استطاع اليوم الثاني من "أسبوع الموضة العربي"، أن يتفوق بجدارة على اليوم الأول من انطلاقته، على الرغم من التأخر الشديد وغير المبرر لبدء العروض المقامة في فندق "سينت ريجز" في دبي، التي ضمت مجموعة متنوعة بين دور أزياء إيطالية وأخرى أميركية، بالإضافة إلى العرض الأخير والأنجح للمصممة القطرية، العنود العطية، التي استطاعت أن تقدم مجموعة جمعت بذكاء بين الفن والقدرة على الخيال، وبين تحويل ذلك إلى قطع مبتكرة وعملية.
على الرغم من أن العرض الختامي لليوم الثاني من الأسبوع، الذي يختتم أنشطته السبت، هو التجربة الثانية فقط للمصممة القطرية، إلا أن العطية استطاعت أن تثبت أن السنوات الطويلة في عالم الموضة ليست مقياسًا أساسيًا للنجاح، وأن المقياس الأهم هو القدرة على الخيال والتطور والتعلم السريع، والقدرة على تحويل الإبداع إلى فساتين سهرة مميزة وبعيدة عن الغرابة، رغم زخم تلك الخيالات، ووضوح الإلهام الذي قاد المجموعة إلى المنصة، بكثير من اللمسات الملكية الصينية، والكثير من المزج بين ذلك وبين الحكايات الخيالية المعروفة، من دون مبالغة أو نسخ مبتذل لكلتا الفكرتين.
وقدمت العطية مجموعة من فساتين السهرة الراقية، التي مالت إلى أن تكون أقرب لحقبة كلاسيكية أربعينية صينية، متأثرة بالغرب تارة وباللمسات الشرقية تارة أخرى، وبكثير من القصات المحتفية بجسد المرأة، سواء الضيقة منها أو الواسعة، حيث حرصت المصممة على أن تضيف عنصر المفاجأة على غالب التصاميم، التي قد تبدو كلاسيكية في بادئ الأمر، إلا أنها سرعان ما تثبت للرائي أنها تحتوي على لمسات وتفاصيل خاصة جدًا تعيد التصميم مباشرة إلى الفكرة التي تدور حولها المجموعة.
وتنوعت التصاميم والأفكار بين فساتين السهرة الطويلة والقصيرة، منها السادة، ومنها ما فضلت تعزيزه بالحرائر الصينية المعرقة بالخيوط الحريرية المذهبة والملونة، إضافة إلى الكثير من المعاطف والأردية الطويلة والقصيرة التي صاحبت وعززت المظهر العام للفساتين، وهي القطع التي تميزت بشكل لافت.v
إضافة إلى الحرائر الصينية، اعتمدت المصممة على خامات مسائية فخمة، مثل البروكار المعرق، والحرير الخالص، إضافة إلى لمسات بسيطة من الشرابات، والريش، وقلائد اللؤلؤ، والكثير من الإكسسوارات المصاحبة، والقصب اللماع، ولمسات تطريز ذهبية، وأحزمة ضخمة، إضافة إلى فساتين تحولت بعض جوانبها إلى سلال حريرية تجمع باقات ورود وردية.
وحرصت المصممة على التركيز على تميز القصات، مقدمة الضيقة والواسع، إضافة إلى تلك ذات القصات الكلاسيكية المعروفة باسم الـ"إيه لاين"، كما نوعت بين قصات الكتف العارية، وتلك ذات الأكمام الطويلة، إضافة إلى لمسة مريحة ومرحة للجيوب التي أضافتها على بعض المعاطف، وبعض الفساتين، ما أعطى لمسة عملية ومبتكرة.
ويمكن ملاحظة أن أغلب المجموعات، التي قدمت في اليوم الثاني، كانت تميل إلى التنوع والمزج الواضح بين الألوان، حيث انطلقت العروض بمجموعة لدار الأزياء الإيطالية "غولنوزا ديلنوزا"، التي مالت إلى اعتماد الخامات المعرقة الملونة، وتلك السادة، من دون الخروج عن الفساتين القصيرة الضيقة، وهي المجموعة التي لم تتعد 10 تصاميم.
وكان للألوان حكاية أخرى مع العلامة التجارية الإيطالية "ألترا شيك" التي قدمت مجموعة شديدة الابتكار من التصاميم التي احتفت باللون بطريقة مرحة وشبابية وغير مسبوقة، مكونة من الحرائر الملونة والمطبعة بمختلف الطبعات، قطع متنوعة من فساتين طويلة وقصيرة، وتنانير متموجة واسعة، وقمصان، ومعاطف، وسراويل، تغنت بالألوان الصارخة، والطبعات المتنوعة، بين ساعات، وضربات ألوان، وأشكال هندسية، وأخرى قبلية، وعلى الرغم من كل ذلك الزخم اللوني، استطاعت العلامة أن تمزج القليل من القطع السادة، التي أعادت الميزان إلى وضعه الطبيعي بشكل ذكي لم يسرق المرح من فكرة المجموعة.
وانطلقت المجموعة بفستان طويل ذي تنورة متموجة مزين بسترة ناعمة، من اللون الوردي ذي الطبعات الكرتونية المرحة، وحزام عبارة عن ساعة كبيرة مرتكزة على البطن، وكنزة صغيرة تحمل طبعات شبابية، إضافة إلى الفساتين ذات التنانير المنفوشة، والمعاطف الضخمة الثقيلة، وتلك الكلاسيكية، أو ذات الأكمام المتجمعة، القصيرة والطويلة، بألوان مثل الأحمر والأخضر، المطبعة بكثير من الألوان الأخرى.
وإلى جانب السراويل ذات القصات المستقيمة الكاشفة عن الكاحل، قدمت الدار سراويل ضيقة ذات خصر عالٍ، وقصات متموجة أسفل قمصان حريرية مطبعة ومعاطف طويلة، كما اعتمدت إلى جانب الحرائر مجموعة من الخامات الراقية والعملية في الوقت ذاته، مثل التافتا والفاي والخامات الوبرية الخفيفة والكريب، والكثير غيرها، مع الحرص على تعزيز المظهر الشبابي للمجموعة بأحذية مسطحة ناعمة عززت ألوان التصاميم.
واستطاع المصمم الكرواتي الأصل الألماني المولد، المنطلق من نيويورك منذ عام 2010، سيلفيو كوكوفيتش، أن يقدم مجموعة عصرية أنيقة لا يمكن وصفها سوى بالنيويوركية ذات الطابع العصري المسائي، معتمدًا في غالب المجموعة على اللون الأسود لونًا سائدًا، سواء بطبيعته السادة أو المطبعة، ورغم تفاوت التصاميم بين الأنيقة سهلة الارتداء، وتلك التي اتصفت بالصفة الأخيرة فقط، إلا أن المجموعة كانت قادرة على أن تحتل مكانة جيدة على المنصة.
وتكون التصاميم المعتمدة على قماش الترتر الأسود اللماع أكثر القطع المفضلة على المنصة، من فساتين قصيرة ذات تنانير منفوشة ومنتفخة، أو أطقم من سراويل ضيقة وبلوزات ذات أكمام طويلة وحواشٍ متموجة، أو تلك المعتمدة على فكرة البلوزات القصيرة والسترات المشابهة فوق سراويل مستقيمة.
ومالت أغلب الفساتين إلى القصات القصيرة الضيقة، سواء تلك المزينة على الأكتاف بـ"فيونكات"، أو المتموجة عند الخصر، أو المعتمدة على خامات ذهبية معرقة، بينما لم تخرج المجموعة عن الخامات ذات الألوان الداكنة من الأسود والماروني، والبني المحمر.
أرسل تعليقك