كشف باحثون عن أبرز الخرافات الصحية التي انتشرت بين الناس وتتعلق باتباع نظام غذائي سليم، وكيفية تصحيحها، بدءاً من تناول كميات قليلة من الدهون وتجنب السكر والكربوهيدرات ومرورًا بتناول خمس حصص من الفاكهة والخضروات وحتى تناول ثمانية أكواب من الماء يوميا.
وتعتبر غالبية هذه النصائح خاطئة على الرغم من أنها تتمتع بقبول شعبي واسع، فبعضها يحيد عن النصيحة السليمة قليلا، والبعض الآخر مضلل بشكل كامل.
وأكّد الأطباء ضرورة تناول ثماني حصص من الفاكهة والخضار بدلا من خمس حصص، وتناول أكبر كمية من الماء يومياً بدلاً من الاكتفاء بلترين فقط.
وعلى الرغم من أن تناول المشروبات الخضراء أصبحت اتجاهاً جديداً، بعد نشر عدد كبير من المشاهير مجموعة من الصور على موقع "إنستغرام" وهم يتناولون هذه المشروبات، إلا أن تناول الخضروات أكثر فائدة من النواحي الصحية بكثير.
وتحتوي عصائر الفاكهة على نسبة عالية من السكر، إلا أن الاتجاه الجديد بخلط المواد الخضراء لتتحول إلى عصائر، يعمل على الطاقة في الجسم لمضغ وهضم الأطعمة، وبالتالي يوفر مجموعة من العناصر الغذائية بشكل أسرع من تناولها.
ومن المفيد تناول المواد الغذائية الخضراء على شكل عصائر، ولكن من الضروري عدم الاعتماد على هذه العصائر وحدها، وتناول ما تبقى من الفواكه والخضراوات بدلا من ذلك.
وتطرح الكثير من شركات الأغذية، وجبات من الحبوب الخالية من السكر والتي تبدو فاخرة للغاية.
ولكنها قد لا تكون أفضل خيار إذا كانت محملة بالفواكه المجففة، حيث بيّن خبير التغذية، ديفيد غيلسيبي "عندما يتعلق الأمر بالفواكه المففة التي توجد عادة في منتج mueslis الخالي من السكر مثل الزبيب والمشمش، فإنها تفقد المياه الطبيعية، ولا يتبقى سوى السكر الذي يساعد في زيادة الوزن".
ويجب توخي الحذر وقراءة الإرشادات الغذائية المرفقة بالمنتج، وشراء أقل المنتجات في السعرات الحرارية.
ورغم أنّ الجزر والحمص أكثر صحة من الوجبات الأخرى الغنية بالسعرات الحرارية، إلا أن الحمص والجزر لا يعتبران وجبات غذائية صحية، بما تعنيه الكلمة، لارتفاع محتوى الألياف في الحمص إلى جانب أنه محمل بالدهون، لأن المنتج التجاري منه محمل بزيت الزيتون، فضلاً عن أن ملعقة كبيرة منه تحتوي على 70 سعر حراري، ولذلك فمن السهل تناول كميات كبيرة منه تعادل 700 سعر حراري في وجبة واحدة.
أما بالنسبة إلى الجزر، فهو غني بالكربوهيدرات والسكريات، مقارنة بالكثير من الخضروات الأخرى، وينصح الخبراء بتناول الخضروات التي يرتفع محتواها الغذائي من الماء ويقل من ناحية السكر مثل الخيار والكرفس.
وشددت خبيرة التغذية، أزمينا جوفينجي، على أنه لايوجد أي دليل قاطع يثبت أن تناول الأطعمة النشوية ليلاً تزيد الوزن، مضيفة أن الأمر يتعلق بمحتوى السعرات الحرارية الكلية التي يتم تناولها طوال اليوم، والتي ينبغي أن تكون أقل مما تم حرقه، وأبرزت وجود أدلة تشير إلى أن تناول الكربوهيدرات في المساء يساعد في الحصول على نوم هادئ ليلاً، من خلال مساعدة الجسم على إفراز مواد كيميائية مفيدة مثل "التربتوفان"، وهي التي تعتبر مفيدة في إنتاج الناقلات العصبية في الدماغ، التي تساعد على تهدئة الأعصاب والنوم في استرخاء.
وتنصح أزماني بتناول عصيدة "الشوفان" المطبوخة مع الحليب منزوع الدسم فقط قبل النوم، فهي وجبة خفيفة مفيدة منخفضة الدهون، وتحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات التي تساعد على تهدئة الأعصاب.
ويؤدي شرب حوالي لترين من الماء، بالنظر إلى متوسط معدة الإنسان التي تصل إلى حجم قبضة اليد، إلى التحميل على الأعضاء الداخلية، وجرى طرح هذه الفكرة في عام 1945 من قبل الأكاديمية الأمريكية للعلوم.
وينصح أخصائي التغذية جلينفيل بتناول شرب الماء في انتظام طوال اليوم إذ يساعد على التفكير بوضوح وتجنب الجفاف، ولكن من الضروري التفكير في طريقة تناولنا للمياه، مضيفاً أن تناول الكثير من الماء عند اقتراب وقت النوم، يؤدي إلى تعطيل النوم لأن امتلاء البطن سيؤدي إلى الاستيقاظ.
ويستعين الكثيرون بمؤشر كتلة الجسم لتقدير كمية الدهون في الجسم، حيث يشير الى أن 18.5 هو أقل من الطبيعي بينما أكثر من 25 يزيد عن الطبيعي.
وعلى الرغم من ذلك يؤكد الخبراء أن مؤشر كتلة الجسم لا يروي الحقيقة كاملة، لأنه لا يميز بين الدهون والعضلات، التي تميل إلى أن تكون أثقل ويمكن أن تدخل الأشخاص الذين يتميزون بقوام ممشوق في فئة زيادة الوزن.
وبيّن أنه يرى أن المرأة تفضل الاهتمام بمؤشر كتلة الجسم الذي يعتبر مضللا للغاية، إلا أن العضلات تعتبر أثقل من الدهون، فعلى سبيل المثال قد نجد لاعب "الرغبيط يشير مؤشر كتلة جسمه إلى انضمامه إلى فئة البدناء، بينما في الواقع يحتوي جسمه على نسبة 8% فقط من الدهون، لأن جسمه عبارة عن عضلات صلبة.
أرسل تعليقك