دبي - صوت الإمارات
انطلقت، الإثنين، فعاليات مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة العقود والفيديك، في فندق "إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي دبي"، تحت رعاية نائب حاكم دبي، وزير المال، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.
ويقام المؤتمر على مدار يومين، في الفترة 24 و25 تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، ويتضمن العديد من الفعاليات التي تقام للمرة الأولى، كما يعتبر المؤتمر الأول من نوعه في دبي في مجال العقود الإنشائية وعقود الفيديك.
وأبرز مدير عام هيئة الصحة في دبي، رئيس جمعية المهندسين في الإمارات المهندس عيسى الميدور، أنه "تمضي الإمارات، منذ 43 عامًا، في كتابة تاريخها بأسطر من ذهب، لتخليد مسيرة الرقي والتطور الذي لامس كل المجالات، وارتقى بدولتنا إلى مصاف الدول الأكثر تقدمًا وتحضرًا، إنها مكانة مرموقة استحقتها الإمارات بكل جدارة، عبر تميّزها في العديد من المؤشرات العالمية، وتحقيقها للمراتب الأولى في العديد من تقارير التنافسية العالمية، متفوقة بذلك على أرقى وأعرق المدن اقتصاديًا واجتماعيًا وتاريخيًا، فالفضل يعود بعد الله إلى قيادتنا الرشيدة وتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإخوانهما الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات".
وأشار إلى أنه "ساهمت رؤية القيادة الرشيدة في تحويل الأحلام والطموحات إلى واقع ملموس، وتطبيق الأهداف والاستراتيجيات المرسومة للنهوض بكل المجالات وتحقيق التميز والريادة فيها، فشهد المجال الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي نهضة شاملة، قامت على أسس التميز والإبداع والابتكار كوسيلة فاعلة لتحقيق أرقى معايير الجودة والحفاظ على التنمية المستدامة طويلة الأمد".
وأضاف الميدور أنّ "رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تمثل السبب الرئيس في أن تصبح دبي مركزًا إقليميًا وعالميًا للتجارة والاقتصاد والسياحة، حيث قام بتطوير السياسات والتشريعات المشجعة على الاستثمار، ما ساهم في توفير بيئة إيجابية جاذبة للمستثمرين، كما دعم نمو القطاعات الحيوية والاستراتيجية في الإمارة مثل البنية التحتية، التي أصبحت الأفضل على مستوى العالم، وشجع على تقديم أفضل مستويات الجودة في الخدمات، وتبسيط الإجراءات، في كل القطاعات إضافة إلى تبني أحدث الأساليب والابتكارات والمبادرات في مجال العمل، ففي سباق التميز ليس هناك خط للنهاية".
وتابع "حظي القطاع الهندسي في الدولة بالدعم الكبير من طرف القيادة الرشيدة من توفير للإمكانات ووضع الاستراتيجيات لتطوير الكوادر الوطنية، وذلك اعتبارًا للدور الكبير للمهندس في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تقع على كاهله كل مسؤوليات عملية التخطيط والتصميم والإشراف على تنفيذ جميع المشاريع التنموية وإدارتها بطريقة فاعلة تضمن الجودة المطلوبة".
وأكّد الميدور أنّ "الإمارات تتميز بتصدرها لمراكز الريادة في إطلاق المشاريع الهندسية النوعية والضخمة، حيث تبلغ حصة الإمارات من إجمالي قيمة المشروعات الإنشائية التي طرحتها دول الخليج 31% وتساهم التسهيلات التي توفرها الجهات الحكومية بتدفق الاستثمار في قطاع الإنشاءات، وهو ما كان له دور كبير في زيادة الطلب على مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى إنشاء مشاريع جديدة في المستقبل من طرف المستثمرين من خارج الدولة، وعدم وجود عوائق تحول دون تطور قطاع البنية التحتية، حيث بلغ حجم المشاريع الإنشائية التي تم ترسيتها في الإمارات في العام الجاري نحو 143 مليار درهم، ليسجل بذلك قطاع الإنشاء في الدولة نموًا قدره 5 .5% مقارنة مع 2013".
وأشار إلى أنه "من المتوقع أن ترتفع القيمة الإجمالية لقطاع الإنشاءات في الدولة إلى 2 .155 مليار درهم في العام 2015، بنسبة نمو تصل إلى 3 .9% وبالتالي سوف تشهد الأعوام الخمسة المقبلة نموًا كبيرًا في مجال عقود الإنشاءات في الإمارات، تصل إلى 93 .2 تريليون درهم (800 مليار دولار)".
وأردف "فوز إمارة دبي باستضافة معرض أكسبو العالمي كان له دور كبير في إطلاق عدد من المشاريع الضخمة التي ميزت الإمارة ليس فقط على المستوى الكمي ولكن عبر المعايير العالمية المطبقة فيها، والتي تبرز في الجودة والالتزام بقوانين الاستدامة أثناء مراحل تنفيذها، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تنفيذ مشاريع بناء وإنشاء وفق أرقى المواصفات وتزويدها بمعايير ومتطلبات الأمن والسلامة كافة، حيث أنفقت حكومة دبي استثمارات بلغت 37 مليار درهم منذ العام 2005 لتوسعة وتطوير المطارات منها 26 مليارًا لتطوير مطار دبي الدولي، وأربعة مليارات لمشاريع في مطار آل مكتوم، لتكتسب بذلك الإمارة إحدى أرقى البنيات التحتية في العالم، حيث أصبحت دبي تتميز بعدد من المشاريع التي قل نظيرها حتى في أكثر الدول تقدمًا".
واستطرد "عملت دبي على تعزيز مكانتها كأحد أبرز الوجهات السياحية المفضلة في العالم، عبر إطلاقها لمشروع مول العالم، وهو أكبر مركز تسوق من نوعه في العالم، عبارة عن مدينة مكيفة بالكامل، ويقام على مساحة ضخمة تتجاوز 48 مليون قدم مربعة في شارع الشيخ زايد، في دبي، ويحتوي المشروع على العديد من المرافق المتكاملة التي تلبي احتياجات الزائرين بطريقة مبتكرة ومبدعة".
ولفت إلى أنه "انطلاقًا من حرص جمعية المهندسين في الإمارات على دعمها لأفضل الممارسات في مجال البناء والإنشاء والرقي بالقطاع الهندسي على مستوى الدولة، جاء تنظيم مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة العقود والفيديك بالتعاون مع المؤسسة الدولية للفيديك 2014 تحت عنوان (التميز في إدارة العقود والفيديك)، وبمشاركة واسعة من خبراء ومتحدثين دوليين، من أكثر من عشرين دولة، وبمشاركة ما يقرب من 500 خبير في المجال، وهو الأمر الذي يشكل فرصة مهمة للاحتكاك والاستفادة من الخبرات العالمية، عبر نقل المعرفة، والتعليم المستمر، وتوظيفها لخدمة مشاريع الدولة، ويسعى مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة العقود والفيديك إلى تطوير مجال إدارة عقود المقاولات والإنشاءات".
وكشف مدير عام جمعية المهندسين في الإمارات ماجد فاروق حنا، أنّ الجمعية أطلقت على هامش المؤتمر جائزة الإمارات الأولى للتميز في إدارة العقود والفيديك، موضحًا أنّ الجائزة تعد إحدى مبادرات الجمعية للتشجيع على تطبيق أفضل الممارسات في المجال الهندسي وحافزًا كبيرًا للأفراد والمؤسسات على تحقيق أعلى مستويات التميز والريادة .
وذكر أنّ "الجائزة تهدف إلى تكريم المبدعين والمتميزين في مجال إدارة العقود تقديرًا لهم ولجهودهم ومبادراتهم الإبداعية وتسليط الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال، وهو ما من شأنه أن يساهم في تعميم وتبادل التجارب الناجحة للرقي بالقطاع الهندسي".
وأوضح "تنقسم جائزة الإمارات الأولى للتميز في إدارة العقود والفيديك إلى فئتين، تعنى الأولى بالأفراد وتحتوي على جائزة العام في مجال إدارة العقود الهندسية والتي فاز فيها مدير إدارة العقود والمشتريات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي سعيد المري، وجائزة العام في مجال التحكيم الهندسي، وفاز فيها مالك ومدير شركة العليم لخدمات المسح والتقييم المهندس زكريا عبد العليم، وجائزة العام في مجال الخبرة الهندسية وتوج فيها مالك ومدير شركة جيسيكو للهندسة المهندس خالد شهيل، وجائزة العام في إدارة المطالبات والمنازعات والتي فاز فيها مالك ومدير شركة عقود لإدارة العقود الدكتور نبيل شحادة، كما فاز الدكتور حبيب محمد شريف الملا عن جائزة العام في مجال المحاماة".
وعن الفئة الثانية، للمؤسسات، أضاف "فازت بجائزة المؤسسات الرائدة في تطبيق أفضل الممارسات في مجال إدارة العقود عن القطاع الحكومي بلدية دبي، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وفاز مكتب كلداري محامون ومستشارون قانونيون كأفضل مكاتب المحاماة والمكاتب القانونية تطبيقًا لأفضل الممارسات في مجال إدارة العقود، وفازت شركة أبوظبي للتأمين عن فئة شركات التأمين، وبنك دبي الإسلامي عن فئة المؤسسات المالية، وتحصلت شركة نخيل العقارية وهيئة كهرباء ومياه دبي على جائزة العام في التميز والقيادة في إدارة العقود".
وشدّد مدير عام جمعية المهندسين في الإمارات ماجد فاروق حنا على أهمية تطوير كفاءات الشباب من طلبة وطالبات كليات الهندسة الذين يمثلون ركيزة أساسية في تحقيق استراتيجية الدولة المستقبلية، وتماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة في التركيز على الكفاءات الوطنية.
وأعلن أنَّ الجمعية تنظم ملتقى خاصًا بالمهندسين الشباب في اليوم الأول للمؤتمر، وهو ما يمثل لهم فرصة فريدة من نوعها للتواصل مع الكوادر الهندسية الوطنية والخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، للاطلاع على تجاربهم ونجاحاتهم، ما يساهم في تحفيزهم لبناء القدرات التي تمكنهم من تحمل المسؤولية حتى يصبحوا قادة الغد الذين سيواصلون مسيرة التنمية المستدامة.
وأشار إلى أنه "أعدت الجمعية برنامجًا خاصًا، سيحضره ما يقرب من 150 طالبًا، إضافة إلى المادة العلمية المقدمة في هذا البرنامج، سيتمكن المهندسون الشباب من الاطلاع على سبل التوظيف الأمثل لقدراتهم الإبداعية في مختلف مجالات العمل الهندسي واكتشاف مهارات التميز والريادة لديهم".
واعتبر حنا أنّ المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه في مجال إدارة العقود في الدولة، يشكل منصة التقاء مثالية لما يقرب من 500 متخصص في مجال إدارة العقود الهندسية أتوا إلى دبي من جميع دول العالم لمناقشة العديد من المحاور والاطلاع على أفضل الممارسات في مجال إدارة العقود في دبي، المدينة الرائدة عالميًا في المشاريع الهندسية العملاقة، كما استقطب المؤتمر اهتمام 12 شركة عالمية ستقوم بعرض أفضل الممارسات التي تعتمدها في المجال، حيث تمثل دولة الإمارات ودبي إحدى أهم المراكز العالمية في مجال قطاع البناء والإنشاء وهو ما يشكل دافعًا كبيرًا للشركات الكبرى وصناع القرار في هذا المجال في تفعيل تواجدها في المنطقة والتواصل مع بقية الشركات فيها.
من جانبه، أفاد رئيس المؤسسة الدولية للعقود الاستشارية الموحدة الفيديك المهندس بابلو بوينو، بأنّ الدول العربية تعتبر من أهم الدول الفاعلة في مجال إدارة العقود الاستشارية عالميًا، حيث تشهد الإمارات نموًا كبيرًا في قطاع البناء والإنشاء الذي يعتبر نتيجة للرؤية والتوجهات الحكيمة للقيادة الرشيدة للدولة، والتعاون والعمل المشترك بين مختلف الأطراف والشركاء الاستراتيجيين في المجال الهندسي، من مقاولين واستشاريين ومهندسين ومطورين، وتعتبر المشاريع المبتكرة المقامة في دبي من أبرز أوجه هذا النجاح .
أرسل تعليقك