أبوظبي- جواد الريسي
يعاني تخصص علم الوراثة في الإمارات ندرة في أعداد الكوادر، فإجمالي عدد العاملين في مركز علم الوراثة بدبي يبلغ 25 من الكوادر الطبية والفنية والبحثية، بينهم 3 استشاريين و5 اختصاصيين.
وتصل نسبة المواطنين العاملين في المركز إلى 50%، فيما يبلغ عدد الأطباء المواطنين المتخصصين في علم الوراثة على مستوى الدولة 4 فقط، ومن ثم فهناك صعوبة شديدة جداً في الحصول على متخصصين في علم الوراثة والجينات، على الرغم من أن العلم يؤكد أن العلاج والتشخيص سيكون عن طريق "علم الوراثة" مستقبلاً، حيث سيتم خلال الفترة بين 5 إلى 10 سنوات قادمة، تشخيص كل الأمراض عن طريق التقنيات الوراثية، لذلك من الضروري أن يكون في كل مستشفى كبير قسم متكامل لعلم الوراثة، حسب ما صرح به الدكتور محمود أبوطالب آل علي مدير مركز دبي لعلم الوراثة.
وتابع محمود أبوطالب: لا يتجاوز عدد الأطباء المواطنين العاملين والمتخصصين في مجال 4 أطباء، مقابل 270 مرضاً وراثياً داخل الدولة، لذلك فهذا التخصص يعد من التخصصات النادرة جداً بالإمارات، ومن ثم أوصي بأن يعنى بعلم الوراثة، والعمل على وجود كوادر تدعمه، إضافة إلى ذلك فإنه لا يوجد بالدولة مركز متكامل لتحليل وتشخيص وفحص الأمراض الجينية غير مركز دبي لعلم الوراثة، لكن هناك مراكز تقوم بتشخيص بعض الحالات عن طريق أجهزة محدودة لديها، إلا أنها غير متكاملة، ووجود مركز واحد متكامل بالدولة لا يكفي .
وحول دور المركز في استقطاب وتشجيع الطلبة على الالتحاق بتخصصات علم الوراثة والأمراض الجينية، ذكر الدكتور محمود أبو طالب آل علي أن أهم عنصر يعانيه تكوين مراكز متكاملة أخرى النقص الكبير في الكوادر المتخصصة بهذا العلم، كما يعمل مركز علم الوراثة بدبي على تنظيم التدريب الصيفي وورش العمل والمؤتمرات للطلبة من كليات التقنية العليا، وجامعة الشارقة، وجامعة الإمارات، وغيرها، ويقوم بحثهم وتشجيعهم على الالتحاق بتخصص علم الوراثة لدراسته .
أما عن الخطة للانطلاق بالمركز نحو العالمية فإنه بحاجة إلى توافر جميع التخصصات، فمن الضروري أن يكون لكل تخصص طبي تخصص مقابل في علم الوراثة، حسب الدكتور محمود أبو طالب آل علي، لافتاً إلى أن هيئة الصحة بدبي تبذل جهوداً كبيرة لتكوين وإنشاء أماكن مختلفة في هذا المجال، إضافة إلى استهداف توفير كادر كامل، ومن ملامح هذا الخطة أنها أعلنت عن فتح الباب للتسجيل على موقع المركز أمام الراغبين من الأطباء المواطنين العاملين بالهيئة ومراكزها ومستشفياتها في استكمال دراستهم والحصول على الماجستير والدكتوراه في مجال علم الوراثة، وأحدث هذا الإعلان صدى جيداً بين الأطباء، حيث قام عدد كبير منهم بالتسجيل، إضافة إلى ذلك فقد تم تحديد احتياجات المركز من الكوادر والتخصصات المطلوبة، كما تخطط الهيئة للتطوير في عدة اتجاهات تتضمن تقوية التشخيص بالتعاون مع الجهات العالمية المختصة بهذا المجال، وكذلك الأبحاث التي تعتبر جزءاً من العمل في المركز، إضافة إلى الدراسات العليا أكاديمية وورش عمل بالتعاون مع المراكز المختلفة .
وذكر أن هيئة الصحة بدبي تعتزم إدخال جهاز جديد يقوم بقراءة ملايين الشفرات الجينية كاملة في وقت واحد، بمركز علم الوراثة في مستشفى لطيفة، خلال الفترة القليلة المقبلة، في إطار خطة الدعم التي تنفذها الهيئة للمركز، من خلال توفير واستحداث أنظمة تكنولوجية جديدة متطورة لتشخيص الأمراض، وتبلغ تكلفة هذا الجهاز مليوناً و500 ألف درهم .
وأفاد بأن الجهاز الجديد سيخفض تكلفة التشخيص بنسبة تفوق ال80%، حيث تختلف تكلفة التشخيص حالياً من فحص لآخر، فبعضها يكلف 5 آلاف درهم وبعضها الآخر يكلف 200 درهم فقط، إضافة إلى أنه يختصر الوقت، فالتشخيص الذي يحتاج إلى أسابيع الآن، لن يستغرق أكثر من دقائق للحصول على نتيجته، كما أن الجهاز أدق في التحليل وقراءة الشفرات الجينية من غيره، كما يعطي تشخيصاً كاملاً، ونتيجة لعدم توافر هذا الجهاز في المركز حالياً يتم إرسال بعض العينات لفحصها بالخارج، مما يضاعف التكلفة، مؤكداً أن مركز علم الوراثة ليس بحاجة إلى أكثر من جهاز واحد فقط لقراءة الشفرات في الوقت الراهن .
وأضاف أن مدة الفحص والتشخيص تتحدد حسب نوع المرض، فمثلاً "الكروموزومات" تحتاج لفحصها وتشخيصها ما بين أسبوع إلى أسبوعين، لأن مراحل الفحص تتضمن زراعة للخلايا لتحديد الخلل، في المقابل فإن فحص مثل التحقيق من إصابة شخص بالثلاسيميا لا يأخذ أكثر من يوم.
واعتبر مدير مركز علم الوراثة في دبي أن أهم جهاز يتم الاعتماد عليه في عمليات التحليل والفحص والتشخيص هو جهاز "قراءة الشفرات الجينية"، إضافة إلى جهاز لتشخيص "الكروموزومات"، ولا توجد مشكلة في توافر الأجهزة بالمركز، لما يحظى به من دعم كبير من هيئة الصحة بدبي في هذا الجانب، والمتمثل في توفير كل الاحتياجات، ومؤخراً قامت بتوقيع اتفاقية تعاون مع أحد أكبر مراكز علم الوراثة في فرنسا لتبادل الخبرات بين الطرفين، وإرسال الراغبين من أبناء الدولة هذا المجال للتدريب واستكمال الدراسة في هذا المجال، لكن هذا الإعداد للكوادر المتخصصة يحتاج إلى وقت من 5 إلى 10 سنوات .
ذكر الدكتور محمود أبوطالب أن أبرز الأمراض الوراثية المنتشرة بين المواطنين مرض الثلاسيميا، والمنغولي، والتشوهات الخلقية، والسكري "النوع الثاني"، وأنيميا الفول G6PD، منوهاً بأن جينات الأمراض الوراثية موجودة بجسم الإنسان، ولكن الظروف البيئية والوظيفية تقوم بتنشيطها، لافتاً إلى أنه تم حصر الأمراض الوراثية الموجودة داخل الدولة، من قبل المركز العربي للدراسات الجينية بدبي، حيث تبين أن العدد فاق ال270 مرضاً وراثياً (270 نوع مرض وراثي)، أبرزها الثلاسيميا وداون المنغولي وتشوهات خلقية وخلل في الكروموزومات، وتم تشخيص أكثر من 150 مرضاً في مركز دبي لعلم الوراثة .
أرسل تعليقك