بغداد – نجلاء الطائي
اعتلى مسرح "الأولمبيا " في باريس لإحياء حفلات غنائية كبيرة مع عدد من نجوم الغناء والطرب، حيث يعدّ ثاني مطرب عراقي يغني على هذا المسرح بعد قيصر الغناء العربي كاظم الساهر، و"الأولمبيا" واحدًا من أشهر المسارح العالمية، الذي سبقته للغناء عليه كوكب الشرق أم كلثوم وفيروز وعدد من نجوم الفن العربي، ويسعى همام إبراهيم لأن يكون خير سفير للفن العراقي والمطربين الشباب، من خلال الأغاني العراقية القديمة التي انتقاها بعناية لتقديمها في برنامج "عرب أيدل" والتي تمثل هوية الطرب العراقي الأصيل.
وعلى الرغم من حفلاته المستمرة التي قدمها في العديد من العواصم العربية والعالمية، إلا أنه يرى أن الغناء أمام الجمهور العراقي أهم من كل مسارح العالم، وهذا الحلم أخذ يطرق نوافذ طموحه بعد النجاح الذي حققه خارج البلد وخصوصًا في لبنان.
واستذكر المطرب همام إبراهيم بداياته في بغداد مع الفنانة وداد الأورفلي، وفي قاعة "الرباط" آنذاك، باثا امتنانه إلى الموسيقار سالم حسين الذي تبنى موهبته، وعن تلك الأيام يقول: "كان يحضر حفلاتنا خيرة المثقفين، فهؤلاء الأساتذة هم من زرعوا البذرة في داخلي، وأخذت تكبر معي، وجعلتني متمسكًا بالتراث".
ترد الفنان همام بعض الدعوات للغناء في بغداد، ومع رغبته وشوقه إليها، إلا أنه يتمنى أن تكون الجهة الداعية على جانب من الترتيب والتنظيم، مستدركًا "لا أبغي المال من وراء ذلك، إنما أنا على استعداد أن أغني بلا مقابل، لكن يهمني المكان الذي أكون فيه"، متمنيا أن يغني في أحد المهرجانات الثقافية والفنية التي تقيمها وزارة الثقافة أو على المسرح الوطني.
وعن بكائه في مسرح "آراب آيدول" وهو يغني لوطنه الحبيب العراق كشف همام سر هذا البكاء وهي معاناته الأزلية خلال 16 عامًا من الغربة عن الوطن ومدى تعبه وحفره بالصخر لتثبيت وجوده في الساحة العربية، ويقول معاون عميد معهد الدراسات الموسيقية في العراق حيدر الحيدر، صوته وأدائه المميز ينم عن قدرة وإمكانية هذا النجم الواعد، مبينًا أنه "أحبب همام كونه لا يتفلسف بطريقة الأداء وأحببته كونه عرف ماذا يختار من اغنية كانت حديث الذائق العربي والعراقي وتغنت بأصوات غريبة أيضًا"، وأغنية لاخبر لاجفيه لاحامض حلو لاشربت" للملحن الرائع حسين السعدي ولغناء مل عواد، لك الأداء العراقي الدكتور فاضل.
همام حسب قول نقاد الموسيقى العراقية عودة الى الغنائي العراقي القديم، أزمنة كانت وستظل ثقافة لنا، متهامس ويدندن ويقول " كم هو جميل تراثنا الغنائي العريق "، وأضاف الحيدري "أن هذه الأغاني العراقية القديمة ظلت متسيدة على الساحة الغناء العراقي لعقد من الزمن ، لتأتي رائعة فاضل عواد الأخرى"، يل جمالك سومري " للملحن الرائع مفيد الناصح ليبقى فاضل عواد رمزًا كغيره من أبناء جيله الذين عرفناهم وعرفهم الشارع والذائقة العربية حتى كتابة سطوري فلنصفق لهمام إبراهيم ولنترحم للملحن الراحل حسين السعدي .
ودعا الناقد الموسيقي الحيدري الشباب العراقي الذي يريد المشاركة بهكذا برامج كبيرة أن يكسر حاجز التصويت، لافتًا إلى أن الفنان الحقيقي لا تقيمه أصوات أو مسألة ربحية بل رسالته الإنسانية وحب الملايين له، وهذا ما وجده بهمام، وهنئ الحيدري زميله والد همام الدكتور إبراهيم ووالدته وكل من وقف وساند مبدعنا المقبل بقوة .
وبمبادرة من الدكتور محمد ثابت البلداوي دعا الجالية العراقية في الأردن وبالأخص طلاب جامعة عمان الأهلية للتصويت للفنان العراقي المبدع همام ابراهيم لمؤازرته في برنامج "آراب آيدول "، وتواصل الحملات من قبل الفنانين العراقيين لمساندة ابن بلدهم همام إبراهيم في برنامج " آراب آيدول " عدد كبير من المطربين العراقيين من بينهم المطرب المغترب محمد عبد الجبار من هولندا والمطرب حاتم العراقي ورعد وميثاق السامرائي ولؤي نانا وحسام القيسي، إضافة إلى المطربين علي رشيد والفنان عميد اسمرو من أميركا .
فيما تمنى السيناريست حامد المالكي والممثل العراقي كاظم القريشي والشاعر المتألق حازم جابر بأن يكون اللقب عراقي بدعمهم لهمام، والفنان العراقي همام ابراهيم من مواليد بغداد سنة 1981متحصل على ديبلوم موسيقى من معهد الدراسات الموسيقية في العراق .
وبدأ هُمــام مسيرته الفنية من العراق حيث كان عضواً في فرقة (بابل) للتراث العراقي من بعدها انظم الى فرقة (الف ليلة و ليلة) و الذي كان مسؤول عنها الموسيقار (سالم حسين) و مثل العراق في كلا الفرقتين في اكثر من مهرجان عربي و عالمي و من ثم سافر الى لبنان و شق طريقة هناك عن طريق برنامج للهواة و هو (ستار كلوب) على تلفزيون الجديد و لقد حصل على الجائزة الاولى على الوطن العربي في هذا البرنامج.
بعدها استعد هُمــام للانطلاق الى الساحة الفنية و لكن بشكل احترافي و بالفعل وقع عقد مع شركة روتانا للإنتاج و التوزيع الفني و اطلق البوم الاول بعنوان (هُمــام) من توزيع الاخيرة و بأول كليب خاص لهُ بعنوان (قلبي و قلبك) و هي أغنية باللهجة العراقية و كانت انطلاقته للجمهور العراقي ، و من بعدها استمر هُمــام و كانت أغنية (بدي قلك) الكليب الثاني له و كانت الاغنية باللهجة اللبنانية لتكون انطلاقته على الصعيد العربي و بنطاق واسع حيث اخذت صدى واسع لدا المستمع العربي و اللبناني خصوصاً .
صور هُمــام أغنية (لايهمك يا وطن) و هي أغنية وطنية حيث اخذت صدى إعلامي كبير إذ ركز هُمــام في كلمات الاغنية على مواسات العراق في ازمته و هذا ابسط شيء يقدمه لبلده , في تلك الاغنية ثبت هٌمــام اقدامه على الطريق الصحيح إلى الشهرة .
بعدها صور هُمــام الاغنية التراثية (مالي شغل بالسوق) بالاشتراك مع دي جي لبناني و عرضت على القنوات العراقية و العربية، كما طرح أغنية منفردة بعنوان " ذكرني " ولاقت استحسان كبير بين الشباب و يتحضر الآن لإطلاق ألبومه الثاني (خلي بالك) قريبا.
يبدو أن القدر قد رسم مسيرة الفنان همام فهو من عائلة فنية، والده فنان تشكيلي ودكتور في تاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة، ووالدته الإعلامية المعروفة خيرية عبود، وسط هذه البيئة الفنية والثقافية اكتسب محبته وانتماءه للمقام من خلال اصطحابهم إياه الى بيت المقام العراقي كل ليلة خميس.
فكان دخوله معهد الدراسات النغمية بداية لهذا الطريق انه الفنان الشاب همام ابراهيم صاحب الصوت العذب الذي شاهدناه قبل فترة حين احتل المركز الاول في برنامج (ستار كلب) نادي النجوم الذي نظمته قناة NEW .TV اللبنانية من بين اثني عشر متسابقا من مختلف الدول العربية.
وأكد همام انه منذ طفولته وهو يعشق المقام العراقي واغاني الفنان الكبير ناظم الغزالي، لافتا الى ذهابه مع والدته الى التلفزيون وكان لديه حب استطلاع كل شيء وفي عمر ثماني سنوات قرأ كتابًا عن المطرب ناظم الغزالي تأليف كمال لطيف سالم، اضافة الى تشجيع عائلته الكبير له مما دفعه الى دخول معهد الدراسات النغمية .
مثل العراق في مهرجان الاغنية التراثية في امستردام مع الفنان القدير سالم حسين وتوالت مشاركته في مهرجانات، بابل، ومهرجان الفحيص في عمان ومهرجان العقبة الدولي ، وحينما ذهب الى لبنان عام 2000 كان له المحطة الجدية الاولى في التفكير في موضوع الاحتراف الفعلي والدخول الى هذا المجال من بوابته الواسعة.
ويرى ممثل العراق في برنامج "آراب أيدول" ان لبنان مركز الساحة الفنية المفتوحة لتحقيق الأفكار والمشاريع مع كتاب الاغنية والملحنين ، إضافة إلى أن لبنان حلقة وصل كبيرة تتوسط الوطن العربي من حيث مفاهيم الاغنية، وبين همام أن الشعب اللبناني يحب الشجن العراقي والموسيقى العراقية، فمنذ الستينيات ولغاية الآن يردد اللبنانيون في حفلاتهم أغاني الفنان ناظم الغزالي، مبينا انه لقب نجم نادي النجوم لعام 2004، من قبل عمالقة الطرب اللبناني وهو الفنان وديع الصافي، والفنان السوري صباح فخري والمطربة صباح والفنان مجدي حسين وغيرهم، وكان ضمن المتنافسين معي أحد المطربين اللبنانيين، وتمنى همام فوزه في البرنامج وحصوله على اللقب لإهداء هذا الفوز الى نخلة العراق، لأن شموخها شموخ كل عراقي أصيل وسابقي أردد: "هي أجمل من كل جميلة أحلى منكِ وأحلى مني بغداد".
أرسل تعليقك