القاهرة - صوت الإمارات
60 عاما من العطاء الفني جعلت عادل إمام يتربع على عرش الفن في الوطن العربي، حتى منحه الجمهور لقب "الزعيم"، وظل النجم المفضل دائما، رغم اعتزاله وغيابه عن الأعمال الفنية منذ 4 أعوام. عادل إمام لم تكن بداياته تتحدث عن بطل مطلق، حيث انطلق من خلال الأدوار الصغيرة والثانوية، لكن مسيرته شهدت تحولا كبيرا، جعله البطل الذي يتمنى الجميع العمل إلى جواره.
تلك الرحلة التي مرت بالعديد من المحطات، وشهدت العديد من الأسرار، التي ساهمت في أن يكون عادل إمام هو "الزعيم"، وهو ما تحدث عنه الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات لـ"العربية.نت"، مؤكدا أنه منذ الوهلة الأولى آمن بداخله أنه سيصل إلى القمة، وبدأ يضع تفاصيل المشروع، من أجل أن يكون حالة استثنائية، حتى إنه رفض أن يقف في طابور النجوم.
وتذكر الشناوي أمرا حدث قبل نحو 40 عاما، لم يفهم المغزى منه وقتها، ولكنه عرفه بعد ذلك، حيث كان الشناوي يقدم مربع داخل جريدة "روزاليوسف" يحمل اسم "اتنين". ومن خلاله يقارن بين ثنائي يمتلك نفس المواصفات يتنافسان، مثل يوسف وهبي وزكي طليمات، لذلك قرر أن يقدمها بين عادل إمام ونجم كوميدي آخر.
قدم الشناوي مقابلة منفردة مع كليهما، حيث حصلا على نفس الأسئلة، لكنها وضعت في النهاية وكأنهما أمام بعضهما البعض، وهو ما فاجأ عادل إمام الذي سأل الشناوي قائلا "ليه مقولتليش من الأول؟".
وقتها لم يعلم الشناوي الغرض من السؤال، خاصة أنه كتب الإجابات الخاصة بعادل إمام كما هي دون زيادة أو نقصان، لكنه علم فيما بعد أن عادل إمام لم يكن يحب أن يوضع في مقارنة مع أحد.
الناقد الفني أكد أن عادل إمام من أذكى الفنانين، ولديه القدرة على هضم الرأي الآخر، متذكرا ما جرى حينما ذهب عادل إمام للمخرج حسين كمال، من أجل المشاركة في مسرحية تدعى "ثورة القرية".
تلك المسرحية قدم المعالجة الخاصة بها عزت العلايلي، وكان عادل إمام يعتقد أنه ممثل تراجيدي، لكن حسين كمال رفض وأخبره أنه يصلح لدور كوميدي وليس تراجيدي. وقتها منحه حسين كمال جملة واحدة كي يقولها على المسرح تقول "معايا عسلية.. بمليم الوقية"، لتصبح هذه الانطلاق الأولى للزعيم، رغم أن المسرحية لم يتم تصويرها تلفزيونيا، ولم يشاهدها أحد من الجيل المعاصر، لكنها وثيقة حقيقية شاهدة على بداية عادل إمام الكوميدية.
وشدد الشناوي على أن الزعيم حرص منذ البداية على أن يسبق اسمه الجميع، وذلك بعد أن بدأ يملي شروطه، كما كان يحصل على الأجر الأعلى، وهو ما جعل منه زعيما.
تلك الأمور التي دللت على رؤية الزعيم الثاقبة، وما أكد عليها هو ما حدث في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، حيث كان أجر سعيد صالح هو الأعلى وقتها، وكان الرهان على سعيد صالح أكبر من عادل إمام في تلك الفترة. وقتها بدأ عادل إمام المسرحية وهو في المرتبة الثانية خلف سعيد صالح، لكنه حينما قرأ النص طلب تغيير دوره ليحصل على دور سعيد صالح، بعدما شعر أن هذا الدور هو الألفا.
وقتها وافق سعيد صالح دون استيعاب لهدف عادل إمام، لكن الشناوي رأى أن عادل إمام كان ينظر للزعامة، وهو ما يمثله دور "بهجت الأباصيري" في المسرحية.
الشناوي تحدث عن الاعتبارات الإنسانية التي رفضها عادل إمام طالما أنه أراد المرتبة الأولى، وعلى الرغم من كونه يدين بالولاء لفؤاد المهندس، لكنه حينما شارك معه في أعمال فنية، جاءت بعدما صار عادل إمام هو صاحب المكانة الفنية الأكبر، أصر عادل إمام على أن يكون صاحب الاسم الأول، قبل الرجل صاحب الفضل عليه.
كما استرجع الناقد الفني موقفا يدل على أهمية العقل، حيث روى له الراحل سمير غانم موقفا حدث في ستينات القرن الماضي، حيث طلب منه عادل إمام تحويل أجره في الأعمال الفنية إلى الدولار، معتبرا أن الدولار هو من ستكون له الكلمة العليا في المستقبل. لكن سمير غانم وقتها كان يصرف أمواله قبل أن يتحصل عليها، ولم يستوعب المغزى من حديث عادل إمام.
الشناوي تذكر ما حدث في نهاية تسعينات القرن الماضي، حينما حقق فيلم "اسماعيلية رايح جاي" طفرة كبيرة للغاية، وحقق إيرادات بلغت 15 مليون جنيه، في حين كان عادل إمام يحقق 7 ملايين جنيه.
وقتها أيقن عادل إمام أن هناك جيلا آخر ذهب إلى السينما من أجل محمد هنيدي، فقرر الاستحواذ على هذا الجيل، فذهب إلى يوسف معاطي من أجل التأليف بدلا من وحيد حامد، كما أشرك جيلا جديدا إلى جواره في التمثيل.
وفي السنوات الأخيرة بعد مسلسل "فالنتينو" شعر عادل إمام أن لياقته الجسدية، لم تعد تسعفه، لذلك قرر الابتعاد واعتزال الفن، بعد سنوات طويلة من العطاء الفني.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك