موسيقيات سوريات يواجهن الحرب الدائرة في ريف دمشق بالأغنيات
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

80 مطربًا في "تناغم" يردّدون ما يحفظه الجميع عن ظهر قلب

موسيقيات سوريات يواجهن الحرب الدائرة في ريف دمشق بالأغنيات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - موسيقيات سوريات يواجهن الحرب الدائرة في ريف دمشق بالأغنيات

مجموعة "تناغم"
دمشق - صوت الإمارت

على طول الطريق الضيّق المفضي إلى قلب صحنايا في ريف دمشق الجنوبي، يمكن للعابر مساء سماع أغنيات قادمة من إحدى قاعات البلدة. إن دفعك الفضول لتتبع الصوت، سيتبيّن لك وجود حوالي 80 مغنٍ ومغنية وعشر مدربات، مع شعار معلّق على أحد جدران القاعة وقد كُتب عليه "تناغم".من بين هذه الأغنيات العربية أغان قديمة يحفظها معظم السوريين عن ظهر قلب، وشارات مسلسلات كرتونية تعود للثمانينيات والتسعينيات.

تحمل هذه المجموعة اسم "تناغم"، وقد تكون الأولى من نوعها في المنطقة، فهدفها دعم التماسك المجتمعي وتعزيز التفاعل الإيجابي بين أعضائها. أعضاء الجوقة ليسوا موسييقين بل أشخاص عاديون ينتمون لشرائح اجتماعية مختلفة ويعيشون في بلدة صحنايا التي استقبلت عشرات آلاف النازحين خلال السنوات الأخيرة، خاصة من داريا والغوطة الشرقية.تشرف على هذه المجموعة فرقة غاردينيا، وهي أول جوقة نسائية أكاديمية في سوريا. تأسست عام 2016، وترفع شعار: "نعم يمكن للموسيقى أن تقرّب الناس من بعضهم، وأن تلعب دورًا في السلم الأهلي الذي ننشده داخل مجتمعنا السوري".

"الحرب صمتت، لكنها لم تنتهِ"

رغم انحسار أصوات المعارك عن مناطق واسعة في سوريا، تتردد عبارة على لسان كثير من السوريين اليوم "يمكن الحرب خلصت، لكن آثارها موجودة بكل مكان". لم تكن هذه الآثار بعيدة عن تساؤلات فرقة غاردينيا حول الطريقة الأفضل للتخفيف من هموم الناس والتخفيف من نتائج الحرب نفسيا على الأقل.

تقول قائدة جوقة غاردينيا، غادة حرب، إن فكرة إنشاء جوقة تضم شبابًا وشابات من كلا المجتمعَين (الوافد والمقيم)، يهدف إلى التقريب بينهم رغم اختلافاتهم الاجتماعية والثقافية والمادية وحتى الدينية.وتوضّح غادة حرب، وهي مغنية أوبرا سوريّة: "علينا أن نزرع بذرة جديدة كي تنمو وتصبح خضراء، هذه رسالتنا الأساسية في جوقتنا النسائية".وتضيف بأن الاختيار وقع على بلدة صحنايا لأنها تضم أعدادًا كبيرة من العائلات النازحة، وفيها تنوع ثقافي هائل بين مكوناتها الحالية - الأمر الذي يأخذ خصوصية أكبر في المناطق الريفية التي قد يصعب فيها تقبل الغرباء.

اقرأ ايضا

سلسلة "كلثوميات" تتواصل بمعهد الموسيقى العربية الأحد

في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، وتحديدًا بيوم السلام العالمي، أعلنت غاردينيا، كما تشرح مديرتها الإدارية، سفانة بقلة، إطلاق مشروع "تناغم" بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية الذي يضع تحقيق التماسك المجتمعي والحد من أوجه عدم المساواة في المجتمع على قائمة أهدافه.يمتد المشروع طيلة أربعة أشهر ضمن مراحل تشمل اختيار الأعضاء والتدريبات الأسبوعية ثم حفلَي ختام.وتشير بقلة إلى أن الاختيار جرى وفق امتحان يهدف لاختبار قدرة المتقدمين على الغناء ولو بشكل مبسط، وذلك بعد إعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبمساعدة جمعيات ومعاهد موسيقية محلية.

لم يكن من السهل الوصول للعائلات النازحة على وجه الخصوص، ولكن في المحصلة، تشكّلت جوقة تناغم من 78 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، ويشكّل النازحون في صحنايا وما حولها ثلثهم.

"لا يجب أن يعلو صوتي على صوتك"

لم يكن اختيار فكرة الجوقة لتحقيق التماسك المجتمعي اعتباطيًا كما تقول غادة حرب، فالموسيقى أداة دمج ناجحة للغاية، وفي الجوقة بالذات على كل شخص أن يغني بصوت يسمعه الآخرون دون أن يطغى على أصواتهم."هو مبدأ موسيقي لكني أراه مبدأ مجتمعيًا أيضًا. لا يجب أن يعلو صوتي على صوتك، وبالتالي علينا تقبل أصوات بعضنا. أقول لهم على الدوام: لكل شخص أذنان، واحدة له والأخرى لغيره، ولو عممنا هذا المبدأ على حياتنا لكنّا بحال أفضل".

تضيف عازفة القيثارة سفانة بقلة بأن اختيار البرنامج جاء وفق أهداف محددة مسبقًا؛ فأغنيات مسلسلات الأطفال ومنها "سنان" و"ميمونة ومسعود" تحمل بين كلماتها معاني السلام والمودة، والأغنيات العربية القديمة مثل "بلدتي" و"بعدنا من يقطف الكروم" تعيد الحنين لأزمنة وأمكنة مفقودة جميلة وتتمسك بها في الوقت ذاته، مع مراعاة ملاءمة المستويات الفنية للمشاركين، ومعظمهم من الهواة.

ويتضمن المشروع إلى جانب التدريبات الموسيقية والإيقاعية والغنائية، جلسات دعم نفسي اجتماعي وحوارات مفتوحة وتدريبات على العمل الجماعي ومهارات الفريق والتواصل، والغاية النهائية، كما تقول المدربتان، تحقيق الدمج المنشود، وألا يتوقف المشروع في نهاية الأشهر الأربعة.كما يشمل الهدف تشكيل نواة مصغرة قادرة على ضمان استمرارية "تناغم" كجوقة خاصة بالمنطقة، ومن أبنائها سواء المقيمين أو الوافدين الجدد، وربما تكرار التجربة وتعميمها في مناطق أخرى من سورية مستقبلًا.

قلّما يتغيب أعضاء الجوقة عن تمارينهم، ويبدو أن أهداف المشروع بدأت تظهر بعد شهرين على انطلاقه: التعرّف على بعضهم بشكل حقيقي وكسر الحواجز التي ربما وضعتها الحرب بينهم."الانتماء كما لم يسبق لي أن أعرفه" هي الجملة التي عبّر من خلالها مظهر جحجاح، من أعضاء تناغم، عن أثر هذا المشروع على حياته. "أن نجلس إلى جانب أناس لم نعرفهم يومًا، ونغني ونخطئ أمامهم، هي وسيلة عظيمة لكسر أي حاجز. تناغم هو المساحة الآمنة التي لم نحصل عليها هنا من قبل"، يقول الشاب المقيم في صحنايا، والذي يدرس بكلية الهندسة المعلوماتية.

ولا يختلف شعور آيات حاج أحمد (27 عامًا)، النازحة من بلدة داريا المجاورة لصحنايا، وتضيف بأن المشروع أعطاها مساحة للتفريغ النفسي، فشكّلت صداقات جديدة وباتت تشعر بمعنى جديد لحياتها، وبقيمة العمل الجماعي، "هنا كلٌ منا يعطي من صوته للآخرين، ونأخذ في الوقت ذاته المساحة التي نحتاجها تمامًا".

قد يهمك ايضا:

مختارات من مسرحيات وأغانٍ عالمية بمعهد الموسيقى العربية

تعرف أجمل المهرجانات الشتوية في أوروبا هذا العام منها "البندقية السنوي"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقيات سوريات يواجهن الحرب الدائرة في ريف دمشق بالأغنيات موسيقيات سوريات يواجهن الحرب الدائرة في ريف دمشق بالأغنيات



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates