كشف أطباء بريطانيون عن تزايد أعداد النساء البريطانيات اللاتي يلجأن إلى العمليات التجميلية؛ لتصحيح عيوب الوجه فقط من أجل التقاط الصور الذاتية "السيلفي" الطبيعية من دون ماكياج على غرار نجمات "هوليوود".
وأكد الأطباء أنَّ الكثير من النساء يحرصن على إزالة العروق البارزة من وجوههن، حتى يتمعن بجمال طبيعي عند التقاط الصور، مشيرين إلى أنَّ الفتيات يتابعن بهوس الصور التي تنشرها نجمات مثل ريانا، وغوينيث بالترو وروزي هنتنغتون، حيث تظهر بشرتهن بمظهر طبيعي للغاية لا تشوبه شائبة ومن دون وضع مساحيق التجميل.
وأوضحوا أنَّ عمليات التجميل بدأت في الأصل باعتبارها وسيلة لجمع الأموال من أجل أبحاث السرطان، غير أنَّ جنون الفتيات اجتاح مجال العمليات التجميلية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي مع انتشار الصور الخالية من العيوب التي تنشرها نجمات مثل جنيفر أنيستون وجنيفر لوبيز بانتظام.
وصرَّح المدير الطبي في عيادة الدكتور نيومان، بيتر فينيجان، بأنَّ الكثير من الفتيات يسعين إلى الحصول على مظهر وبشرة المشاهير الطبيعية، ويلجأن على نحو متزايد إلى الجراحة التجميلية، لافتًا إلى ارتفاع العمليات التجميلية من هذا النوع بنسبة 15%، للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
وأبرز أنَّ الأوردة الزائدة في الوجه، التي ترغب الفتيات في إزالتها عبارة عن أوعية دموية صغيرة تقع بالقرب من سطح الجلد وتبدو على شكل خيوط عنكبوتية، تأخذ اللون الأحمر أو الأرجواني.
وأضاف: "غالبًا ما يرتبط ظهورها مع الإفراط في شرب الخمر؛ ولكن الخبراء يؤكدون أنها قد تنجم عن عدد لا يحصى من العوامل، بما في ذلك التعرض الزائد لأشعة الشمس، أو بسبب الهرمونات والحمل، أو قد تكون استعدادًا وراثيًا، أو حالة تنتج عن ظهور البقع الوردية أو المحمرة تحت الجلد".
وتابع فينيجان: "قبل خمسة أعوام، لم نكن نسمع عن صور "السيلفي"، ولم يكن الناس قلقين على هذا النحو بشأن صورهم الخاصة، إلا أن الأمر تغيَّر تمامًا مع ظهور كاميرات "اتش دي" وكاميرات الهواتف الذكية، وتزايد الهوس بالتقاط الصور الذاتية التي يمكن أن تكبر بعض مناطق الوجه، بصورة لم تلاحظ من قبل".
واستطرد: " ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا الفيسبوك وتويتر وانستغرام، يعني أن المرضى الأصغر سنًا، هم من يحرصون على التقاط الصور الشخصية، ومعرفة ردود أفعال الناس عليها، التي غالبًا ما تكون غير مرضية، فيتلقى البعض تعليقات غريبة على الأوردة الظاهرة في الأنف مثلًا، وقد تكون من شخص آخر في الطرف الآخر من العالم".
وكشفت نتائج الدراسة التي صدرت أخيرًا عن مركز "بيو" للأبحاث، أنَّ المراهقين في أميركا ينشرون المزيد من المعلومات الخاصة عن أنفسهم هذا العام على وسائل التواصل الاجتماعي، أكثر بكثير من الأعوام الماضية".
وأشارت الدراسة إلى أنَّ نحو 91% من المراهقين الذين خضعوا لهذه الأبحاث، ينشرون صورًا لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة بـ79% في عام 2006.
ولا تقتصر مخاوف الأطباء بشأن صور"السيلفي" على المرضى في سن الشباب، ولكن هناك الكثير من المرضى الأكبر سناً، الذين يلجؤون إلى الطب التجميلي للأسباب ذاتها، وذلك لأن وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها الجميع من مختلف الأعمار.
واعترفت امرأة بريطانية تدعى سوزان باتريك، بالغة من العمر 60 عامًا، بأنها لجأت إلى إجراء عملية جراحية، لإزالة الأوردة العنكبوتية في الوجه، لأنها تضطر إلى وضع ماكياج ثقيل يخفي هذه العيوب عند التقاط الصور السيلفي، وتريد بهذه العملية أن تستغني عن الماكياج، للظهور ببشرة طبيعية في الصور خالية من العيوب.
أرسل تعليقك