أبوظبي - صوت الإمارات
كشف جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن كمية أعلاف الماشية بما فيها الأعلاف المدعومة التي يتم استيرادها إلى إمارة أبوظبي تبلغ 1.7 مليون طن سنويًا، وذلك بهدف توفير احتياجات الثروة الحيوانية وضمان إمدادها للسوق المحلي بمختلف المنتجات.
وأكد الجهاز حرصه على توفير الأعلاف المستوردة لملاك الثروة الحيوانية بجميع مراكز توزيع الأعلاف في إمارة أبوظبي، والتي تباع بسعر مدعوم، وتتميز بجودتها الغذائية، موضحًا أن برنامج دعم الأعلاف الموجه إلى مزارعي أبوظبي يهدف إلى المحافظة على الثروة الحيوانية في الإمارة، وتنميتها، وتشجيع مربي الثروة الحيوانية على رفع معدلات الإنتاج، والمحافظة على الموارد الطبيعية، والمساهمة في الأمن الغذائي، وتوفير أعلاف ذات قيمة غذائية عالية للثروة الحيوانية.
وأشار الجهاز إلى وجود آلية حازمة لمنع استغلال الأعلاف المدعومة، وبيعها خارج المراكز الحكومية الرسمية في الإمارة، إذ توجد وحدة متخصصة في الجهاز تتابع حركة الأعلاف حتى وصولها إلى المستفيد، وتتمتع بسلطة الضبطية القضائية، لضمان عدم التصرف بشكل غير قانوني في الأعلاف المدعومة.
وأكد الجهاز أنه يقدم الأعلاف لمستحقيها فقط، وأن بيع هذه الأعلاف في السوق السوداء من قبل بعض المستحقين، يتحمل مسؤوليته الشخص الذي تسول له نفسه ذلك، مشددًا على أهمية تعاون الجمهور في هذا المجال من خلال الإبلاغ عن أي تجاوزات في هذا المجال.
وأوضح أن احتساب مخصصات كل مربٍ من الأعلاف يتم على أساس 150 كيلوغرامًا شهريًا لكل رأس من الإبل، و45 كيلوغرامًا شهريًا لكل رأس من الأغنام والماعز، فيما تقدر الكمية التي توزع شهريًا بنحو 140 ألف طن، ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الأعلاف المدعومة 30 فلسًا، وهو ما يشير إلى أن نسبة الدعم جيدة جدًا للمزارعين، مقارنة بالأسعار الموجودة في الأسواق الخارجية.
وشدد الجهاز على أن من أهم أولويات الأبحاث الزراعية في إمارة أبوظبي خفض استخدام المياه في الزراعة، والتزامًا بتحقيق هذه الأولوية قام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بتنفيذ خطوات تهدف إلى تطوير واستدامة القطاع الزراعي والحفاظ على الموارد المائية في الإمارة، لذلك جاء قرار منع تسويق أعلاف الرودس، للحد من استنزاف المياه الجوفية، وتحقيق التنمية المستدامة للموارد الطبيعية حفاظًا عليها للأجيال المقبلة، إضافة إلى أن الرودس يتميز بضعف عائده الاقتصادي قياسًا بمحاصيل أخرى أكثر فائدة، علاوة على إسهامه في زيادة ملوحة التربة، الأمر الذي يتسبب في تلف الرقعة الزراعية بعد عدة سنوات.
ووفّر الجهاز أربعة أنواع أخرى من الأعلاف كبدائل لأعلاف الرودس، تضمن الوفاء بالاحتياجات الفعلية لتربية الثروة الحيوانية، حيث توفر الأعلاف البديلة نسبًا عالية ومتوازنة من الألياف والبروتينات ذات المردود الإيجابي على صحة وتكوين الحيوان، ومن أمثلتها المحصول العلفي "الليبيد"، حيث تعد حشائش الليبيد أفضل بديل للرودس، والذي يمتاز باحتياجاته المائية المعتدلة مقارنة بالرودس، مما يسهم في رفع كفاءة استهلاك المياه، إضافة إلى تقليل معدلات الملوحة في التربة، وبالتالي يمكن أن يكون خيارًا جيدًا كمصدر دخل مهم لملاك المزارع.
وأثبتت دراسات حديثة أن الرودس يستهلك كميات كبيرة من المياه تقدّر بحوالي 93 مليار جالون من المياه سنويًا في إمارة أبوظبي، ما جعله يتصدر قائمة المحاصيل التي تؤثر بصورة سلبية على الموارد المائية ومخزونات المياه الجوفية، حيث يستهلك الطن الواحد من الرودس الأخضر حوالي 69 ألف جالون من المياه سنويًا، أي ما يعادل 260 مترًا مكعبًا تقريبًا.
وانخفض حجم زراعة وإنتاج الأعلاف المحلية من 1550 ألف طن إلى 79 ألف طن، بعد تطبيق قرار وقف زراعة الرودس.
أرسل تعليقك