لندن - كاتيا حداد
يستطيع البعض الإقلاع عن التدخين منذ المرة الأولي التي يحاولون فيها ذلك ، فيما يعد الإقلاع بمثابة حرب لانهاية لها بالنسبة للبعض ، إلا أن عددًا من العلماء أكدوا إمكانية التعرف و تحديد المدخنين الذين من الممكن أن تزداد حالاتهم سوءًا بمجرد فحص وظائف المخ والدماغ .
وأشار العلماء إلى أن من تسوء حالاتهم خلال أسبوع من محالات الإقلاع عن التدخين تظهر لديهم تغيرات ملحوظة في وظائف الدماغ ومثل هذه التغيرات التي لا تؤثر على من نجحوا في العدول عن التدخين ، تظهر في نظام الذاكرة في المخ وهي جزء من الشبكات الدماغية التي تحافظ على التركيز وتعزز من السيطرة على الذات .
وكشف الباحثون النقاب عن أن معدلات النشاط تقل في الحالات الخاصة بمن يكافحون للإقلاع عن التدخين ، مؤكدين أن تحديد هذه التغيرات من شأنه أن يساعد علي التمييز بين من نجحوا في الكف عن التدخين وغيرهم ممن فشلوا في ذلك خلال المراحل الأولى من المحاولات .
كما أن هذا السبق من شأنه أن يسهم في مساعدة الباحثين على التوصل إلى طرق جديدة تساعد في الإقلاع عن التدخين ومثل هذا البحث الجديد – يٌزعم- أنه يتمتع بمعدلات دقة تصل إلى 80%.
فالكثير ممن نجحوا في الامتناع عن التدخين لحوالي أسبوع كامل بعد أن قرروا الإقلاع ، من الممكن أن يتمكنوا من الاستمرار في ذلك لمدة تقارب ستة أشهر حيث أن دعم من قرروا ذلك خلال الأسبوع الأول يمثل خطوة مهمة وفاعلة للغاية .
من ناحيته ، أشار الطبيب كارين ليرمن من جامعة بنسلفانيا وكبير واضعي الدراسة إلى أن " هذه هي المرة الأولى التي اكتشف من خلالها أن تغير الوظائف الدماغية خاصة نظام الذاكرة ينجم عن الامتناع عن التدخين.
فيما أكد الطبيب في كلية الطب جامعة بنسلفانيا وهو أحد كبير الأطباء من واضعي الدراسة أيضاً جيمس لوهيد أن " الاستجابة العصبية الخاصة بالإقلاع عن التدخين بعد حوالي يوم واحد فقط من شأنها أن تزودنا بمعلومات قيمة تساعد على اكتشاف استراتيجيات خاصة بالتعرف على شخصية المدخنين، والتي نحن في أمس الحاجة إليها ."
واعتمد الباحثون خلال دراستهم على فحوصات الرنين المغناطيسي لتوضيح تأثير الإقلاع عن التدخين على ذاكرة الإنسان حيث شارك في الدراسة ما يقرب من 80 مدخنًا ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و حتى 65 عامًا بعد أن أشاروا إلي تدخينهم لعشر سجائر يوميًا خلال فترة تزيد على ستة أشهر .
وخضع المشاركون إلي جلستي رنين مغناطيسي : جلسة فورية بعد تدخين اّخر سيجارة وأخرى بعد 24 ساعة من البدء في الإقلاع .
وانتهى العلماء إلي أن 61 من بين 80 مشاركًا تنتكس حالاتهم فيما
نجح 19 فقط في الإقلاع عن التدخين ، وتنخفض عند المجموعة الأولى معدلات النشاط في قشرة الفص الجبهي الأيسر وهي عبارة عن شبكة تسيطر على وظائف مهمة مثل الذاكرة ، مقارنة مع أولئك الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين.
أرسل تعليقك