العين - جمال أبو سمرا
توصل فريق بحثي من كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات العربية المتحدة إلى استخدام مادة البوليكابرولاكتون (PCL) الجديدة في التخفيف أو معالجة الخطوط حول الفم، التي تظهر عند أغلبية البشر مع التقدم في سنوات العمر .
أجريت هذه الدراسة التي ترأسها الأستاذ المشارك في الكلية الدكتور حسن كلداري بالتعاون بين جامعة الإمارات ومستشفى توام، وشملت 40 شخصاً حيث أظهرت النتائج أن مادة البوليكابرولاكتون لها تأثيرات إيجابية من حيث العلاج وطول المدة في إخفاء الخطوط حول الفم .
وأوضح الأستاذ الدكتور حسن كلداري أن الخطوط التي تحيط بالفم هي من معالم الشيخوخة، ومن المتعارف عليه أن مادتي الكولاجين و"الهيالورونيك أسيد" NASHA تخف مع تقدم عمر الإنسان . وفي الثمانينات أصبحت هناك إمكانية لحقن الوجه على جانبي الفم بمادة الكولاجين المستخرجة من البقر، ولأن الجسم لم يتقبل هذه المادة، فإن مفعولها لا يستمر أكثر من ثلاثة شهور في جسم الإنسان، بالإضافة إلى أن البعض كان يتحسس منها، ولهذا كان لابد من البحث على مادة بديلة لمعالجة الخطوط حول الفم .
وأكد إنه في عام 1996 بدأ الحقن بمادة "الهيالورونيك أسيد" NASHA المستخرجة من أحد أنواع البكتيريا، ومن مميزات هذه المادة أنها تدوم لفترة أطول تصل لمدة عام، مع عدم تحسس الجسم منها، ولكنها سميكة وثقيلة، ويشعر الإنسان بوجودها عند حقنه بها .
وبالرغم من مميزات هذه المادة، إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن مادة الكولاجين، ولهذا بدأت الدراسات تتجه للبحث عن مادة تحفز الجسم لإفراز مادة الكولاجين، وبالفعل توصل الأطباء إلى ابتكار مادة للقيام بهذه الوظيفة، وهي مادة الكالسيوم هايدروكسي أبتايت caha وتستمر فعاليتها لمدة عام تقريباً .
ويضيف: تأتي هذه الدراسة ضمن جهود البحث عن مادة فعالة لتحفيز الكولاجين في جسم الإنسان لمعالجة الخطوط حول الفم، ومن أهم نتائجها ابتكار مادة البوليكابرولاكتون (PCL)وهي مادة كيميائية تقوم بمعالجة أو التخفيف من الخطوط حول الفم، ولا تسبب أي نوع حساسية للجلد، أو أي مشاكل صحية في المستقبل، لأنها تزول بالكامل وتتلاشى بمرور الوقت ولا يبقى لها أي أثر قد يتفاعل أو يؤثر في الجسم . وتتميز هذه المادة أنها تحفز الكولاجين لمدة أطول تصل إلى أربع سنوات، وأقل مدة تستمر فيها فعالية المادة سنة تقريباً، وبمقارنتها بفعالية مادة "الهيالورونيك أسيد" (NASHA) نرى أن فعالية الثانية تتراوح ما بين 9 شهور إلى سنة تقريباً .
ويوضح الدكتور كلداري الآلية التي انتهجها فريق البحث في إجراء الدراسة، قائلاً: بعد التوصل إلى ابتكار مادة البوليكابرولاكتون (PCL) قمنا بمقارنة فعالية المادة الجديدة، مع مادة "الهيالورونيك أسيد" NASHA) ) من خلال حقن 40 شخصاً ظهرت عليهم علامات الشيخوخة المتمثلة في الخطوط حول الفم، حيث قمنا بحقن أحد طرفي الوجه بالمادة الجديدة، والطرف الآخر بمادة "الهيالورونيك أسيد" (NASHA) وأجرينا مقارنة بين نتائج الحقن في بدايته وبعد مرور شهر ثم 3 شهور و6 شهور، و9 شهور، و12 شهراً، لاحظنا أن مفعول مادة (PCL) الجديدة يستمر لمدة أطول، وأنه يترك شعوراً بالراحة للمعالج به، لأن مادة PCL) (تتميز بخفتها ونعومتها على الجسم، في حين أنه عند الحقن بمادة "الهيالورونيك أسيد" (NASHA) فإن الشخص المعالج يشعر بوجودها، لأنها مادة سميكة نسبياً . ومما يجدر الإشارة له هنا، أننا لم نعلم الأشخاص المعالجين في أي طرف حقنت كل مادة، وذلك للحصول على نتاج أكثر دقة ومصداقية .
وعن جهوده في التعريف بنتائج دراسته يقول: "نشرت هذه الدراسة على الموقع الإلكتروني لمجلة الأمراض الجلدية التجميلية العالمية، كما شاركت بها في مؤتمر الأكاديمية الأميركية في مدينة ميامي، إضافة إلى المشاركة بورشة عمل عن كيفية استخدام مادة (PCL) في معالجة الخطوط حول الفم، في مؤتمر (امكاس) في باريس" .
أرسل تعليقك