الوقت الأنسب للوقاية والعلاج يتمثل في مرحلة ما قبل المرض
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تمنح الشخص فرصة ذهبية من أجل الهروب منه

الوقت الأنسب للوقاية والعلاج يتمثل في مرحلة ما قبل المرض

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الوقت الأنسب للوقاية والعلاج يتمثل في مرحلة ما قبل المرض

الوقاية من الامرض
لندن - صوت الإمارات

تعتبر الحالة الصحية التي تسبق ظهور المرض فترة مثالية للتدخل الطبي، ومنع الإصابة بالمرض أو الوقاية منه، ومن المهم جدًا الانتباه إلى هذه المرحلة الفارقة لأنها تؤثر بشكل جذري في الملف الصحي للشخص المعرّض للمرض، وتمنحه فرصة ذهبية للهرب منه قبل أن يحل ضيفًا ثقيلاً عليه. وتشهد مرحلة ما قبل المرض تغيرات بطيئة في خلايا الجسم، ربما تمتد على مدى سنوات قبل أن تظهر العوارض السريرية التي تؤكد وجود المرض، لذا فإن اكتشاف هذه المرحلة يعطي أملاً كبيرًا في جعل مسار الداء يصب لمصلحة المريض لا لمصلحة الداء، ولكي نفهم تمامًا ماهية مرحلة ما قبل المرض نقدم عددًا من الأمثلة التي توضح المقصود من هذه العبارة:
 
- مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم
  معظمنا سمع بالرقمين 150 ميلليمترًا زئبقيًا و90 ميلليمترًا زئبقيًا، فهذا الرقمان يشيران إلى الحد الفاصل الذي يقال عنده إن الشخص مصاب أو غير مصاب بارتفاع ضغط الدم، وإذا وصل رقم الضغط الانقباضي إلى 150 أو أكثر، أو إذا بلغ الرقم الانبساطي 90 أو أكثر، وإذا كان الرقمان مرتفعين سوية فعندها يكون الشخص يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم، ما يستدعي العلاج تفاديًا للمشاكل الصحية وهي كثيرة، مثل مرض الشريان التاجي، والداء السكري، ومرض الكلى المزمن، وغيرها، لكن ماذا إذا كانت أرقام الضغط في المنطقة الرمادية؟ أي أعلى من الحدود الطبيعية (120 إلى 80) لكنها لا تتجاوز الرقمين المشار إليهما أعلاه؟، تشير المعطيات الطبية إلى أن شخصًا واحدًا من أصل ثلاثة تقع أرقام الضغط عندهم في المنطقة الرمادية لكن لا يتم اتخاذ قرار العلاج بالأدوية، إلا إذا كانت هناك متاعب صحية تشكل خطرًا على الحياة. وهناك توجهات طبية باعتبار أرقام الضغط الواقعة في المنطقة الرمادية بأنها مرحلة ما قبل ارتفاع الضغط، وأنه من الضروري جدًا إحداث تغييرات في أسلوب الحياة من أجل منع ارتفاع الضغط الحقيقي.

ويتضمن أسلوب الحياة الصحي في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم الحصول على الوزن المثالي، وتخفيف استعمال الملح، والابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات الجاهزة الغنية بالصوديوم، والإقلاع عن التدخين، والسير على هدى حميات غذائية أثبتت جدارتها في السيطرة على أرقام ضغط الدم، ومن أشهرها حمية "داش" وحمية "البحر الأبيض المتوسط".
 
- مرحلة ما قبل الداء السكري
عندما يتأرجح مستوى السكر في الدم ما بين الحد الطبيعي وبين نسبة أعلى قليلاً، لا تسمح بتشخيص الإصابة بشكل صريح، فإن هناك شكوكًا قوية باحتمال الإصابة قريبًا بمرض السكري. إن مرحلة ما قبل السكري هي مرحلة صامتة تمر بدون عوارض يشكو منها المصاب، وستقود إلى مرض الداء السكري (النوع الثاني) وما ينطوي عليه من اختلاطات تطال القلب والشرايين والدماغ والعين والكلى والعيون، ومن هنا يجب التدخل في مرحلة ما قبل السكري من أجل تأخير أو حتى منع حدوث مرض السكري الصريح وما يحمله من مضاعفات.

ويمكن التعرّف إلى وجود مرحلة ما قبل السكري بعد قياس مستوى السكر الصباحي، أو بعد إجراء اختبار تحمّل السكر النهاري بعد صيام ليلة طويلة، أو عقب القيام باختبار تحمّل السكر إثر تناول وجبة غنية بالنشويات، وإذا أثبتت النتائج أن مستوى السكر في الدم أعلى من حد معين يوصي الطبيب باتباع برنامج صحي يهدف إلى إرجاع مستوى السكر في الدم إلى حدوده الطبيعية لقطع الطريق على المرض الصريح، وللوقاية من اختلاطاته الفعلية من خلال تخفيف الوزن، وممارسة نشاط رياضي يومي لمدة 30 دقيقة، وتناول وجبات صحية من الطعام، فهذه النصائح البسيطة تساهم بدرجة كبيرة في منع الإصابة بمرض السكري.
 
- مرحلة ما قبل سرطان القولون والمستقيم
 إن غالبية حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تبدأ بنشوء لحميات ورمية غدية تحتاج إلى مدة طويلة قبل أن تنتهي بالإصابة بالسرطان، وفي كثير من الحالات تكون هناك أرضية وراثية لنشوء اللحميات الغدية. وإذا اكتشاف اللحميات الغدية في القولون والمستقيم بصورة مبكرة ومن ثم العمل على استئصالها يعتبر خطوة في غاية الأهمية من أجل منع تحوّلها إلى ورم خبيث، يعيث فسادًا في الجسم، وظهور الدم في البراز، ووجود سوابق عائلية بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والمتابعة الدورية، خصوصًا الفحص بالمنظار، تساعد في كشف مرحلة ما قبل الإصابة بسرطان القولون.

وختامًا، يشكل اكتشاف مرحلة ما قبل المرض تحديًا طبيًا كبيرًا، لكنه يمثل استراتيجية مهمة جدًا لقطع الطريق على المرض أو على الأقل تأخير استحقاق وقوعه، وتكون هذه المرحلة قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد في أمراض أخرى، ولعل الأهم في كل هذا هو رصدها قبل فوات الأوان.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوقت الأنسب للوقاية والعلاج يتمثل في مرحلة ما قبل المرض الوقت الأنسب للوقاية والعلاج يتمثل في مرحلة ما قبل المرض



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates