لندن - كاتيا حداد
شخّص الأطباء الطالبة كاثرين جاكسون (22 عامًا)، من نوتنغهام بحالة غريبة تجعلها تتذوق الأطعمة المختلفة في كل مرة تسمع فيها كلمات معينة، حيث يمكن لكاثرين تذوق الجزر، في كل مرة تسمع فيها كلمة "روري"، وتم تشخصيها بحالة تسمى "حس تذوق الكلمات"، وهي حالة تجعل الناس يشمون رائحة الطعام عند سماع كلمات معينة، وأوضحت كاثرين أنه لا يمكنها أن تواصل محادثة ما دون تشتيتها، بسبب هذه الحالة عند سماع كلمات تتجعلها تتذوق الفطر والتفاح والكسترد والجزر، وتستطيع كاثرين أيضًا تحسس قوام الأطعمة وشم رائحتها من خلال سماع كلمات معينة، وأنشأت كاثرين صفحة على "انستغرام"، باسم "أنا أتذوق الكلمات" لتصوير الكلمات المختلفة، التي تجعلها تتذوق الكلمات مع أشكال توضيحية.
وأضافت كاثرين " يمكنني تذوق الكلمات بمجرد سماعها أو رؤيتها، لدي حس تذوق الكلمات طوال حياتي، وأحيانًا أسمع اسم كلمة غذائية تطلق التذوق لدي، على سبيل المثال عندما اسمع (لولا) أستطيع تذوق المصاصات، أما اسم إيلا يجعلني أتذوق الفاصوليا، اسم صديقتي روري يجعلني أتذوق الجزر، وعندما أسمع اسم غوس أتذوق الكسترد"، مشيرة إلى أن الأمر لا يتوقف على الأسماء فقط لكنه أيضا يتعلق بذكريات الطفولة، وذكرت كاثرين "عندما أسمع اسم مصممة الصعر وهو (يفوني) أتذوق طعم السجائر ورائحة مثبتات الشعر، وعندما أسمع اسم جون أتذوق طعم البطاطا، أعتقد ذلك لأن اسم جدي يوحنا وعندما كنت صغيرة اعتاد أن يقدم لي عشاء الأحد".
وتجعل هذه الحالة الناس يستشعرون حواس مختلفة في الوقت نفسه، ويجعل النوع الأكثر شيوعًا من هذه الحالة الناس يربطون الكلمات والأرقام بالألوان، وفي جميع أنحاء العالم يصاب واحد من بين كل 5 آلاف شخص بهذه الحالة، وفقًا لجامعة بوسطن، وتعد هذه الحالة من الحالات النادرة التي تؤثر على أقل من واحد في كل 100 ألف شخص، حيث ترى كاثرين الألوان عندما تسمع الأرقام، وتضيف كاثرين " يعتقد الناس أن حالتي غريبة ولكن عندما أتحدث معهم أجد أنه لديهم مستوى ما منها، فالعديد من أصدقائي يفكرون في بعض الألوان عندما يرون عددا، والكلمات التي تجعلني أتذوق بعض الأطعمة هي لأشخاص في حياتي أو بعضها مرتبط بذكريات الطفولة".
وبينت كاثرين أن حالتها تجعل عملية التركيز في الجامعة صعبة، مضيفة "عندما أكون في محاضرة يصبح الأمر صعب عند سماع كلمة ما فأتذوق نكهة الطعام في فمي، يكون الأمر قويا وحينها لا يمكنني التوقف، عن التفكير في الكلمة والمذاق، وربما أصبح جائعة حينها فالأمر قد يكون مزعج، وعندما أقرأ أتذوق بعض الكلمات حتى لو لم أسمعها بصوت عال"، وقررت كاثرين مؤخرًا نشر قصتها في محالة للتوعية بالحالة، وتابعت كاثرين "ذات مرة كنت أقرا صحيفة ورأيت قصة عن الأسماك والرقائق وفجأة تذوقت الأسماك ورقائق البطاطا، الروائح قد تكون قوية حتى أنني أنظر حولي لمعرفة ما إن كانت الأطعمة هناك بالفعل، لدرجة أنني أشعر بالطعام في فمي عندما أسمع كلمة معينة، لدي هذه الحالة منذ الطفولة ولكن حينها لم أكن أعلم أني مختلفة، واعتقدت أن الجميع مثلي، عندما سمعت أفراد عائلتي يسمون أطفالهم باسماء معينة تسائلت لماذا يفعلون ذلك لأتتي أتذوق بعض النهات الفظيعة في فمي، ثم أدركت أنه لا أحد يعرف ما أتحدث عنه، على الرغم من أنها حالة تسبب لي التشتيت لكنها ليست سيئة للغاية حيث أتذوق طعم الكعك والمصاصات".
أرسل تعليقك