إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بيرلسكوني يدعو إلى المكاشفة والتحرر من هيمنة الاتحاد

إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي

سيلفيو بيرلسكوني يدعو للمكاشفة وتصفية الحساب مع ألمانيا ودول الشمال قبل أن تخسر إيطاليا صناعاتها
روما ـ مالك مهنا

شهدت إيطاليا حالة من التبرم والسخط خلال الأسبوع الماضي إزاء عدم قيام البنك المركزي الأوروبي بأي مساعدة لمكافحة الأزمة الائتمانية التي تخنق الأنشطة التجارية الصغيرة في إيطاليا وقيامه بنفض يده من أزمة الانكماش التي تعتري المنطقة.   كما تشهد إيطاليا حالياً اعتراضاً كبيراً على سياسة التقشف التي تمليها ألمانيا ودول الشمال عليهم ويسود جدل مرير يشير إلى عمق صدام المصالح داخل منطقة اليورو فيما بين دول الشمال ودول الجنوب الأوروبي وذلك على نحو لم يكن مريراً بهذا الشكل من قبل.
  وعلى الفور طالب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني بعملية مكاشفة وتصفية حساب مع دول الشمال الأوروبي وذلك قبل أن تخسر إيطاليا على حد قوله قدراتها الصناعية في مجال الصلب والسيارات والكيماويات.
  وقال بيرلسكوني في حديث له مع صحيفة إل فوغليو إن الحكومة الإيطالية التي يشارك بحزبه في ائتلافها، متورطة في جريمة التعاون مع القوى التي تعمل حالياً على تحطيم إيطاليا. وأضاف أنها بدلاً من ذلك كان ينبغي عليها أن تواجه الشمال الأوروبي وبخاصة ألمانيا بقيادة أنغيلا ميركل وأن تضعهم أمام خيارين، إما بالدعوة إلى وقف عمليات الانكماش النقدي والمالي واستبدال ذلك بعمليات إنعاش اقتصادية مقاومة للانكماش والتقشف أو عليهم أن يتوقعوا قيام الضحايا بالفرار بمصيرهم.
 وقال أيضاً إن هذه المعركة لابد وأن يتم شنّها في هدوء ولكن على نحو عنيد لا يعرف التساهل أو الهدوء، لافتا إلى أن إيطاليا لا يمكنها أن تترك قاعدتها الإنتاجية لمزيد من الضمور ولا ينبغي أن تستسلم لأساليب الهيمنة التي يمارسها أصحاب اليد العليا، وأكد أن هذا بالضبط ما يقصده بالمكاشفة والمواجهة وتصفية الحساب وأنه يجب على إيطاليا أن تجد بنفسها حلولها القومية والإقليمية الخاصة بها من خلال إنهاء الآليات الأوروبية.
  وعلى ما يبدو فإن لوبي النشاط التجاري في إيطاليا المعروف باسم كونفيداستيريا لم يبعد كثيراً عن تلك اللهجة التي تحدث بها بيرلسكوني، حيث قال رئيس اللوبي جورجيو سكوينزي "لقد أعربنا عن رغبتنا في التضحية ولكن يجب أن نقول لا لأساليب التقشف التي تحد وتقلل من شركاتنا وتضطرها إلى الخضوع وإتاحة الفرصة للآخرين كي ينهشوا أصول تلك الشركات بأسعار بخسة. ووصف تعليمات الاتحاد الأوروبي بأنها جاهلة وتفتقد إلى المعرفة، وطالب بضرورة إرغام الاتحاد الأوروبي على تغيير سياسته وإلا فإن إيطاليا لن تخرج من هذا المأزق أبداً.
 إن ما يُعقّد الجدل الدائر في إيطاليا الآن هو أن خبراء الاقتصاد فيها هم أنفسهم أصحاب مبدأ علاج المشكلة بالصدمات. فهم من يدعمون قدرات إيطاليا التنافسية من خلال خفض تكلفة الأيدي العاملة والأجور على المستوى الداخلي بهدف سد الفجوة العمالية التي تفصل بينهم وبين ألمانيا.
وتقول صحيفة الغارديان إن خطأ أوروبا الكبير هو أن المال بات عزيز المنال ووصل الاقتصاد إلى حالة يصعب فيها تأمين القروض الائتمانية بالإضافة إلى فشل البنك المركزي الأوروبي في تعويض عمليات الخفض المالي بكل ما يتوفر له من إمكانيات.
 وبالنسبة لإيطاليا فقد انهار الطلب المحلي بنسبة 5.3 في المائة في عام واحد، كما أنه لايزال يواصل الانهيار، وانخفض الاستثمار في الآلات والماكينات بنسبة 9.9 في المائة، وانخفضت القروض التجارية بنسبة 6 في المائة، كما أن إجمالي الناتج القومي الأسمي انخفض بنسبة 1.2 في المائة بما يعني أن قاعدة الانكماش لابد وأن تحمل معها ارتفاعاً في عبء الدين وهذا في حد ذاته يمثل سخافة ما يسمى بخفض تكاليف العمالة والأجور داخلياً من أجل دعم المنافسة في البلدان التي تعاني من ديون ضخمة.
  وتقول الصحيفة إن دورة الائتمان العالمية تواصل انخفاضها كما أن أميركا لازالت لم تستوعب بعد انضغاطها المالي بكامل طاقته كما وصلت الصين إلى حالة من الاستنزاف الائتماني فهي تواصل النفخ في قربة مقطوعة أو بالون مليء بالثقوب. كما أن الصعوبات التي تواجهها الأسواق الناشئة تهدد بالارتداد إلى أوروبا في شكل صدمة انكماشية. وفي ظل هذه الأحوال تواجه إيطاليا حالياً خيارات مرعبة. وسواء استطاعت إيطاليا يوما ما أن تستعيد سياستها السيادية أمام سياسات الاتحاد الأوروبي أم لا فإن ذلك لا يمكن أن يقرره سوى الإيطاليون أنفسهم. 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد الإمارات 4.1% في 2025

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

11.6 مليار يورو الاستثمارات الإيطالية المباشرة في الإمارات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates