أعلنت الممثلة المغربية لبنى أبيدار، التي لعبت دور البطولة في فيلم مثير للجدل حول العاملين في مجال الجنس، عن هروبها من البلاد إلى فرنسا، إثر تعرضها لعملية ضرب وحشية.
ونشرت لبنى، التي لعبت دور العاهرة في فيلم "الزين اللي فيك"، الصور والفيديو على صفحتها في "فيسبوك"، والتي تظهر فيها الكدمات والنزيف الذي سببهما الضرب.
وأفادت بأنها تعرضت لهجوم من قبل مجهولين يحملون سكينًا في الدار البيضاء ليلة الخميس، وادعت أن مراكز الشرطة والمستشفيات لم يسمحوا لها بالدخول.
وأضافت: "ذهبت إلى مركز الشرطة الرئيسي في الدار البيضاء في منتصف الليل، ولكنهم استقبلوني بالضحك"، وقالت في مقطع الفيديو الذي بثته: "ضابط شرطة قال لي أخيرا يا أبيدار تم ضربك".
وتابعت الممثلة: "كل هذا من أجل فيلم لم تروه؛ رأيتم فقط ما يضعه الناس على شبكة الانترنت، يا رب ساعدني".
ويسلط فيلم "الزين اللي فيك" الضوء على صناعة الجنس المزدهرة في المجتمع المغربي المحافظ، وحظرته الحكومة بعد فترة وجيزة من عرضه لأول مرة في مهرجان "كان" السينمائي في أيار / مايو.
وأوضح وزير الإعلام مصطفى الخلفي، أن الفيلم يهدم القيم الأخلاقية وكرامة المرأة المغربية، وأنه هجوم صارخ على صورة المملكة المغربية.
ونشرت أبيدار الأحد صورة "سيلفي" جديدة ترتدي فيها نظارة داكنة، معلقة عليها: "غادرت المغرب في فرنسا"، وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الاثنين أن الممثلة استقلت أول طائرة إلى فرنسا لأسباب أمنية.
وجرى استدعاء أبيدار، التي لديها ابنة صغيرة، والمخرج نبيل عيوش إلى المحكمة في حزيران / يونيو بتهمة عرض مواد إباحية وإثارة الفحشاء وتحريض القصر على الفجور، وذلك بعد أن أصبح الفيلم مركز اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي، وتسريب مقاطع تضم محتوى إباحيًا على الانترنت، ومن ضمن ردود الأفعال كانت صفحة على "فيسبوك" تدعو إلى إعدام المخرج الفرنسي المغربي والممثلة الرئيسية.
ونفى مصدر في الشرطة ادعاءات أبيدار، والتي صرّحت بها في حوار لموقع "اليوم 24"، معبرًا : "ليس لدينا موقف ضد أبيدار أو أي شخص آخر، فكل المواطنين سواسية ولكل مواطن الحق في تقديم شكوى، ومن واجب الشرطة الاستماع إليها".
ولعبت أبيدار شخصية عاملة جنس في فيلم "الزين اللي فيك" والتي تتحدث عن تفضيلها للرجال ذوي القضيب الضئيل ولكن لديهم الكثير من المال.
وذكرت في وقت سابق لوسائل الإعلام الفرنسية، أنها تريد اللجوء إلى فرنسا لأن السلطات المغربية ترفض حمايتها في مواجهة رد الفعل العنيف في المجتمع المحافظ.
وصرّحت لصحيفة "لوفيجارو" في حزيران / يونيو: "أنا لست خائفة من الموت من أجل الفيلم، ولكن آمل أن تهدأ الأمور وأن يتطور المجتمع المغربي".
ويذكر أن فيلم "الزين اللي فيك" يحكي قصة أربع نساء يعملن في الدعارة في أكثر المناطق الشهيرة سياحيًا في المغرب، ونظرًا لعدم وجود دعم مادي، لجأ مخرج الفيلم إلى الاستعانة بممثلين من الهواة من الأحياء التي تشتهر بالدعارة في المغرب، وأكثر أبطال الفيلم من النساء.
وفي أعقاب عرض الفيلم في مهرجان "كان"، أعلنت السلطات المغربية عدد العاملين في مجال الجنس في سابقة هي الأولى من نوعها، وقالت وزارة الصحة المغربية إن مدن الرباط وطنجة وفز وأغادير فيها حوالي 19.333 عاملة جنس منذ 2011، وفقا لـ "الجزيرة".
أرسل تعليقك