التهاب الفقرات التيبسي يلحق الضرر بالذكور بمعدل 9 مرات أكثر من السيدات
آخر تحديث 15:07:19 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تظهر الأعراض في مرحلة المراهقة المتأخرة أو في أوائل البلوغ

التهاب الفقرات التيبسي يلحق الضرر بالذكور بمعدل 9 مرات أكثر من السيدات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - التهاب الفقرات التيبسي يلحق الضرر بالذكور بمعدل 9 مرات أكثر من السيدات

التهاب الفقرات التيبسي
لندن – صوت الإمارات

يصيب التهاب الفقرات التيبسي شخصًا من بين 3000 تقريبًا، وخصوصًا الشريحة العمرية من 15 إلى 40 عامًا، ويطاول الذكور بمعدل 9 مرات أكثر مقارنة من الإناث. ويؤثر مرض التهاب الفقرات التيبسي أكثر ما يؤثر في المفاصل الفقرية في الظهر، خصوصًا تلك التي تقع أسفل العمود الفقري، غير أن شرارته يمكن أن تطاول مفاصل أخرى في الجسم، ومنها المفصل الحرقفي العجزي.

وتميل الأعراض في الظهور إلى العلن في مرحلة المراهقة المتأخرة أو في أوائل البلوغ، وهي تتطور تدريجيًا على مدى أشهر وسنوات بحيث تأتي حيناً وترحل في حين آخر. لكن مع مرور الوقت، تنحني القامة نتيجة الهجمات الالتهابية المستمرة في المفاصل الفقرية والأوتار والأربطة المحيطة بها. ويمكن أن يشكو المريض في المراحل المبكرة للمرض من الحمى، وفقدان الشهية على الأكل، والخمول العام.

ولم يتفق العلماء بعد على مسببات مرض التهاب الفقرات التيبسي، فهي ما زالت غير مفهومة وفيها الكثير من الأخذ والرد. وعلى ما يبدو هناك عوامل عدة تتآمر منفردة أو مجتمعة على إشعال فتيل الداء، ويتهم بعضهم العامل الوراثي بسبب رصد المرض في عائلات أكثر من غيرها، اذ لوحظ أن القسم الأعظم من المرضى يملكون مضاد كريات الدم الإنساني بي27.

وفي الأعوام الأخيرة بدأت شكوك العلماء تتجه نحو اتهام الجهاز المناعي باندلاظع مرض التهاب الفقرات التيبسي، اذ يقوم هذا الجهاز، لسبب أو لآخر، بصب جام غضبه على الأنسجة الفقرية، مطلقاً أجساماً مضادة تثير زوابع التهابية ما بين الفينة والأخرى، تنتهي بنشوء تكلسات والتصاقات تؤدي مع مرور الوقت إلى فقدان المجال الطبيعي لحركة العمود الفقري.

ويمكن لالتهاب الفقرات التيبسي أن يتحرك على وقع بعض الاضطرابات النفسية والأمراض الميكروبية الكامنة والصريحة، والضغوط الحياتية العابرة أو المستمرة، سواء كانت عائلية أم اجتماعية أم مهنية. وتنتهي جولات التهاب الفقرات التيبسي بمضاعفات مؤذية، تختلف من شخص إلى آخر، لكنها تلوح في الأفق تباعاً مع تقدم المرض، ومن هذه المضاعفات:

- صعوبة الوقوف والمشي، وتحدث هذه نتيجة التحام المفاصل الفقرية ببعضها بعضاً، ما يؤدي إلى نقص المرونة في العمود الفقري، الأمر الذي يخلق صعوبات على صعيد الوقوف والمشي وهذا بالتالي يؤثر في النشاطات اليومية للمصاب، وصعوبة التنفس، وترجع هذه إلى الالتهاب الذي ينال من مفاصل عظام الصدر، ما يؤدي إلى التحامها وعجزها عن القيام بالحركات الطبيعية لتأمين عمليات الشهيق والزفير، واضطرابات قلبية، وهي تحصل بسبب امتداد الحيثيات الالتهابية لمرض التهاب الفقرات التيبسي الى شرايين القلب وصماماته، ومضاعفات أخرى، مثل التهاب قزحية العين، والتهاب الأمعاء، وفقر الدم، والتهابات مفصلية في مواقع أخرى من الجسم غير الفقرات.

ويتم تشخيص المرض بناء على المعطيات السريرية والشعاعية والمخبرية. وبعد ذلك يخوض الطبيب في تفاصل العلاج الذي يشمل ممارسة الرياضة، والقيام بتدريبات معينة، خصوصاً الحركات التنفسية والحركات اليومية من الالتواء والانحناء والدوران، ووصف بعض الأدوية من أجل تضييق الخناق على الحوادث الالتهابية والسيطرة على الألم، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر حقن الأدوية الستيروئيدية.

واذا لم تعط العلاجات السابقة نفعاً في السيطرة على المرض، يبقى اللجوء إلى العلاج البيولوجي بمضادات ت.ن.ف. هو الأمل الوحيد لبعض المرضى، فهو يحد من الالتهاب ويخفف من الألم ويقلل من التيبس، لكن على المريض أن يعلم بأن العلاج باهظ الثمن ويستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى أشهر عدة، والمهم أن يطبق باكراً ما أمكن للحصول على نتائج طيبة.

ولا يوجد علاج يشفي من مرض التهاب الفقرات التيبسي، ومن الصعب جداً التنبؤ بالمسار الذي سيسلكه وسط عوارضه التي تهب حيناً وتهدأ في حين آخر، ومع ذلك فإن معظم المصابين به يستطيعون العيش حياة طبيعية مقبولة في حال كانت الأضرار محدودة.

ويبقى العلاج الطبيعي هو المحور الأساس لمنع تطور المرض والحد من تفاقم عوارضه، وكلما بدأ تطبيق هذا العلاج باكراً وبصورة منتظمة حقق نتائج أفضل، خصوصاً من ناحية حركة المفاصل والقوة العضلية، لكن المشكلة الكبرى أن تشخيص المرض قد يتأخر من خمس إلى عشر سنوات بسبب تقاعس المرضى في طلب المشورة، وأيضاً لعدم دراية الأطباء بهذا الداء المنتشر الذي تقول عنه الإحصاءات أن انتشاره يعادل مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهاب الفقرات التيبسي يلحق الضرر بالذكور بمعدل 9 مرات أكثر من السيدات التهاب الفقرات التيبسي يلحق الضرر بالذكور بمعدل 9 مرات أكثر من السيدات



GMT 03:43 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

النشاط البدني يضمن الإدراك الجيد مع تقدم العمر

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates