وهو أحد الأمراض المساهمة في مرض السكري، والذي يثير مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ومن شأن استهلاك الكميات الكبيرة من السكر المضاف أن تزيد من ضغط الدم ومن الالتهابات المزمنة، وكلاهما من المسارات المرضية نحو الإصابة بأمراض القلب، والاستهلاك المفرط للسكر، ولا سيما في المشروبات المحلاة، يساهم كذلك في زيادة الوزن عن طريق خداع الجسم بإيقاف نظام ضبط الشهية بسبب أن السعرات الحرارية السائلة لا توفر الإحساس بالشبع كما توفره السعرات الحرارية المستمدة من الأطعمة الصلبة، وهذا هو السبب أنه من الأسهل على الناس إضافة المزيد من السعرات الحرارية إلى نظامهم الغذائي المعتاد عند استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر المضاف.
ويقول الدكتور فرانك هو: "إن آثار تناول السكر المضاف - من ارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، وزيادة الوزن، ومرض السكري، ومرض الكبد الدهني - ترتبط جميعها بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية"، وما الكمية المناسبة من السكر المضاف، إذا كانت 24 ملعقة شاي من السكر المضاف في اليوم كمية كبيرة، فما هي الكمية المناسبة؟ يصعب تحديد ذلك فعلاً، إذ إن السكر المضاف ليس من المواد الغذائية المطلوبة في النظام الغذائي اليومي للإنسان. ولم يُصدر معهد الطب، والذي يحدد الكميات الغذائية الموصى بها، أية أرقام رسمية تتعلق بالمسموح به من السكر المضاف، ومع ذلك، تشير الجمعية الأميركية لأمراض القلب، إلى أنه على الإنسان أن لا يستهلك أكثر من 150 سعرًا حراريًا "أي نحو 9 ملاعق شاي أو 36 غرامًا" من السكر المضاف في اليوم، وهذا يقترب من الكمية الموجودة في عبوة المياه الغازية العادية.
كيف نحدّ من تناول السكر المضاف؟ إن قراءة الملصقات الغذائية على العبوات هي من أفضل الطرق لمراقبة الكمية المتناولة من السكر المضاف، ابحث عن الأسماء التالية للسكر المضاف، وحاول إما أن تتجنبها، أو الحد من الكميات التي تتناولها، أو تغيير نوعيات الأطعمة التي توجد فيها:- السكر البني- المحليات المصنوعة من الذرة- شراب الذرة- مركزات عصير الفواكه- شراب الذرة عالي الفركتوز- العسل- السكر المحول- سكر الشعير- الدبس- جزيئات شراب السكر المنتهية بلفظة "ose" مثل "ديكستروز، فركتوز، غلوكوز، لاكتوز، مالتوز، سكروز"، والسكر الكامل، والذي يشتمل على السكر المضاف
ولاحظ عدد الغرامات من السكر لكل وجبة وأيضًا العدد الكلي للوجبات المتناولة، ويقول الدكتور فرانك هو "قد تذكر الملصقة الغذائية أن العدد لا يتجاوز 5 غرامات من السكر لكل وجبة، ولكن إذا كانت الكمية هي ثلاثة أو أربعة وجبات، وبالتالي يمكن بسهولة استهلاك 20 غرامًا من السكر وبالتالي الكثير من السكر المضاف معه". كذلك، لا بد من مراقبة السكر الذي تضيفه إلى الأطعمة أو المشروبات التي تتناولها، إذ إن نحو نصف كمية السكر المضاف المتناولة تأتي من المشروبات، بما في ذلك القهوة والشاي، وخلصت دراسة أجريت في مايو /أيار لهذا العام 2017 بواسطة "كلية الصحة العامة" إلى أن نحو ثلثي من يشربون القهوة وثلث من يشربون الشاي يضيفون السكر أو النكهات المحلاة في مشروباتهم المفضلة، كما لاحظ الباحثون كذلك أن أكثر من نسبة 60 في المائة من السعرات الحرارية في المشروبات تأتي من السكر المضاف، ورغم ذلك، يحذر الدكتور فرانك هو من الإفراط الشديد في محاولات الحد من استهلاك السكر المضاف، حيث يمكن لذلك أن يرجع بنتائج عكسية، وقال مردفًا "قد تجد نفسك محاولًا استهلاك أطعمة أخرى لتلبية الرغبة الشديدة في السكريات لجسمك، مثل النشويات المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض، والذي يمكنه زيادة مستويات الغلوكوز في الدم، والأطعمة المريحة ذات المستويات العالية من الدهون المشبعة والصوديوم، والتي يمكنها أيضًا أن تساهم في مشكلات صحة القلب".
وتمثل المجموعات العشر التالية أهم المجموعات الغذائية التي تحتوي على السكر المضاف وقد رتبت حسب نسبة متوسط استهلاكها من قبل أفراد الجمهور في الولايات المتحدة، وفقًا لإحصاءات مراكز مكافحة الأمراض – المسح الوطني للصحة العامة والفحص الغذائي، لعام 2005 - 2006 - المشروبات الحلوة والغازية وبضمنها مشروبات الطاقة / الرياضة / 42.2 في المائة 2 - الحلويات المكونة من الحبوب 11.9 في المائة3 - مشروبات الفواكه 8.5 في المائة4 - الحلويات المكونة من منتجات الألبان 5.5 في المائة5 - الحلويات المصنعة 5.0 في المائة6 - الحبوب الجاهزة للأكل 2.9 في المائة7 - السكريات / العسل 4.1 في المائة8 - الشاي 3.8 في المائة9 - خبز الخميرة 2.3 في المائة10 - المشروبات / الإضافات 1.4 في المائة
أرسل تعليقك