لندن ـ كايتا حداد
شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا كبيرًا في أسعار النفط، خلال الأسبوع المنصرم، بعدما هبطت مجددا إلى أدنى أسعارها في خمس سنوات، مما يفرض المزيد من الضغط على عملات البترول.
وكشف تقرير حديث أصدره رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي سلوث هانسن، عن الأحداث الأخيرة ساهمت في تقديم القليل من المساعدة للسلع التي هبطت إلى أدنى مستوياتها في 5 سنوات في حين وصل مؤشر "بلومبيرغ" للسلع، والذي يتابع أداء 22 من السلع الرئيسية، إلى أقل من 6% فوق سعره المنخفض في آذار/مارس من عام 2009 عندما عانت اقتصادات عدة من الركود، ووصل الطلب إلى حافة الهاوية على أعقاب الأزمة المالية في عام 2008
وبين التقرير أن القمح المسعر بالروبل ارتفع بنسبة 40% منذ تموز/يوليو وسعياً للحفاظ على الموارد ضمن البلاد، تحاول الحكومة في هذه الأثناء إيقاف تدفق الصادرات مما دعم الارتفاع القوي في الأسعار العالمية خلال الأسبوعين الأخيرين.
وبحسب منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن مخزونات الحبوب العالمية قد ترتفع إلى أعلى مستوياتها في 15 سنة مع نهاية الموسم الحالي، وعلى الرغم من أن حظر الصادرات سيخلق تحديات كبيرة بالنسبة للمشترين على المدى القصير، لم يكن هناك التأثير القوي على أسعار القمح.
وأضاف التقرير أن القمح الأميركي قبل أن يلفظ الأسبوع أنفاسه الأخيرة، بدأ في الهبوط بعد وصوله إلى معدله في 7 أشهر على خلفية المخاوف المتعلقة بالأسعار المرتفعة، فضلا عن ارتفاع الدولار.
وأبرز هانسن في تقريره قيام صناديق التحوط بزيادة مواقفها طويلة الأجل في سوق العقود المستقبلية بنسبة 2% بينما أشارت تقارير "بلومبيرغ" إلى أن أكبر 4 منتجات متداولة في البورصة الأميركية شهدت تدفقاً داخلياً لأموال المستثمرين خلال الفترة الأخيرة، في غضون الوقت الذي هبط فيه السعر بأكثر من 40%.
ويبدو أن الوصول إلى القاعدة الأساسية في الوقت الذي يهبط فيه السعر بسرعة متزايدة كما حصل خلال الأشهر الماضية عملية صعبة ولكن من الواضح أن عدداً متزايداً من كل من المهنيين والمستثمرين في قطاع التجزئة ينخرطون في هذا على المدى الطويل.
حيث يرتبط هذ الاستثمار بالتوقعات الخاصة بأن النفط الرخيص لم يصبح سمة دائمة في الاقتصاد العالمي وبالتالي فإن الأسعار ستجد قاعدة ترتكز عليها حتى نرى انتعاشاً قوياً.
وخسر الذهب، وعلى وجه الخصوص الفضة، بعض أرباحهما الحالية خلال هذا الأسبوع بعدما تحول الاهتمام من بيع الملاذ الآمن المتعلق بروسيا إلى المحفزات السلبية مثل مواصلة الأسهم وانتعاش الدولار، بالإضافة إلى أسعار النفط المنخفضة بالطبع.
وأماط اجتماع لجنة السوق "الفيدرالية" المفتوحة اللثام عن تغير في الصياغة تزامناً مع تغيير البنك المركزي الأميركي عبارة "مقدار كبير من الوقت" (قبل أول ارتفاع في المعدلات الأمريكية) إلى "التحلي بالصبر".
وبالنظر قليلاً إلى العام المنصرم، نجد أن 2014 كانت دون أدنى شك سنة الاندماج حيث شهدنا تداولاً يقترب من المستوى الذي كنا نقف عنده في الوقت ذاته من العام المنصرم.
أرسل تعليقك