الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
عقد رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت اجتماعاً طارئاً لحكومته الأحد (عطلة رسمية في جنوب السودان) لمناقشة قرار الرئيس السوداني عمر البشير وقف ضخ بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية اعتباراً من الأحد، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب
السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين في تصريحات إلى "العرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة جوبا إن حكومة بلاده لم تتلق إخطاراً رسمياً بذلك القرار، معرباً عن أمله في أن تتواصل الحوارات بين البلدين لحل القضايا العالقة، وأضاف أن حكومة بلاده ستصدر بياناً رسمياً في وقت لاحق عن تداعيات القرار، وعاد الوزير الجنوبي ليقول إن بلاده ستقدم شكوى ضد السودان إلى الآليات المناط بها تسلم الشكاوى والتحقق منها، واتهم السودان في تقديم مساعدات لمقاتلين جنوبيين سلموا أسلحتهم الأيام الماضية، مشيراً إلى أن جنوب السودان ومنذ أكثر من عامين تقريباً لم يستفد من مال البترول وأن الجنوب لا يملك المال الذي تقول الخرطوم إنه يقدم للمتمردين، وشدد بنجامين على أنه إذا كان لدى حكومة الخرطوم أي اتهامات بخصوص تسليح الميليشيات فلتتقدم بها وهناك قنوات دبلوماسية ولجنة أمنية مشتركة بين الجانبين لمناقشة مثل هذه الأمور.
وأوضح أن تصدير نفط دولة الجنوب عبر أراضى السودان يصب في مصلحة الجانبين، فعائدات نفط دولة الجنوب تعود للسودان في صورة بضائع واحتياجات تستوردها جوبا من الخرطوم، علاوة على أن استقرار الوضع السياسي بين الجانبين يؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمارات للدولتين.
وألغت الخرطوم زيارة لوفدها المفاوض إلى أديس أبابا التي كان مقرراً لها الأحد للمشاركة في اجتماعات لجنة البترول المشتركة بين البلدين في أعقاب قرار الرئيس البشير بإغلاق أنبوب نفط الجنوب.
فيما أكدت نائبة رئيس البرلمان السوداني سامية أحمد محمد أن توجيهات الرئيس السوداني بشأن انسياب نفط الجنوب مهمة في هذا التوقيت، وأنها جاءت لتقوية الإرادة الشعبية، وأن التوجيهات لها ما بعدها. وقالت سامية في تصريحات لها إن السودان سعى لإنشاء علاقة جيدة مع دولة الجنوب الذي يعتمد بنسبة 98% على البترول كما أن بقية الاحتياجات الأخرى تأتيه من السودان ولكن هنالك مجموعة جنوبية في السلطة تقف ضد هذه العلاقات.
لاحقا كشف وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية الدكتور أحمد بلال عثمان أن نفط الجنوب وصل إلى ميناء التصدير في مدينة بورتسودان شرق بلاده، مضيفاً في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الأحد في الخرطوم أن حكومة الجنوب يمكنها أن تتصرف في بيع كميات من النفط موجودة حالياً في الأنبوب بعد أن تسدد للسودان قيمة استخدامها لمنشآته النفطية، وأعلن بلال أن ترتيبات إغلاق خط الأنابيب ستستغرق فترة زمنية حددها بـ60 يوماً.كما تحدث في المؤتمر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا وكشف عطا عن دعم رئاسة الجيش الشعبي لجنوب السودان للمتمردين في جنوب كردفان، وقال إن بلاده تملك أدلة ووثائق تثبت ذلك التورط.
أرسل تعليقك