دبي ـ سعيد المهيري
تتوسع الأعمال الريادية, بشكل سريع في منطقة الشرق الأوسط, مقارنة مع غيرها من المناطق حول العالم، على الرغم من أنها لاتزال أسواق ناشئة، وذلك وفقاً لما أجمع عليه أعضاء منظمة الرؤساء الشباب "YPO" "Young Presidents’ Organization" شبكة التجمع رفيعة المستوى إلى الرؤساء التنفيذيين, وكبار رجال الأعمال، قبل بدء أعمال الإجتماع السنوي لهم "YPO – EDGE" القائم في دبي في هذا الشهر .
ومن جانبه, قال كريستوفر شرودر ، المستثمر وعضو في منظمة الرؤساء الشباب "YPO": "يجب أن لا ننسى بأن العالم غير متجانس وأن لكل دولة ومدينة مميزات تاريخية وثقافية وأساليب مختلفة عن غيرها لكن بنفس الوقت تكمن الحضارة التاريخية القديمة واللغة العربية من الأساسيات التي تجمع المنطقة ككل وتشكل سوق كبير.
وأضاف شرودر : "ومن الأسباب التي تميّز دولة الإمارات, عن غيرها والتي جعلتها مكان لجذب المواهب، البنية التحتية المتينة والقوانين والتشريعات وموقعها الإستراتيجي من أجل القيام بالأعمال والتركيز على الإبتكار والتكنولوجيا, وعلى المستثمرين من وادي السيليكون في أخذ المنطقة بعين الإعتبار ، لما يحدث فيها من متغيرات وتطورات سريعة."
الجدير بالذكر, أن كريستوفر شرودر, ألّف أول كتاب عن التكنولوجيا التطبيقية لريادي الأعمال والابتكار في المنطقة تحت عنوان " ورة ريادة الأعمال" في الشرق الأوسط" , ومن جانب أخر قام بدارسة توسع ريادة الأعمال, بالتزامن مع نمو الأسواق على مدى خمس أعوام, وأظهرت الدارسة زيادة تجمعات بدء الأعمال في المنطقة، حيث قام في كانون الثاني/يناير الماضي بتجمع حوالي (5) آلاف ريادي في القاهرة وقبلها (5) آلاف من بيروت، من أجل مشاركة الخبرات فيما بينهم.
ويشارك في الملتقى YPO – EDGE" ، مؤسس الوادي التكنولوجي المعروف بالـ«GrEEK CAMPUS» في القاهرة والعضو في منظمة الرؤساء الشباب "YPO" , السيد أحمد الألفي , الذي قضى (18) عاماُ من عمره كمستثمر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عودته إلى القاهرة، من أجل أن يؤسس بعدها شركة متخصصة في إنماء المشاريع, في مصر, وأبوظبي, وبيروت, ويُؤمِن الألفي بأن منطقة الشرق الأوسط تحمل في طيها مواهب مذهلة, وخص بالذكر قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وفي السياق ذاته, قال: "تفتقر مصر والمنطقة إلى رواد الأعمال من الجيل الماضي لتوجيه وتعليم الشباب التي ترغب في بدء مشاريعها الخاصة, وعلينا نحن أن نؤمّن الدعم والثقافة إليهم, وإن ريادة الأعمال والبدء فيها عامل أساسي من أجل حل العديد من المشاكل التي تواجه الإقتصادات في المنطقة، وعلينا نحن الجيل السابق أن ندعم الشباب ونؤمن مطالبهم حتى النجاح."
ونقلاً عن مجلة, "ذا إكونوميست", يسلط شرويدر الضوء على أن المنطقة تمتلك عشرات الآلاف من المشاريع التي تعتمد على التكنولوجيا، (25) بالمائة منها تدار من قبل النساء.
أما, نفين الطاهري, فهي واحدة من رائدات الأعمال في مصر ورئيس مجلس الإدارة في شركة "دلتا شيلد أنسباير" تُؤمن بأن التحدي الرئيسي يكمن في التغلب على التصورات المتعلقة بنوع الجنس.
وتقول الطاهري: " لقد كان التحدي الأول لي على ما أعتقد أن المنافسين لي من الذكور، وكان علي العمل بمقدار الضعف للفوز بعميل أو مناقصة, ولكن عندما نجحت استطعت تقديم خدمات مساوية إلى الذكور, وكثيراً ما تفوقت على التوقعات, ويجب الأخذ بعين الإعتبار أن السمعة الطيبة والسجل الجيد هما مفتاح النجاح في عالم الأعمال."
وتؤكد الطاهري على أهمية الإرشاد للمرأة, ودورها في المجتمع, قائلةً: " يعتبر نجاحي الحقيقي عندما أرى النساء تنظر لي كأم الأعمال في المنطقة واللاتي تتخذن مني قدوة لهن في أعمالهن والملاذ للحصول على المشورة."
ولا تقتصر ريادة الأعمال والإرشاد, على قطاع تكنولوجيا المعلومات, في المنطقة، وبذلك فأن الأعضاء في منظمة الرؤساء الشباب "YPO" يقوموا بتبادل خبراتهم عن طريق مناقشة الأخطاء التي عانو منها بدون تردد.
ويرى, رجل الأعمال في المملكة العربية السعودية، باسل بن جابر, الذي بدأت مسيرته العملية بصعوبات واجهها عند تأسيس العلامة التجارية الفاخرة لصناعة العطور "ثمين", وتحدث بصراحة عن التحديات عند تأسيس هذه العلامة في أوروبا.
وقال بن جابر: " لإن تصبح ريادي أعمال ليست بالرحلة السهلة، ومعظم رجال الأعمال يذكرون المراحل الجيدة من قصة نجاحهم، وفقط القليل منهم لديه الشجاعة بأن يذكر المراحل العصيدة التي واجهها أثناء تأسيس أعماله التجارية من الصفر."
وأصبحت اليوم، منتجات الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها والمستوحاة من شغف والده في صناعة زيوت الورد التقليدية، تباع في أرقى المحلات في لندن مع خطط التوسع إلى عواصم أوروبية أخرى.
ويضيف بن جابر: " إن مفتاح النجاح هو إتباع الأفكار التي نؤمن بها، إضافةً إلى قضاء وقت كبير في البحوث, عندها يبدء الابتكار و يتبعه الإبداع."
أرسل تعليقك