دبي ـ صوت الإمارات
دعا رجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، المستثمرين العرب إلى الاستثمار في ما أسماه "الاقتصاد الإلكتروني"، في المنطقة العربية، وذلك لانخفاض نسبته في الناتج المحلي الإجمالي في دول المنطقة، خصوصًا في ظل سعي الحكومات العربية إلى تهيئة السياسات الحديثة، وبالتحديد في السعودية والإمارات ومصر. وقال العبار، في تصريحات صحافية، الأربعاء، إن الاقتصاد الإلكتروني هو مستقبل وواقع مقبل لا محالة، وهو الموجود بشكل كبير في العالم، من خلال ما تقدمه الدول من مشاريع إلكترونية حديثة، مؤكدًا أن المنطقة تملك ميزة نسبية حيث تضم أعلى نسبة من الشباب بين شرائح المجتمع في دول العالم.
وأوضح أن المنطقة العربية لا تقل أهمية عن دول العالم في إيجاد مشاريع إلكترونية تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الإلكتروني، موضحًا أنهم بصفتهم مستثمرين عليهم مسؤولية لمساعدة الجيل الجديد في تقديم شيء للمجتمع، وأن المنطقة تضم كوادر مؤهلة قادرة على الاستثمار في هذا المجال.
وجاء حديث العبار على هامش إعلان شركة "ميدل إيست فينتشر بارتنر" إطلاق صندوق موجه لاستثمارات رأس المال المخاطر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة مستهدفة قدرها 250 مليون دولار، حيث سيستثمر الصندوق الجديد في الشركات التكنولوجية المبتكرة الناشئة، وتلك التي ما زالت في مرحلة النمو في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. وبالعودة إلى رجل الأعمال الإماراتي، فأكد أن المنافسة موجودة في قطاع التكنولوجيا في المنطقة، إلا أن المستثمرين العرب لديهم قيمة إضافية، كونها منطقتهم، وهم يملكون معرفة أكبر بالمنطقة. ويأتي إطلاق صندوق "أم إي في أف 3" بعد الإعلان في مايو / أيار الماضي عن دخول العبار في شراكة استراتيجية مع الشركة، لإنشاء واحدة من المنصات لاستثمارات رأس المال المخاطر في المنطقة.
وقال العبار: "ثمة جيل جديد من رواد الأعمال الرقمية والشباب المتمرسين في التكنولوجيا، الذين يقودون نمو المنظومة الرقمية في هذه المنطقة، من خلال أفكارهم المبتكرة التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في اقتصاداتنا المحلية، وسيعمل الصندوق الجديد على دعم الشركات التكنولوجية المحلية الناشئة عبر تزويدها برأس المال اللازم، ورفدها بالخبرات المتخصصة، ودعم عملياتها التشغيلية، ومساعدتها في الوصول إلى مرحلة جديدة من النمو".
وأشارت المعلومات المُعلنة إلى أن حجم استثمارات رأس المال المخاطر كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يتجاوز 0.03% في 2016، وهذا أقل بكثير من نسبة 0.20% المسجلة في الهند، و0.40% في الولايات المتحدة. وتتباين نسبة التمويل الضئيلة هذه مع مستوى المعرفة التكنولوجية للمستهلكين والشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، حيث يطلب هؤلاء مزيدًا من الخدمات والمنتجات التكنولوجية المبتكرة والتنافسية.
ولفتت المعلومات إلى أن القيمة المستهدفة للصندوق، والبالغة 250 مليون دولار، ستسهم في جعله أحد الصناديق الإقليمية القليلة القادرة على الالتزام بتمويل الاستثمارات التكنولوجية الضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. وسيقدم الصندوق للمستثمرين على المدى الطويل، الذين يتطلعون إلى توسعة نطاق حضورهم في سوق التكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، حلاً استثماريًا يستند إلى خبرات الفريق الإداري المتمرس لشركة "أم إي في بي" وسجلها الحافل بالإنجازات.
ومن جانبه، قال وليد حنا، المؤسس والمدير العام التنفيذي في "أم إي أف بي": "لدينا حاليًا محفظة استثمارات تشمل أكثر من 40 مشروعًا، ساهمت في توفير ما يزيد عن 1100 فرصة عمل متميزة لشباب المنطقة في قطاع التكنولوجيا، وعلى الرغم من التطورات الملموسة التي شهدتها السوق خلال السنوات الماضية، ما زال هناك نقص في حجم رأس المال المتاح لتمويل نمو استثمارات رأس المال المخاطر. ويتطلع صندوق "أم إي في أف 3" إلى ردم هذه الفجوة، فباعتباره واحدًا من أضخم صناديق استثمارات رأس المال المخاطر في هذه المنطقة، سيمكن الصندوق الجديد من تسريع وتيرة نمو هذه المنظومة الاستثمارية لتلبية الطلب المتنامي على منتجات وخدمات التكنولوجيا.
أرسل تعليقك