دعا خبراء عالميون الى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان مياه نظيفة وآمنة للجميع، حيث يتعين على العالم أن يعمل يدا بيد للحفاظ على هذا المورد المحدود والأساسي لاستمرار الحياة، الذي يمثل شريان الحياة لحضاراتنا واقتصاداتنا ومجتمعاتنا، من أجل أجيال المستقبل.جاء ذلك فى نداء لخبراء عالميين شاركوا في "محادثات إكسبو: المياه"، وهي فعالية افتراضية أقامها إكسبو 2020 دبي بالاشتراك مع مكتب وزارة الدولة للأمن الغذائي والمائي، وجمعت خبراء من شتى أنحاء العالم، بمن فيهم صاحب السمو الأمير ألبير الثاني، أمير إمارة موناكو، للبحث عن حلول تعاونية لتحسين الحفاظ على المياه وإدارتها على نحو مستدام عالميا.وبعد يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي للمياه، استكشفت "محادثات إكسبو: المياه"، المتاحة لمن يرغب في متابعتها والاطلاع على مناقشاتها، الطرق العديدة التي تلامس بها المياه كل جانب من جوانب التنمية البشرية، وترتبط بمعظم أهداف التنمية المستدامة، وتمثل أداة جوهرية لتحقيق آمالنا في توفير مستقبل آمن ونظيف وصحي للأفراد ولكوكب الأرض.
وقالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو 2020 دبي، رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة: "توجد حاجة ملحة إلى معالجة أزمة المياه العالمية الوشيكة. هذا التحدي ليس اقتصاديا فحسب، بل هو مسألة عدالة، وعدل، وإنصاف. كيف نضمن الوصول إلى هذا المورد الذي يضمن استمرارية الحياة والذي نحتاج إليه جميعا، أينما نعيش في العالم؟ إذا التزمنا جميعا بهذه المسؤولية العالمية المشتركة، فستصبح الحلول بين أيدينا.".
واضافت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي: "يمثل الأمن المائي واحدا من أكبر التحديات العالمية والتي يعيشها الملايين حول العالم. حيث تواجه حاليا العديد من المجتمعات تحديات كبيرة من أجل الوصول للمياه العذبة. كما يؤدي تغير المناخ إلى حدوث تحول في أنماط الطقس والذي يؤدي بدوره إلى زيادة حالات الجفاف، والمزيد من الظواهر الجوية السيئة، وزيادة التصحر، ما يدفعنا إلى ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات".
وأضافت معاليها: "إن الأمن المائي يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الطاقة والأمن الغذائي، لذا يتوجب علينا الاهتمام بالأمن المائي كجزء من مساعينا نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. يمثل إكسبو 2020 المنصة المثالية للعالم لمناقشة هذه القضية لكون دولة الإمارات تتعرض إلى الكثير من التحديات الخاصة بنقص مصادر المياه العذبة، ومع ذلك تَمكنّا من تطبيق أحدث التقنيات في إدارة منظومة المياه والطاقة إلى جانب تقنيات الزراعة الحديثة، وذلك عبر التوسع في استخدام تقنيات تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وزيادة أعداد المزارع ذات النظم المغلقة التي ترشد استهلاك مياه الري بنسبة 95% مقارنة بنظم الري التقليدية. فعن طريق معالجة جميع هذه العناصر، يمكننا توليد تأثير مضاعف. لكن يجب علينا اتخاذ هذه الإجراءات الآن من أجل إحداث هذا التغيير".
غطت "محادثات إكسبو: المياه" موضوعات متنوعة، بدءا من الصرف الصحي وصولا إلى الأمن الغذائي وحماية الموارد ونظافة المحيطات، بمشاركة خبراء من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم عالمة المحيطات الرائدة الدكتورة سيلفيا إيرل، كبيرة العلماء سابقا لدى الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي والمستكشفة المقيمة لدى ناشونال جيوغرافيك، التي أكدت على الحاجة إلى حماية محيطات العالم.
وقالت الدكتورة إيرل: "يحتاج الأشخاص الأصحاء لمياه صحية، وكذلك الحال بالنسبة لجميع الأحياء الأخرى. يجب علينا حماية مياه العالم كما لو أن حياتنا تتوقف على ذلك، لأن هذه هي الحقيقة." ألقت الفعالية الضوء على المشروعات التي يدعمها إكسبو 2020 بالفعل عبر برنامجه العالمي للشراكة والابتكار إكسبو لايف، وعبر برنامجه لأفضل الممارسات العالمية. وتشمل هذه المشروعات محطة نمر لمعالجة المياه، وهي أرض رطبة مستدامة أنشئت لتعالج المياه الملوثة بالنفط بصورة بيئية وحولت صحراء قاحلة إلى نظام بيئي مرن.
واستعرض مزود الخدمات المهنية والحلول التقنية "جيكوبس"، وهو جزء من المشروع المشترك "جيكوبس مايس"، الذي اختير مزودا رسميا لخدمات إدارة برامج التسليم في إكسبو 2020، عمله الرائد ضمن اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة. وكان "جيكوبس" قد وفّر خدمات التصميم والهندسة لإنشاء النظام المتكامل للطاقة والزراعة في مياه البحر في دولة الإمارات، وهو أول منشأة للطاقة الحيوية في العالم، لإنتاج وقود الطائرات والغذاء باستخدام المياه المالحة وتعزيز النظام البيئي الصحراوي.
وتحدث ممثلون عن دول مشاركة في إكسبو 2020، بينها المجر وبنما وبيرو والبرتغال، عن الاستراتيجيات التي تعتمدها بلدانهم لضمان حصول مجتمعاتها على المياه والصرف الصحي بأمان وتكلفة معقولة. وجمعت النرويج، التي سيركز جناحها في إكسبو على الحفاظ على المحيطات والتراث الملاحي للبلاد، فريقا من العلماء ومناصري صون المحيطات وصانعي السياسات لمناقشة أهمية حماية المحيطات من تغيُّر المناخ والصيد الجائر والتلوث في حل العديد من المشكلات الأخرى التي يواجهها العالم.
وبحثت جلسة عُقدت ضمن المجلس العالمي التهديد المتزايد الذي تواجهه محيطاتنا جراء التغير المناخي، حيث جمعت كوكبة من الخبراء ورواد الفكر، بينهم متخصصون من موانئ دبي العالمية وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهما شريكا إكسبو 2020 دبي، لبحث سبل عكس مسار تلوث المياه، بما فيها المبادرات المبتكرة في الاقتصاد والسياسات.وقدمت الفعالية لمحة عن "بيت الهامور"، وهو مشروع فني مجتمعي فريد من إكسبو 2020، يستخدم الحطام البحري ويهدف إلى زيادة الوعي بتلوث المحيطات وتعزيز الحفاظ على البيئة البحرية.
كانت "محادثات إكسبو: المياه" العاشرة والأخيرة في سلسلة محادثات الموضوعات لفترة ما قبل انطلاق إكسبو، التي انطلقت في أكتوبر 2020 بموضوع الفضاء، وجمعت صانعي سياسات مؤثرين ورواد فكر ومشاركين في إكسبو، فضلا عن عموم الجمهور، للمساعدة في صياغة المحتوى والمناقشات المحفزة للفكر التي سيشهدها إكسبو 2020 دبي.بداية من الأول من أكتوبر 2021 إلى الحادي والثلاثين من مارس 2022، سيسعى إكسبو 2020 إلى توفير حلول تشاركية لأكثر المشكلات إلحاحا في العالم، حيث سيخصص أسابيع لموضوعات من قبيل المناخ والتنوع الحيوي، والمعرفة والتعلم - للمساعدة في رسم ملامح مستقبل أكثر نظافة وأمانا وصحة للجميع.
وقــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :
تنسيب مجندي الدفعة الـ 15 للخدمة الوطنية للمشاركة في تنظيم إكسبو 2020
"إكسبو 2020 دبي" يضيء باللون الأحمر احتفاء باقتراب "مسبار الأمل" من مدار المريخ
أرسل تعليقك