ناقش ملتقى التوحد "خارج المتاهة" الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الانسانية أخيرًا، على مدى يومين من خلال مركز الشارقة للتوحد التابع لها، أهم التجارب والخبرات والأبحاث في مجال التوحد، وإكساب العاملين في هذا المجال مهارات ومعارف جديدة بهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي التوحد .
وناقش الملتقى الذي شارك فيه عدد كبير من الاختصاصيين والعاملين في مجال التوحد من داخل وخارج الدولة، فتح آفاق جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال من خلال استهداف العاملين والباحثين في مجال الإعاقة بشكل عام والتوحد بشكل خاص .
وتم خلال الملتقى عرض ومناقشة عدد من أوراق العمل الحديثة إضافة إلى عقد ورش عمل تدريبية متخصصة وجلسات حوارية واستعراض تجارب حية لأسر ذوي التوحد وأعضاء الهيئتين الطبية والتدريسية .
وأكدت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، جميلة بنت محمد القاسمي خلال جلسة حوارية أدراتها الهدف الرئيسي للملتقى والمتمثل بإخراج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم من المتاهة، ودمجهم في المجتمع بشكل علمي مدروس يتيح لهم التقبل الإيجابي القائم على الفهم والاحترام والتقدير .
وأشارت في هذا الصدد إلى أن مركز الشارقة للتوحد يهدف في خطته المستقبلية إلى تصحيح المفاهيم غير الواضحة وتطوير جودة الخدمات المقدمة.
وأكدت مدير إدارة الاتصال المؤسسي، مديرةمركز الشارقة للتوحد بالإنابة، هبة الحمراني، خلال كلمة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن الملتقى فرصة للمضي قدماً نحو المزيد من البحث والنقاش وبسط القضايا والإشكالات بأحجامها الحقيقية ومن منظورها العلمي البعيد عن الأوهام والمبالغات، ومن ثم توظيف هذا الجهد لدفع عجلة الاكتشافات وتحريكها وإزالة ولو قدر بسيط من الغموض الذي ما زال يكتنف حتى اليوم عرض التوحد منذ أن تم وصفه على يد الطبيب الأميركي ليو كانر سنة 1943 .
ولفتت إلى أن اختيار شعار الملتقى (خارج المتاهة) ليس إمعانا في التفاؤل ولا قفزا فوق الإشكالات التي تصاحب عرض التوحد بقدر ما هو محاولة لوضع منهج علمي صائب وواقعي ينبغي أن يتحلى به جميع العاملين والمعنيين بهذه الإعاقة الموصوفة حتى اليوم بالعديد من المسميات الغامضة والمبهمة، مشيرة إلى إن الإحاطة العلمية الدقيقة بحجم المشكلة وأبعادها ومعرفة الأسباب الحقيقية لها، والتشخيص السليم لأعراضها أرضية كافية للمضي قدما نحو توفير أفضل الخطط والبرامج للتعامل معها والتخفيف ما أمكن من الأعراض التي تصاحبها.
وقد تمحورت الجلسة الحوارية الأولى للملتقى حول الرؤية المستقبلية لذوي التوحد، التي قدمها الطالب حسن إبراهيم الحمادي من مركز الشارقة للتوحد وأدارها الدكتور إبراهيم العثمان الأستاذ المشارك في قسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود .
وتحدثت في هذه الجلسة رئيس قسم التربية الخاصة في جامعة الإمارات، الدكتورة عوشة المهيري مؤكدة أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع حتى يكوّن المجتمع بشكل عام وذوو الشأن بشكل خاص فكرة واضحة عن هذه الرؤية، والعمل سويا ليكون تحقيقها ذا انعكاسات إيجابية على المجتمع عموما .
وضمن المحور الطبي العلاجي، في الجلسة العلاجية الأولى التي أدارها الدكتور زهر الدين أبو صلاح، قدم رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور أحمد محمد الألمعي ورقة عمل بعنوان (التوحد، أسبابه وطرق علاجه - أبحاث محلية) أوضح فيها أن جزءا كبيرا من عمل القسم يتضمن تقديم الخدمات العلاجية للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم .
وأشار إلى دراسة مسحية محلية أجراها القسم بعد الازدياد الملحوظ بنسبة الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد، إذ تمت ملاحظة الأعراض المصاحبة بهدف ووضع الخطط العلاجية.
وشملت الدراسة 55 حالة تبين من خلالها أن 78% من الحالات لديها فرط في الحركة ونقص في الانتباه، و84% لديها اضطراب في اللغة والنطق، بالإضافة إلى العديد من النسب اللافتة في مجالات أخرى .
وأشار إلى أن أهمية الدراسة تكمن في كونها من الدراسات المحلية القليلة التي تم إجراؤها في هذا المجال، موضحاً أن أغلب الدراسات هي أجنبية .
كما تكمن أهميتها في الوقوف على الأعراض المصاحبة لتتم المتابعة بشكل أفضل من قبل الأطباء والمتخصصين للحصول على نتائج أفضل .
وأكد الدكتور الألمعي ضرورة أن يعي أولياء الأمور أهمية التشخيص والتدخل المبكر بناء على استشارات الأطباء والمتخصصين في المجال مع التحذير من الطرق والأساليب الملتوية التي قد يوهمهم بها بعض المستغلين تحت مسميات طبية زائفة بهدف الحصول على أموالهم مقابل (الأمل المخادع) .
أرسل تعليقك