الفيديو أرت فن جديد يحجز الصوت والضوء ليطلق هواجس الإنسان المعاصر
آخر تحديث 16:41:44 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لغة خاصة تعتمد على التقنيّات التكنولوجية الحديثة ووسائل الاتصال

"الفيديو أرت" فن جديد يحجز الصوت والضوء ليطلق هواجس الإنسان المعاصر

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الفيديو أرت" فن جديد يحجز الصوت والضوء ليطلق هواجس الإنسان المعاصر

معرض تجارب الفيديو آرت
الشارقة - صوت الإمارات

يندرج فن "الفيديو أرت" ضمن الفنون المعاصرة، التي تدين لاختراع الكاميرا بالكثير، البدايات تعود إلى الرسام ديلاكروا الذي انبرى مع غيره من الرسامين والشعراء والموسيقيين للدفاع عن الصورة الضوئيّة، الذي قال يومًا "إنَّ التصوير الضوئي هو أكثر من نسخ، إنَّه مرآة الشيء".

وكان ديلاكروا يؤكد دور التفاصيل المهملة التي تظهرها الصورة أو التصوير الضوئي، والتي كانت ممهدة للمعرفة الكاملة لبناء الشيء، ضمن دراسة تُبَيِّن العلاقة بين الظل والنور اللذين يحتفظان بكامل حقيقتهما في الصورة الضوئيّة .

بهذا المعنى نشأ فن "الفيديو آرت" واحدًا من أحدث الفنون البصريّة المتحدرة من صلب أسرة الصورة الضوئيّة، وهو فن يعبر عن هواجس الإنسان المعاصر وتطلعاته، بلغته الخاصة التي تتكئ على وسائل الاتصال الحديثة أي "الميديا" والتقنيات الحديثة للسينما والتلفاز والحاسوب ومراحل ولادة الصورة الضوئيّة الثابتة والمتحركة.

التطور الحقيقي لنظام الفيديو أرت تطوَّر بعد الطفرة العالية في صناعة الكاميرات الرقمية، وهو كما يتفق معظم المشتغلين في مجاله، يتألف من عنصرين هما: الضوء والصوت.

وربما تكون هذه المشكلة واحدة من أسباب بقائه فنًا إشكاليًا لدى جمهور كبير من المتلقين من غير النخبة، ومصدر هذه المعضلة تلك التعريفات التي انطلقت منها جذور هذا الفن على المستوى العالمي، فحين يصرّح الفنان الأميركي روبرت درومند عن الفيديو أرت، بأنَّه "نظام يعيد النظر في الكائنات والطبيعة والعاطفة"، فهذا الوصف يحتاج إلى شروحات وهوامش لكي يستوعبه البسطاء ممن يتذوقون الفن، بوصفه لوحة مسندية مملوءة بالألوان ضمن مساحة الكتلة والفراغ.

رغم أنَّ الفيديو أرت هو فن معاصر، وينتسب إلى فنون ما بعد الحداثة، فلا أحد يستطيع اتهامه بالتغريب ذلك لأنَّه قابل لمناقشة قضايا حيوية عدة كظاهرة الجهل والتخلف في المجتمعات النامية، ناهيك عن قضايا الفقر، وصراع الشمال والجنوب، كما يُعنى بطرح قضايا من صلب اهتمامات المجتمع المعاصر كالبيئة ومخلفاتها وغيرها من الأمور الحساسة والحيوية .

وللمشاهد أن يتخيل أحد الفيديوهات التي تعرض شريطًا يصور أحداث الرخاء الاقتصادي في أحد البلدان المتقدمة، وفي خلفية الشريط صورة عن المجاعات التي تجتاح هذا البلد، ناهيك عن مشكلة المخدرات وأطفال الشوارع واللقطاء، قس على ذلك ما استجد من نواتج الحروب والنزاعات المسلحة، فالفيديو آرت وهو نظام تركيبي بحسب ما يطلق عليه الفنانون والمختصون، نجح إذاً في التقاط بعض هذه الظواهر وسلط الضوء عليها بحنكة وبراعة .

بعض هذه التجارب قامت على رصد ظواهر اجتماعية وبيئية، وبعضها يدقق في التفاصيل والملامح التي تختزنها الذاكرة الشخصية، أو الجمعية، ليعيد تفكيكها، بمهارة الحاذق.

التجربة الإماراتية غنية في هذا المجال وهي تجمع بين فنانين مخضرمين كمحمد كاظم وابتسام عبد العزيز وخليل عبد الواحد، كما تجمع بين جيل واسع من الفنانين 

الجدد وخريجي الجامعات، وهي تجربة رصينة، وتنطوي دائمًا على كثير من المفاجآت، وهي التي تأسست محليًا وعلى تماس مع تطورات الظاهرة التشكيلية المعاصرة في الغرب، ولها فضل في احتضان الكثير من التجارب العربية من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر وغيرها، وهي تجربة مستمرة في تقديم أبرز النتاجات العالمية لأسباب تقنية ولوجستية، ومنها وفرة صالات العروض العالمية والغاليريات والبيناليات التي تعرض على مدار العام بانوراما متنوعة من فسيفساء الفنون المعاصرة في العالم.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيديو أرت فن جديد يحجز الصوت والضوء ليطلق هواجس الإنسان المعاصر الفيديو أرت فن جديد يحجز الصوت والضوء ليطلق هواجس الإنسان المعاصر



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates