دبي ـ منى المصري
تعتبر الحناء وسيلة زينة وتجميل عرفتها المرأة منذ القدم، وهي من أهم الأدوات التي استخدمت للزينة، كما تغلغلت في عمق الموروث الإماراتي، لتشكّل حالة تراثية وأدبية، من خلال الأشعار الشعبية التي خلدتها كآية للجمال تزركش أنامل المحبوبة بحسن الإبداع، كما اتخذت طابعاً اجتماعياً عرفت به المناسبات السعيدة كالأعياد والأعراس.
ويمر إعداد “الحنة” بالعديد من المراحل، بدءاً بقطف أوراقها من شجرتها الفواحة، التي يساعد مناخ الدولة على زراعتها، انتهاءً بغربلتها بطرائق مختلفة لتصفيتها، وبعد ذلك عجنها في الماء، قبل تجهيزها لبدء الرسم على الأكف بها، وقد اختلفت أشكالها اليوم، عن أنواعها في الماضي، حيث كانت الرسوم في ذلك الوقت مختلفة، ولكل رسمة شكل في النقش، ومن أنواعها “القصة”، و”أبو البيطان” للعروس أو المتزوجة من الشابات، أما الفتاة قبل الزواج فكان عليها أن تخضب على شكل “الغمسة”، وهي طلاء اليد حتى الرسغ، كما توجد طريقة أخرى تسمى بـ”الروايب”، حيث يقام بطلاء مفصل لكل أصبع ومد خط إلى منتصف الكف، ومن الطرق الأخرى طريقة “الجوتي”، وهي تخضيب المفصلين، و”البياريج”، وهي عبارة عن مثلثات صغيرة باليد، تأخذ أحياناً أشكالاً كالورود والنجوم.
وتعد الحناء من أهم الفنون الشعبية المتوارثة في دولة الإمارات، باعتبارها من مواد التجميل الطبيعية المفضلة، ومن عناصر الزينة التي تلجأ إليها النساء في المناسبات والحفلات والأفراح، ومن خلال النقش على اليدين، الذي يأخذ أشكالاً ورسوماً دقيقة ورائعة ومبدعة تضفي على المرأة رونقاً وجمالاً وحسناً، وتأتي الحناء من بلدان عديدة كالهند واليمن، وتستخدم بطرائق مختلفة، بعضها علاجي وبعضها تجميلي كصبغ الشعر.
أرسل تعليقك