كشفت كاترينا مانو، نائب الرئيس الإقليمي في «ريجس» العالمية المتخصصة في حلول الأعمال والمكاتب الافتراضية، إن دولة الإمارات تشهد تحولات جذرية تجاه تبني بيئة عمل مرنة تسهم في تحسين إنتاجية الموظفين وتوفير الوقت والمال للشركات، ما أسفر عن توفير المرونة في تطوير مساحات عمل مشترك كبيرة في إمارات الدولة.
وأضافت في تصريحات صحافية، إن الدولة رسخت مكانتها كوجهة عالمية جاذبة للأعمال، من خلال حرصها الدائم على تبني مقاربات جديدة، وإطلاق المبادرات لتعزيز نمو الأعمال واستقطاب المواهب من حول العالم، موضحة أن مديري الموارد البشرية وقادة الأعمال في الدولة بدأوا تلمس فوائد رؤية العمل المرن، ودوره في تعزيز الإنتاجية ورفاهية الموظفين.
وأضافت: باتت مساحات العمل المرنة تتمتع باهتمام ملحوظ، حيث بدأت المزيد من الشركات في التحول إلى العمل المرن لتقليل النفقات الرأسمالية والتشغيلية، أو اختيار مواقع عمل مرنة أفضل لمساعدتها على التخلص من الأصول غير الضرورية وإدارة المخاطر وتوطيد محفظتها.
وقالت: تمثل الإمارات مركزاً إقليمياً للأعمال، وتختار العديد من الشركات العالمية إنشاء مكاتبها فيها، وفي الوقت نفسه، شهدت الدولة زيادة في أعداد الشركات الناشئة وتراخيص الأعمال الجديدة، وذلك بفضل المبادرات التي أطلقتها الحكومة لدعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة.
المزايا التنافسية
وبينت أن أماكن العمل المرنة تعمل على دعم المؤسسات والشركات في القطاعين الحكومي والخاص بالعديد من المزايا التنافسية لتحقيق مزيد من التطور والنمو، عبر توفير مجموعة من الفوائد، أبرزها خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية والإبداع وسهولة الإدارة وتوفير ساعات طويلة للموظفين كانت تضيع في الوصول إلى المكاتب، كل ذلك يساعد الشركات على تجنب العناء في التجهيز، فضلاً عن العمل ضمن بيئة عمل ممتعة وبالتالي تعزيز استبقاء الموظفين وكذلك استقطاب المواهب.
وقالت إنه على سبيل المثال لا الحصر، نفذت دائرة القضاء في أبوظبي بنجاح خطة عمل مرنة تسمح للموظفين باستخدام تكنولوجيا «الاتصال عن بُعد» للعمل من المنازل.
رؤية 2021
وأشارت إلى أن حكومة الإمارات تهدف إلى تحويل الإمارات إلى واحدة من أفضل دول العالم لرواد الأعمال، ووفقًا لرؤية 2021، حيث أطلقت سلسلة من المبادرات والمقاربات البارزة مثل تأشيرة الإقامة الدائمة لمدة 10 سنوات، ومن شأن هذه الخطوة استقطاب المواهب والاستثمارات، وأيضًا خلق بيئة أعمال مبتكرة. علاوة على ذلك، تهدف الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي اعتمدتها دولة الإمارات إلى جذب أصحاب المواهب وتشجيعهم على التفكير الإبداعي، مما يساعد على تعزيز تنافسية الإمارات.
ووفقاً لشركة الاستشارات العقارية «جون لانج لاسال»، تمثل مساحات العمل المرنة في دبي أقل من 1% من إجمالي المساحات المكتبية المتوفرة، لكن من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 5% بحلول 2022. كما تتصدر دبي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا الصدد، حيث تحتضن الدولة 55 مشروعاً يوفر نحو 70 ألف قدم مربع من المساحات المكتبية المرنة.
مبادرات جديدة
وأضافت إن الدولة تتصدر نظيراتها في إطلاق مثل هذه المبادرات التي تدعم المواطنين والمقيمين في مختلف المجالات، ولقد مهدت الطريق في هذا الصدد، من خلال اعتماد وإطلاق مشاريع ومبادرات جديدة تحدث الفارق، حيث أطلقت البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة دليل السعادة والرفاهية في بيئة العمل، والذي يساعد المؤسسات على توفير وتعزيز بيئات العمل للموظفين لمساعدتهم على تحقيق أعلى معدلات التنمية في العمل؛ كان لهذه المبادرات تأثير إيجابي على المجتمع وعالم الأعمال معاً، مما شجع رواد الأعمال على العيش والعمل في الإمارات.
وقد تبوأت الإمارات المركز الأول عربياً للسنة الخامسة على التوالي، وحقق مواطنو الإمارات درجة عالية في مؤشر جودة الحياة، وفق ما أعلنته شبكة حلول التنمية المستدامة، التابعة للأمم المتحدة، التي تصدر سنوياً التقرير العالمي للسعادة.
وأكدت أن السعادة داخل بيئة العمل أمر ضروري لإحداث الفارق وتحقيق نتائج جيدة في أية مؤسسة، فلا يستطيع الموظف أن يؤدي بشكل جيد ما لم يكن سعيداً في بيئة العمل؛ لذا فإن نشر السعادة في مكان العمل يخلق بيئة جذابة ومثمرة.
دعم الشركات
أفادت كاترينا مانو بأن شركة «ريجس» تهدف إلى دعم الشركات والمؤسسات في الإمارات عبر توفيرها مساحات مبتكرة للعمل المشترك مزودة بالتقنيات المتقدمة، ومساعدة رجال الأعمال لإنشاء أعمالهم بكل سهولة، لافتة إلى أهمية نشر السعادة في بيئات العمل.
أرسل تعليقك