نظرة على دور العنصر الوراثي في زيادة الإصابة بالشرايين التاجية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اضطرابات غير شائعة الحدوث تؤثر في أكثر الحالات على القلب

نظرة على دور العنصر الوراثي في زيادة الإصابة بالشرايين التاجية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نظرة على دور العنصر الوراثي في زيادة الإصابة بالشرايين التاجية

"الشرايين التاجية" من الأمراض الأكثر شيوعًا التي تهدد حياة الإنسان
لندن – صوت الإمارات

تنجم أمراض الشرايين التاجية عن تراكم الصفائح الممتلئة بالكولسترول في شرايين القلب - إلى حد كبير، وتعتبر من الأمراض الأكثر شيوعاً التي تهدد حياة الإنسان. ورغم وجود الكثير من الاكتشافات المهمة، فإن العنصر الوراثي في هذه الحالة المعقدة أبعد ما يكون عن الوضوح. ومع ذلك لا تزال الأبحاث العلمية متواصلة في محاولة للتوصل إلى ما يرشدنا لتحسين إمكانية توقع الإصابة بهذا الأمراض الشائعة، وعلاجها بعيداً عن الاختبارات التي تكتفي بتحديد احتمالات الإصابة.

هناك كثير من أمراض القلب الوراثية في العائلات. وتحدث بعض الأمراض نتيجة تغير جيني واحد أو عدة تغيرات جينية التي يكون لها دور قوي في الإصابة بالمرض. ومن بين الحالات المرضية، التي تنتج عن خلل في جين واحد monogenic conditions، اضطرابات غير شائعة الحدوث تؤثر في أكثر الحالات على عضلة القلب مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي hypertrophic cardiomyopathy أو اختلال النظام الكهربائي مثل متلازمة كيو - تي الطويلة long QT syndrome. وهناك مثال آخر هو فرط كولسترول الدم is familial hypercholesterolemia، الذي يتسبب في ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم بدرجة كبيرة، وقد يؤدي إلى الإصابة مبكراً بمرض الشريان التاجي أي قبل بلوغ الخمسين من العمر.

مع ذلك تنتج أكثر حالات أمراض الشرايين التاجية عن تغير جينية متعددة polygenic وهو ما يعني أن سبب حدوثها هو حدوث تغير في عدد من الجينات المختلفة. وقد حدد الباحثون حتى يومنا هذا 67 موقعا مختلفا في متسلسلة الحمض النووي "دي إن إيه" (تسمى متغيرات جينية) تزيد من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية.قد يكون لديك نسخة أو اثنتان، أو قد لا يكون لديك أي نسخة، من تلك المتغيرات، وكلما ازداد عدد النسخ ازدادت احتمالات الإصابة بالمرض.

يقول الدكتور براديب نتاراجان، مدير الطب الوقائي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: "يزيد كل من تلك المتغيرات من احتمال الإصابة بمرض قلبي وعائي بنسبة 10 في المائة، لكن إذا كان لديك عدد منها، ستزداد الاحتمالات". وقد وضع هو وزملاؤه أخيرا وسيلة تشير إلى احتمالات الإصابة الوراثية باستخدام 57 من تلك المتغيرات لمعرفة الأشخاص الذين يواجهون احتمالات كبيرة للإصابة بأمراض القلب.

وقام فريقه بعد ذلك بتحديد احتمالات الإصابة لدى 9500 شخص تقريباً شاركوا في الكثير من الدراسات لتحديد فعالية دواء الستاتين في خفض مستوى الكولسترول. كان نحو واحد من بين كل خمسة يواجه احتمالات كبيرة بالإصابة، واحتمال الإصابة لديهم بأمراض الشرايين التاجية أكبر بمقدار 60 في المائة عنه لدى الشخص العادي. كذلك كان هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة لوجود مبكر لصفائح خطيرة في القلب وشرايين الرقبة.
يساعد تحديد درجة خطر العنصر الوراثي في تقديم معلومات، في تعزيز وسائل الاختبار التقليدية التي تحدد احتمالات الإصابة بأمراض القلب على حد قول الدكتور نتاراجان. وأضاف قائلا: "يسلط هذا الضوء على وجود مسارات أخرى إضافة إلى الكولسترول، وضغط الدم، والسكري".
وتحدث بعض المتغيرات في جينات لم يشتبه أحد في وجود أي علاقة بينها وبين أمراض القلب والأوعية. وفي الوقت الذي تتسم فيه وظيفة الكثير من تلك المتغيرات بالغموض، على الأقل حتى هذه اللحظة، يبدو أن بعضها له دور في استجابة الأوعية الدموية أي ردة فعلها.

كذلك كانت تلك النتيجة أكثر دقة من استخدام تاريخ الأمراض في العائلة لتوقع الإصابة بالنوبات القلبية. وليس هذا من المستغرب حين تضع في الاعتبار أنه في الوقت الذي يكون فيه التاريخ الطبي لأمراض العائلة من النوع الوراثي. كما انه يعكس نمط الحياة المشتركة مثل النظام الغذائي، والتدخين، والعادات المرتبطة بالتمرينات الرياضية الذي يلعب دوره أيضاً.
ومع ذلك فقد رأى الدكتور نتاراجان وزملاؤه أن الأكثر إثارة للاهتمام كان أن الأشخاص الذين يواجهون احتمالات وراثية كبيرة هم من استفادوا من دواء الستاتين لأقصى حد. في المتوسط كان كل 40 ملليغراما لكل دسيليتر يتناوله المريض يخفض احتمالات الإصابة بنوبة قلبية بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

وأوضح الدكتور نتاراجان قائلا: "من بين الأشخاص الذين يواجهون أكبر الاحتمالات الوراثية، لاحظنا انخفاضا لمستوى الكولسترول بنسبة 40 في المائة مع تناول كل 40 ملليغراما لكل دسيليتر". وتمثل النتائج التي نشرت في 30 مايو (أيار) 2017، في العدد الخاص بمجلة "سيركوليشن" المعنية بدراسات الدورة الدموية، خطوة باتجاه معرفة الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من الاستراتيجيات الوقائية لأقصى حد.

إن اختبار تقييم الاحتمالات الوراثية غير متاح حتى هذه اللحظة خارج نطاق البحث العلمي. وتم استنتاج تلك النتيجة استناداً بشكل حصري إلى الأشخاص من ذوي الأصول الأوروبية، لذا يحتاج الباحثون إلى توضيح كيفية استخدام الاختبار مع الأشخاص الذين لهم أصول عرقية مختلفة كما يشير الدكتور نتاراجان.

حتى بعد إقرار استخدام تلك الاختبارات، يجب أن تطابق كل الاختبارات الوراثية الإرشادات والتوجيهات الأخلاقية المهنية التي تتعامل مع عدة أمور مثل كيفية شرح النتائج للمرضى، وهو أمر يقضي الدكتور نتارجان وقتا طويلا لتحقيقه.

وهو يوضح قائلا: "الأمر من منظور المريض يكون إما أنك مصاب بالمرض أو غير مصاب به، لكن مفهوم احتمال الإصابة يرتبط بالأشخاص. تصور 100 شخص مثلك ولديهم الجينات نفسها، لكن مع عوامل متغيرة أخرى متعلقة بنمط الحياة"

وبالنسبة إلى فرد يبلغ احتمال إصابته بنوبة قلبية على مدى أكثر من 10 سنوات، 5 في المائة، سيكون من المتوقع إصابة 5 من بين كل مائة بنوبة قلبية. ولكن إذا كان احتمال إصابة قدره 60 في المائة تم تحديده باستخدام اختبار الاحتمالات الوراثية، سيكون من المتوقع إصابة 8 من بين كل مائة بنوبة قلبية.

تذكر أن بمقدورك تغيير تلك الاحتمالات دون النظر إلى مستواها. بالنسبة إلى البعض قد يتضمن ذلك تناول دواء الستاتين وغيره من العقاقير. ويضيف الدكتور نتاراجان قائلا: "في كل الأحوال يستفيد الجميع من النظام الغذائي الجيد، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام". 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة على دور العنصر الوراثي في زيادة الإصابة بالشرايين التاجية نظرة على دور العنصر الوراثي في زيادة الإصابة بالشرايين التاجية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات

GMT 08:04 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"نينتندو" تطلق لعبة "Mario Kart Tour" رسمياً لمنصتي "أندرويد" و"iOS"

GMT 02:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

9 أسباب تجعلك تشرب حليب القرفة كل ليلة قبل النوم

GMT 19:53 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في لبنان اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates