أبوظبي - صوت الإمارات
ترددت في الآونة الأخيرة على أفواه الكثير من النساء ضرورة العلاج بالهرمونات لحمايتهن من أعراض سن اليأس الذي يواجهنه في مرحلة ما بعد منتصف العمر من حياتهن، والأمراض التي تودي بحياة أكثرهن مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، ما أدى إلى تهافت الكثيرات على الأطباء والمستشفيات لتلقي هذا العلاج، وذلك من دون أن تكون لدى الكثيرات منهن خلفية حول ما هو هذا العلاج، ومتى تحتاجه المرأة؟ وماهي أضراره ومنافعه؟
حيث أن هناك نساء لا يعلمون بوجود هذا الدواء فقد رأي الأطباء والمختصين، فعلى الرغم من وجود منافع للعلاج الهرموني البديل في علاج أعراض سن اليأس وبعض الأمراض، إلا أن استخدامه بالشكل المفرط قد يؤدي إلى حدوث آثار وأضرار جانبية . وهذا ما يجعل معظم النساء في حيرة بين هل يمكن استخدامه أم لا ؟ وما هي بدائل هذا العلاج ؟ وهذا ما استهدفنا تسليط الضوء عليه في هذا التحقيق .
يعرّف استشاري الغدد الصماء ورئيس عيادة السكري في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور محمود بن بركة أن الهرمونات بأنها مركبات كيميائية تفرز مباشرة من الغدد الصماء إلى الدم الذي يحملها إلى مختلف أعضاء الجسم والأنسجة للقيام بوظائفها المختلفة . وتوجد العديد من الهرمونات التي تتحكم في مختلف وظائف الجسم، منها هرمون النمو الذي يتحكم في نمو الجسم، وهرمون الأنسولين الذي يتحكم في معدلات السكر في الجسم، وهرمونات الغدة الدرقية والغدة الكظرية، وهرمونات الذكورة والأنوثة، وهرمونات الغدة جارة الدرقية التي تتحكم في نسبة الكالسيوم في الدم .
ويوضح أن الهرمونات تفرز وتستخدم كأدوية أو علاج، حيث هناك العديد منها يستخدم كأدوية وعلاج في حالة نقص أو انعدام افراز هذه الهرمونات في الجسم، فمثلا يستخدم الأنسولين كعلاج لمرضى السكري في حالة نقص نسبة الأنسولين في الدم، ويستخدم هرمون الغدة الدرقية كعلاج في حالة كسل أو خمول الغدة الدرقية، وهذا ينطبق على جميع الغدد الصماء . كما يمكن استخدام العلاج بالهرمونات في بعض الحالات التي يكون فيها افراز الجسم للهرمونات طبيعي مثل استخدام هرمونات الأنوثة كمانع للحمل، مشيرا إلى أن استخدامه متوافر في جميع مستشفيات الدولة للحالات المرضية كالغدد الصماء التي تستوجب العلاج بهذه الأدوية .
وأوضح استشاري غدد وسكري في مستشفى النور في أبوظبي، الدكتور يوسف شوقيإن الجسم يحتاج الهرمونات لتنظيم النمو، وللتفرقة بين الجنسين كالهرمونات الذكرية والأنثوية، ولتحسين السيطرة على المزاج .
ويؤكد "هناك هرمونات تأثيرها فوري وهرمونات يستغرق تأثيرها أياما وسنوات . وتختلف الهرمونات في وظائفها، فمنها ما له تأثير في الجسم بشكل عام، ومنها ما يؤثر في الضغط، وهناك هرمون الغدة الدرقية الذي يؤثر في الجسم من الرأس إلى القدمين" .
وأضاف، يتم التعرف على وظيفة الهرمون من خلال نقصه أو زيادته في الجسم، أي بمجرد حدوث خلل في الهرمونات، فنقص هرمون النمو مثلاً يُعرف عند الطفل في حال عدم نمو جسمه، أو إذا كانت هناك مشكلات في الحليب عند الأم أو انقطاع الطمث . كما يُعرف نقص هرمون الماء من خلال الشعور بألم في الكلى، وهناك هرمونات الغدة الكظرية التي تنظم الضغط والأملاح، وهذه الهرمونات جميعها لها وظائف مختلفة ودقيقة في الجسم، وجميعها تُفرز عن طريق الغدد الصماء في الدم مباشرة من دون وجود قناة لها" .
وأشار إلى أن الهرمونات قديما في السبعينات كانت تؤخذ من الحيوانات، كالأبقار والخنازير، إلا أن هذه المصادر ما عادت موجودة الآن، ولا يسمح بها أخلاقيا ودينيا، وقد تغيرت هذه المصادر الآن مع التقدم الطبي، فجميع الهرمونات الحالية اصطناعية وتحل محل الهرمونات الطبيعية، إلا أننا لا ننصح ببديل لهرمونات الجسم الطبيعية بسبب التأثيرات الجانبية المحتملة بهذه البدائل ومنها الحساسية، تكوين مواد مضادة ضدها، وعدم التمكن من التحكم في الهرمون، مع الإشارة إلى أن التحكم بهرمون الغدة الدرقية يعد الأفضل بالمقارنة مع الهرمونات الأخرى .
هناك بعض الهرمونات الشائعة عند المرأة والتي تستخدم كبديل مثل الأستروجين، وهو هرمون التحكم في الجهاز التناسلي، والذي يلعب دوراً في بلوغ البنت والطمث والحمل، كما يؤثر أيضاً في بقية أجزاء الجسم مثل العظام والأوعية الدموية والقلب والمخ .
ويصنع معظم الأستروجين في المبايض، حيث أن كمية اضافية بسيطة من الأستروجين تنتج بواسطة الأنسجة الطرفية مثل الدهن .
وتوجد أنواع عديدة للاستروجين في الهرمونات البديلة، منها الهرمون المتطابق حيويا، وهو الأكثر شهرة، والهرمون البديل متوفر في أقراص أو هلام "جل"، أو لصقات، أو بأشكال الحلقة المهبلية، ويقرر الطبيب النوعية المناسبة التي تعطى منها لمريض .
والجدير بالذكر أن السيدات في سن اليأس يحتجن هرمون البروجيسترون بصورة أساسية لمنع فرط تنسج بطانة الرحم وسرطان بطانة الرحم، فهرمون البروجيسترون يمنع تصنيع الحمض النووي "دي .إن .إيه" وانقسام الخلية،ويقلل مستقبلات الأستروجين .
كما توجد أنواع عدة للبروجيسترون الطبيعي وذلك لمنع حدوث فرط تنسج بطانة الرحم عند السيدات اللوتي يتلقين بديل الأستروجين، لكن جرعة ومدة التزود بالبروجيسترون تعدان غاية في الأهمية، ويعطى فقط عند الضرورة .
أرسل تعليقك