حققت الإمارات مرتبة الصدارة عالميًا في مجال توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل، واستحواذها على أعلى نسبة انتشار للأجهزة الذكية في العالم.
وكشف التقرير الأخير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنَّ الدولة احتلت المرتبة الثانية عالميًا من حيث المشتريات الحكومية لمنتجات التكنولوجيا المتقدّمة.
وأضاف التقرير أنَّ "الإمارات جاءت في المرتبة الثالثة كإحدى أكثر الوجهات الجاذبة للعقول والمواهب"، مشيرًا إلى أنّه "تعد هذه الإنجازات بمثابة شهادة دامغة لقدرة دولة الإمارات العالية في مجال بناء المدن الذكية والتحوّل إلى اقتصاد قائم على المعرفة".
وأكّد وزير الاقتصاد الإماراتيّ المهندس سلطان بن سعيد المنصوري أنّ دبي تملك المقوّمات الاقتصادية والبشرية اللازمة التي ترسّخ مكانتها الريادية على الخارطة العالميّة، معتبرًا أنّ "المدينة الذكية ما هي إلّا انعكاس واضح لقيادة رشيدة صاحبة رؤى وأفكار طموحة مسلّحة بالتطور العمراني الذكي والبنى التحتية عالمية المستوى وأحدث الأدوات والتكنولوجيا المتطوّرة في مجالات التقنيات المتنقّلة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
وأشار وزير الاقتصاد، في كلمة افتتاحية لمؤتمر ومعرض "الحياة الذكيّة في المدينة الذكيّة – دبي 2014"، في حضور عدد كبير من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص في الدولة والمنطقة والعالم، إلى أنَّ "المدن احتضنت ما يقرب الـ 15% فقط من سكان العالم في مطلع القرن الجاري، وارتفعت هذه النسبة بصورة لافتة مع حلول العام 2007 مع نزوح أكثر من 50% من السكان إلى المدن والمناطق الحضرية".
وأضاف "أمّا اليوم، وبعد مرور سبعة أعوام كاملة، تشير الدراسات المطّلعة إلى أنّ 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي مصدره المدن، ولا شك أنَّ تحقيق هدفنا المتمثّل في التحوّل إلى مدينة ذكية يتم إدارتها وقيادتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطوّرة، من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على مستوى دفع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية وتحفيز روح الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الحيويّة، فضلًا عن المساهمة الفاعلة في ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة المناطق الحضرية والموارد الطبيعيّة بصورة أكثر فعالية".
وبيّن أنّ "المدن الذكيّة تستند في مفهومها إلى منهجية تقوم على تكامل الوظائف وجمع الكميات الهائلة من البيانات ومعالجتها وتحقيق التواصل المباشر بين القطاعات الحيوية بغية الوصول إلى حلول جذرية للتحدّيات التي تواجه المجتمع المدني والمؤسّسي على حد سواء".
وأردف "يعد تكامل النظم رافدًا أساسيًا من الروافد التي تضمن تخصيص الموارد وتسليم الخدمات وفق أعلى درجات الكفاءة والحرفية بما من شأنه دفع عجلة التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في المستقبل".
وتابع "مبادرة المدينة الذكية لا تقتصرعلى توفير الحلول والخدمات الرامية إلى تحسين جودة ونوعية الحياة، بل أنّها تمثّل تجسيدًا واضحًا لرؤية القيادة الرشيدة في التحوّل إلى اقتصاد ومجتمع قائمين على المعرفة. ولقد استمدت هذه الرؤية الاستشرافية زخمًا قويًا خلال العام الماضي نظير الجهود الكبيرة التي بذلها القطاعان العام والخاص من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة؛ هي الجهود التي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق نجاحات وإنجازات عالمية وضعت دولة الإمارات في مصاف كبرى دول العالم في هذا المضمار".
وشدّد في هذا السياق على "أهمية التعاون وبناء العلاقات المتينة بين القطاعات العامّة والخاصّة والمجتمع الأكاديمي والمؤسّسي من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة".
ويأتي معرض "الحياة الذكية في المدينة الذكية- دبي 2014"، كحدث هو الأوّل من نوعه الذي يقام بصورة نصف سنوية لتسليط الضوء على أبرز النماذج الناجحة من الشركات الناشئة التي أثبتت تميزًا لافتًا محليًا ودوليًا في مجال التقنيات الذكية.
وحضر حفل الافتتاح، الذي استضافه فندق "جميرا أبراج الإمارات" في دبي، كل من الرئيس التنفيذي لشركة "تسويق للتطوير والتسويق العقاري" مسعود العور، والرئيس التنفيذي لـ"إنسايد إنفيستور" كمران صديق، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات الحكومية وصنّاع القرار وممثلين عن حكومة دبي وأبرز روّاد الأعمال والمسؤولين في كبرى الشركات العالمية الرائدة ضمن قطاع التكنولوجيا.
وافتتح المعرض الذي يقام تحت رعاية ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بكلمتين ترحيبيتين من مسعود العور وكمران صديق، تلتهما كلمة الافتتاح التي ألقاها سلطان بن سعيد المنصوري.
وتخلل جدول أعمال اليوم الأول من الحدث سلسلة من الجلسات النقاشية بعنوان "خلق نظام إيكولوجي ذكي"، و"البيانات الكبيرة وحلول الحكومة الذكية" و"الريادة وتوسيع نطاق التميز"، و"مستقبل التعليم".
وتحدث المنسق المقيم للأمم المتحدة في الإمارات، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الإمارات وسلطنة عُمان، سيّد آغا، عن أهمية إمارة دبي كنموذج يحتذى به في مجال المدن الذكية، مسلطًا الضوء على دور المبادرات الحكومية في دعم هذا التوجه، والمساهمة في توسيع نطاق الجهود الرامية إلى وضع خطة استراتيجية عالمية المستوى في هذا المجال.
ويتم تطوير المدن الذكية استنادًا إلى مفهوم قائم على توفير مجموعة واسعة من الخدمات المتكاملة، بما فيها الخدمات الحكومية والخدمات الترفيهية وخدمات الطوارئ، من خلال منصة واحدة يسهل الوصول إليها من أي مكان في العالم في خطوة من شأنها تحسين جودة حياة السكان والقاطنين.
أرسل تعليقك