أكد مهرجان دبي السينمائي الدولي أن دورته الـ12، التي تنطلق في التاسع من الشهر المقبل، ستعرض باقة من أفضل الأفلام العالمية، ضمن برنامج “سينما العالم”، الذي يضم 57 فيلمًا طويلًا لألمع المخرجين وصانعي الأفلام العالميين، والتي تتوجّه إلى قاعدة عريضة من الجمهور طوال فترة المهرجان، الذي يستمر حتى من 16 من الشهر المقبل.
تتضمن قائمة الأفلام الجديدة المُعلن عنها، والتي تمتاز بالجرأة والطرح الجديد، فيلم “آن” للمخرجة اليابانية ناومي كاواسي، ويتناول حياة مدير كشك للفطائر، تزوره امرأة مسنّة غريبة، لكنها طيبة القلب بحثًا عن عمل. يقبل مدير الكشك طلبها بعد تذوقه لقمة واحدة من فطيرة الفاصولياء التي أعدتها في المنزل، لتبدأ علاقة بينهما تتجاوز العمل.
بينما يعرض المخرج سانتياغو ميتري فيلمه الذي حاز العديد من الجوائز “باولينا”، والذي يصوّر قصة باولينا التي تتخلى عن مهنتها الناجحة في المحاماة في الأرجنتين، لتنخرط في نشاطات اجتماعية، لكنها تتعرّض لاعتداء وحشي من إحدى العصابات، رغم ذلك تحافظ على قناعاتها وتصرّ على الكفاح من أجل البقاء. أما المخرج الإيراني أمير حسين سغافي، فيقدم ثالث أفلامه الروائية الطويلة “الرجل الذي أصبح حصانًا”. ويحكي قصة أب يعيش مع ابنته، وليس ثمة من ذكرى الأم الراحلة سوى حصان أبيض تركته للابنة. تضطر الفتاة لأن تترك والدها وحصانها وبيتها بعد زواجها، لكن الأب يرفض الواقع، ويبدأ التخطيط لطريقة تعيد له ابنته.
ويعيد المخرج الآيسلندي غريمور هاكونارسن أمجاد السينما الآسكندنافية من خلال فيلمه “الكباش”، الذي سبق أن فاز بثماني جوائز هذا العام. وتدور أحداثه في إحدى قرى آيسلندا المعزولة، حيث يعيش أخوان يعملان في رعاية الأغنام، ولم يتكلم أحدهما مع الآخر طيلة أربعة عقود من الزمن، إلى أن تحلّ بهما أزمة تجبرهما على التقارب من جديد، ويضطران للعمل معًا لإنقاذ مصدر رزقهما.
ويأتي المخرج والكاتب تيرينس ديفيز إلى المهرجان ليقدم آخر أعماله، وهو فيلم “أغنية الغروب” المقتبس من رواية بالاسم نفسه، للويس غارسيك جيبون، ليضيف إليها زخمًا مميزًا من الواقعية الجديدة، ويزيدها عاطفة. تدور الأحداث في مطلع القرن الـ20، في بيئة ريفية تشهد نزاعات وتجارب امرأة شابة تدعى كريس، وصراعها بين التقاليد والتغيير في أرض قاسية.
بينما يعرض الكاتب والممثل والمخرج الفرنسي صموئيل بنشتريت آخر أعماله “أسفلت”، الذي تتألف عناصره من: مبنى في أحد مشروعات الإسكان، ومصعد واحد معطل، وثلاثة لقاءات، وست شخصيات. يقدم ذلك من خلال شخصيات يجمعها التعاطف المشترك: رجل معاق، وممرضة ليلية، ممثلة مضطربة، ومراهق وحيد، رائد فضاء، وأم شغوفة. ما يجمع الكل هو تلك اللحظات التي يستعيدون فيها إنسانيتهم.
ويقدم المخرج الهندي رام ريدي، الفائز بجائزتين في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 2015، فيلمه الروائي الجديد “تي تي” الذي تدور أحداثه في إحدى القرى النائية جنوب الهند، ويتتبع ثلاثة أجيال من الأبناء، وهم يتعاملون بطرق مختلفة مع واقعة موت جدهم عن عمر يناهز 101 عام، والمشهور بعدوانيته.
ويشارك المخرج السيريلانكي فيموكثي جاياساندرا، الذي حصل على جائزة عن فيلمه “الأرض المهجورة”، بفيلم “ظلام في النور الأبيض”. يسرد الفيلم قصة راهب بوذي شاب يسير في رحلة للبحث عن حقيقة الروح، وتاجر أعضاء يوسّع أعماله في ظل اللامبالاة في العاصمة كولومبو. وجراح يصحبه خادم يعمل لديه سائقًا، يعالج المرضى في النهار ويعتدي على النسوة في الليل. يحيك الفيلم على طريقة الرواية الفلسفية قصصًا عدة عن أجساد مُنهكة، على عتبة الألم، ومُعلّقة بين الحياة والموت.
بينما تعرض المخرجة الهندية رنكو كالسي فيلم السيرة الذاتية “حبًا برجل”، الذي يحكي قصة حياة الممثل التاميلي راجنيكانت، عندما يتماهى الواقع بالسينما عند عشاق النجم التاميلي ويعبّرون، ومعظمهم من الرجال، عن حبهم له من خلال وضع ملصقات ضخمة له، وعقد طقوس باذخة من أجله، أمام العامة. إن ما يجمع معجبي النجم لا يقتصر على السينما وحدها، بل تجمعهم الأخوة والهوية وحتى الطموح الاجتماعي.
وتقدم المخرجة البوسنية إيناس تانوفيتش فيلمها الجديد “حياتنا اليومية”، الذي تروي فيه قصة حياة عائلة بوسنية تقليدية، مكونة من أربعة أفراد، تعيش حياة يومية عادية يشوبها الروتين. تتهاوى حياتهم بعد الخيبة التي أُصيب بها الأب جراء بيع الشركة في سوق الأسهم، ونتيجة إهمال الابن للعمل والعائلة، وكشف إصابة الأم بمرض سرطان الثدي. ومع تفاقم كل هذه المشكلات، يدرك الأب والابن أن العائلة هي أهم شيء في الوجود. كما تنضم المخرجة الهندية آنو مينون، صاحبة الفيلم القصير “رافي يذهب إلى المدرسة”، والفيلم الطويل “لندن باريس نيويورك”، لتقدم “انتظار”. يروي الفيلم قصة بروفيسور متقاعد، دخلت زوجته في غيبوبة منذ شهور، ولقائه بشابة مرتعبة
دخل زوجها في غيبوبة إثر تعرضه لحادث مفاجئ. هل سيقودهما الحزن إلى الجنون، أم سيتمكن هذان الغريبان الوحيدان من دعم أحدهما الآخر؟ ويقدم المخرج خايرو بوستمانتي فيلمه الحاصل على سبع جوائز حتى الآن؛ “بركان إكسانول”. يروي الفيلم قصة ماريا، وهي شابة من المايا، في الـ17 من العمر، تعيش وتعمل مع والديها في زراعة البن على سفوح بركان نشط في غواتيمالا. توشك ماريا على الزواج بالطريقة التقليدية، لكنها تحلم بالذهاب إلى المدينة الكبيرة، لكن كونها امرأة من السكان الأصليين لا تسمح لها بتغيير قدرها. تتعرض ماريا لعضة أفعى تضطرها للذهاب إلى العالم الحديث، حيث ينقذون حياتها، لكن ما هو الثمن؟
أرسل تعليقك