القاهرة _إسلام خيري
صراع الإعلانات ومحاولات جذب الجمهور لمنتجاتهم يعمل صناعها على اختيار أشكال مميزة سواء عن طريق الغناء أو عوامل جذب أخرى ، وتعد أحد أهم عوامل الجذب في إعلانات رمضان 2016 هو اعتماد الأغلبية على الغناء وبالتحديد أغاني التراث لعبد الحليم حافظ أو الليلة الكبيرة أو أغاني فرقة ثلاثي اضواء المسرح سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم وهو ما وجدناها في إعلانات شركات المحمول أو الملابس .
وشهد الموسم الإعلاني صراع قوي لأغاني التراث كما شاهدنا في إحدى إعلانات شركات المحمول التي استعانت بعدد كبير من النجوم منهم أحمد السقا وشريف منير وشيرين عبد الوهاب واسعاد يونس واشرف عبد الباقي وحكيم وعدد كبير من النجوم الذين قاموا بغناء أغنية " الليلة الكبيرة " لسيد مكاوي وصلاح جاهين وتم تحويلها لـ " العيلة الكبيرة " مع الاحتفاظ بالموسيقي واللحن واختلاف الكلمات ، الأمر نفسه في مجموعة إعلانات لشركة محمول أخرى استعانت بالفنان أحمد فهمي و أكرم حسني من أجل غنائها وقاموا بغناء أحد أغاني ثلاثي اضواء المسرح وتحويلها لأغنية " بص شوط جون يا فخري " ، وإعلان أخر استعانوا فيه بأحد أغاني عدوية وتحويلها لـ " زحمة يا شهر زحمة " ، الأمر نفسه كان في أحد إعلانات الملابس الداخلية والتي استعانت بلحن أغنية عبد الحليم حافظ " سواح " لتقدمها في " مرتاح " .
الأمر لم يتوقف على أغاني التراث فقط والذي استعانت به العديد من أغاني الإعلانات هذا العام لكن ايضا أحد الأغاني الوطنية للمطربة أمال ماهر تم الاستعانة بها في إعلان تجاري ايضا, وتكشف الاستعانة بهذه الأغاني في الإعلانات جعل هناك هجوم من بعض الموسيقيين معتبرين أن المسائلة ليست أموالا للورثة لكنه تراث ثقافي وموسيقي لابد أن يتم الحفاظ عليه بدل من تشويه بهذا الشكل ، حيث هاجم الموسيقار حلمي بكر المسؤولين عن هذه الإعلانات التي استعانت بالأغاني التراثية أو حتى الحان أغاني وطنية مشددا على أنها جريمة خاصة في الإعلان الذي استعان بلحن أغنية عبد الحليم حافظ وكذلك أغنية أمال ماهر الوطنية ، وقال أنها كارثة بسبب التشويه والجريمة هنا ايضا ليس في استخدام اللحن لكن من يقوم بغنائها يكون صوته دون المستوى مثلما يحدث في أغنية أمال وتحدثت معها وطلبتها أن تقدم شكوى في النقابة .
وأشار حلمي بكر إلى أن ورثة هذه الأغاني لا يعنيهم أي شيء طالما حصلوا على المبالغ المادية لحق استغلال الأغنية ، والمشكلة أنك تروج لكلمات أغنية أخرى غير التي اعتدنا عليها واصبح الأمر أشبه بالفوضى ، خاصة أن الفلوس ليس كل شيء لأنك تتحدث عن تاريخ موسيقي وهناك أغاني كثيرة يحدث فيها مثل هذا الأمر وحدث معي من قبل وأبلغت الجمعية لكن لا أعلم ماذا فعلوا .
وأوضح حلمي أننا في زمن سيئ وأصبح شهر رمضان هو شهر الإعلانات في ظل ايضا عدم وجود من يقدم لك أغاني جديدة تعلق مع الجمهور لذلك لجأ صناع الإعلانات للقديم لأن المطربين عندنا " غرقانين " .
ولم يكن الهجوم من جانب حلمي بكر وحده لكن الملحن خالد التهامي أكد على أن الحصول على مثل هذه الأغاني يكون من خلال الورثة أو الجهة المسؤولة وغير ذلك يتم مقاضاتهم ، لكن في النهاية ما حدث تشوية للتراث الغنائي بالإضافة إلى انه فراغ ذهني لهذه الجهات المعلنة ، فاذا لم تملك من يقوم بوضع أغاني جديدة تحدث مع النقابة واستعين بمن يستطيع وليس أن تبحث عما يعلق في ذهن الجمهور قديما وتقدمه، وتابع كل ما يحدث تشويه يحتاج لوقفه من الموسيقيين بدلا من الصمت والمشاهدة للأمور وهي تسوء للأسوأ .
وأكد طارق مرتضى المستشار الإعلامي على أن النقابة ترفض تمام فكرة تشوية التراث مشيرا إلى أن الإعلانات لا تسئ او تقدم بشكل مبتذل ، وحول المطالبة بمبلغ 6 ملايين جنيه من أجل أوبريت " الليلة الكبيرة " موضحًا أن المبلغ غير حقيقي وأن النقابة تطالب بالرسم النسبي نظرًا لمشاركة عدد كبير من النجوم والمطربين فيه ، لكن لم يتم الاتفاق على مبلغ .
أرسل تعليقك