خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

محلات مُغلقة ومنتجات راكدة في المخازن بسبب الحجر الصّحي

خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب "كورونا"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب "كورونا"

صنّاع الموضة
لندن - صوت الامارات

رمضان بالنسبة لصناع الموضة كان مناسبة ذهبية. كانوا يترقبونه بلهفة تُترجمها تشكيلات محدودة وحصرية، تشمل قفاطين وعباءات وجلابيات، إضافة إلى حقائب يد وإيشاربات ومجوهرات. معظمهم، إن لم نقل كلهم، أدركوا أهمية المناسبة، وما تعنيه من تقارب إنساني يتجسد في دعوات إفطار وسحور لا تُحصى، وبحسهم التجاري، لم يتأخروا عن تقديم تصاميم خاصة، وحققوا أهدافهم.

فمبيعاتهم في رمضان كانت تُغطي أرباح البعض منهم لسنة كاملة تقريبًا. فما أكدته التجارب أن تسويق عباءة من "دولتشي آند غابانا" أو "كارولينا هيريرا"، وغيرهما من بيوت الأزياء العالمية في هذا الشهر، حتى وإن كانت تقدر بآلاف الدولارات، عملية سهلة ومضمونة.

في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، مثلًا، حقق صناع الموضة حوالي 1.27 مليار دولار في السعودية وحدها، وحسب مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، التي تتبع مبيعات كل قطاع على حدة، فإن مبيعات المجوهرات في هذا الوقت من العام الماضي ارتفعت في السعودية بنسبة 46 في المائة. والفضل يعود إلى هدايا عيد الفطر. لكن رمضان 2020 ليس ككل عام. فالمحلات والمجمعات التجارية مُغلقة، كذلك معامل الحياكة والإنتاج، فضلًا عن أن العزل الصحي فرض إلغاء أي لقاءات عائلية وغيرها خارج إطار الأسرة الواحدة. كل هذا أدى إلى إلغاء متعة الاستعدادات لرمضان والاحتفالات به.

حسب تقرير نشرته شركة "ماكنزي" في شهر أبريل (نيسان) الماضي، فإن 73 في المائة من سكان الإمارات و66 في المائة من السعوديين أعلنوا نيتهم خفض إنفاقهم. في الإمارات، صرحت 72 في المائة ممن شملهم المسح بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الأزياء، و78 في المائة بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الإكسسوارات. فالحاجة لشراء أزياء جديدة احتفالًا بالمناسبة لم تعد ملحة. وحتى في حال استدعت الضرورة، فإن إعادة استعمال تصاميم قديمة ستكون هي الخيار الأول هذا العام، إضافة إلى الاستغناء عن الإكسسوارات، مثل حقائب اليد والأوشحة ما دامت الحاجة للخروج قد انتفت. ورغم أن دبي أعلنت هذا الأسبوع نيتها بفتح المجمعات التجارية بالتدريج، تداركًا للمزيد من الخسائر، إلا أن حركة البيع والشراء لن تعود إلى سابق عهدها في ظل المخاوف من انتشار العدوى. ومخاوف المصممين بأن السلع ستبور في المخازن والمعامل ليست أضغاث أحلام. ولا تقتصر أهمية الشهر الفضيل التجارية على صناع الموضة العالمية، فمصممات المنطقة كن أيضًا يُعولن على هذه المناسبة للترويج لمنتجاتهن. أمر تؤكده المصممة السعودية أروى العماري، مؤسسة علامة "آرام"، بقولها إن أهمية رمضان والعيد لا تقتصر على الناحية

الروحانية فحسب، بل أيضًا التجارية، "فهو مناسبة مهمة جدًا في أجندة الموضة في الشرق الأوسط، ويجني صناع الترف من ورائها الكثير من الأرباح". وتضيف أن المصممين المحليين، مثلهم مثل غيرهم، "فاجأتهم هذه الجائحة. فبعد أشهر من التحضيرات لهذه المناسبة الفضيلة، تم إغلاق كل شيء، وفُرض الحجر المنزلي. والنتيجة أن المخازن والمعامل أصبحت الآن مكدسة بالأقمشة والقفاطين والعباءات التي لن تر النور، ولا يمكن تنفيذها فيما بعد لأنها صممت لهذا الموسم تحديدًا". وتتابع قائلة: "لو طبقنا نظرية ماسلو على الوضع الحالي، سنتأكد من أن هم المستهلك لا ينصب على التسوق، وشراء آخر صيحات الموضة بقدر ما ينصب على رغبته في الشعور بالأمان والطمأنينة".

توافقها الرأي المصممة السعودية المعروفة أميمة عزوز، بقولها إن "عمليات الإنتاج توقفت منذ شهور، والأحوال تُشير إلى أننا قد نبقى على هذا الحال لعدة شهور أخرى. شهر رمضان كان بالنسبة لنا فرصة ذهبية من الناحية التجارية، حيث كانت المرأة تشتري ما لا يقل عن عباءتين أو ثلاثة أثواب إضافة إلى مجموعة من القفاطين، لكن كل هذا تأثر، خصوصًا بالنسبة لمن تعودن على البيع والشراء مباشرة من خلال معارض أو محلات. لهذا من الضروري الآن البدء في التفكير جديًا في الوجود على منصات إلكترونية تتيح لنا البيع في كل الأوقات، وُتجنبنا هذه المطبات المفاجئة" بالنسبة لأميمة، فإن أهمية الأونلاين ستقوى بلا شك "لأن الكثير من الأشياء ستتغير في حياتنا وسلوكياتنا".

تقول هذا وهي تُلمح لمنصات إلكترونية مهمة مثل "نيت أبوريته". فهذه الأخيرة طرحت مجموعة رمضانية تشمل 20 قطعة حصرية من أوسكار دي لارونتا وماركيزا ونعيم خان وريم عكرا، إضافة إلى قطع مجوهرات. كما أن العديد من دور الأزياء وشركات المجوهرات والساعات سارعت بإطلاق منصات إلكترونية، أملًا في تقليص خسائرها، مثل دار "لورو بيانا"، أو التعاون مع منصات محلية مثل منصة "أوناس"، كما هو الحال بالنسبة لـ"دولتشي آند غابانا".

لكن تعود أميمة لتُعلق بأن "كورونا" ربما كانت لها سلبيات اقتصادية كبيرة، كما أودت بالكثير من الأشياء الجميلة في حياتنا مثل اللقاءات العائلية الحميمية، لكنها في الوقت ذاته فتحت المجال للعديد منا لإعادة ترتيب أوراقه "فالتأثير الاقتصادي كان قاسيًا بالنسبة لي على مستوى العمل، لكن على المستوى الشخصي كانت له إيجابيات لا يمكنني إنكارها. من بين ما اكتشفته أننا كنا مسرفين بشكل مبالغ فيه، ولم نكن نُقدر أبسط الأشياء. لا أخفيك أني ولقتل الوقت في فترة الحجر الصحي، بدأت إعادة ترتيب خزاناتي لأكتشف كمًا هائلًا من القطع التي صممتها أو اشتريتها،

ولم أستعملها قط في حياتي، بل نسيت وجودها، لأنها ضاعت ضمن الكم الهائل الذي جمعته عبر السنوات. كان الأمر صادمًا بالنسبة لي، لهذا وضعت ما يمكنني استعماله في الواجهة، وركنت الباقي جانبًا لأهديه لغيري لكي يستفدن منه عوض أن يبقى مركونًا، وشبه منسي في الخزانة". ومع ذلك لا تُخفي أميمة قلقها من استمرار تأثير الأزمة السلبي حتى بعد شهر رمضان الفضيل، بعد أن أدت إلى إفلاس البعض، الأمر الذي يترتب عنه البحث عن أفكار جديدة للتسويق عبر المنصات الإلكترونية، خصوصًا تحسبًا لأي أزمات قادمة. أما بالنسبة لأروى العماري، فإنه ما دمنا لم نتوصل إلى مصل يحد من انتشار "كوفيد 19"، فإن الوضع سيزيد سوءًا بالنسبة لصناع الموضة، الذين ما إن بدأوا يتنفسون الصعداء في أواخر عام 2019 حتى جاءت الجائحة، لتقتل أي أمل كان لهم بالانتعاش والخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة. فـ"كوفيد 19" قد لا يكون السبب الوحيد الذي هز عالم الموضة، لكنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير، كما هو الحال

بالنسبة لموقع "ذي موديست"، الذي تأسس منذ حوالي 3 سنوات، وانطلق قويًا، نظرًا لحاجة السوق إلى منبر "شرقي" الهوية "غربي" اللغة، لكنه أعلن نهايته منذ أسابيع. الآن وبعد إعلان فتح المراكز التجارية الكبيرة في دبي، فإن صناع الترف، ربما يُدغدغهم الأمل في إمكانية تقليص خسائرهم، لكن يبقى السؤال ما إذا كان المستهلك بحماس السنوات السابقة نفسه، للخروج والتجمع أم لا؟ فالتسوق في المراكز الكبيرة في الشرق الأوسط كان يستمد قوته ومُتعته من كونه عملية اجتماعية، تُجرى فيها اللقاءات مع الأصدقاء، وهو ما لن يكون ممكنًا في ظل سياسة التباعد الاجتماعي.

قد يهمك ايضا 

إطلالات باللون الأحمر تناسب فصل الصيف من الصباح وحتى المساء

قائمة بأبرز عباءات خليجية للصبايا بأسلوب حنين الصيفي في رمضان 2020

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 01:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 صوت الإمارات - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates