الشارقة – صوت الامارات
نظّمت غرفة تجارة وصناعة الشارقة ورشة عمل بالتعاون مع وزارة الاقتصاد تحت عنوان "مكافحة الغش التجاري والتقليد"، في إطار نشاطاتها التثقيفية والتوعوية وسعيها الحثيث إلى المساهمة في خلق بيئة اقتصادية توفر جوًا من الاستقرار والثقة لمجتمع الأعمال والمستثمرين وجمهور المتعاملين.
وأكد محمد أحمد أمين، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن الغش التجاري تحوّل إلى هاجس عالمي وتحدي تتضافر الجهود الدولية لمواجهته يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام، لما له من آثار سلبية على اقتصاديات الدول ومجتمعات الأعمال، من خلال تطوير النظم التي تحد من اتساعه وإيجاد البرامج الفاعلة للتصدي له ومنع انتشاره.
ونوّه محمد أمين إلى أن دولة الإمارات تبذل منذ سنوات مساعيًا حثيثة للقضاء على هذا التحدي على المستوى الوطني، لافتًا إلى أن غرفة الشارقة تؤازر هذه الجهود الرسمية على مستوى إمارة الشارقة من خلال مساهمتها في توعية مجتمع الأعمال وتنبيهه إلى ضرورة التقيد والالتزام بالمواصفات والمقاييس المادية والفنية والقانونية الرسمية المعتمدة، إلى جانب المساهمة في رفع درجة وعي المستهلك باعتباره صاحب المصلحة الحقيقة.
واعتبر مساعد مدير عام الغرفة أن تنظيم هذه المبادرة التوعوية والإرشادية، يُعدُّ نموذجًا للتعاون البنّاء والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في الدولة، الهادف إلى حماية مجتمع الأعمال في الإمارة، ضمن مسيرتها لبلوغ التنمية المستدامة على الأصعدة كافة، وصولًا إلى تحقيق "رؤية الإمارات 2021".
وأشار محمد أمين إلى أن هذه الورشة تأتي استكمالًا للملتقى العربي الأول للغش التجاري والصناعي الذي نظمته غرفة الشارقة في مارس 2011، والذي لاقى اهتمامًا واستحسانًا من قِبل مجتمع الأعمال الإماراتي وكان له صدى إيجابيًا في حينها، مؤكدًا حرص الغرفة على التعاون مع وزارة الاقتصاد للمساهمة في حماية مصالح مجتمع الأعمال والمستهلكين وخصوصًا مع بروز التجارة الإلكترونية.
وشدد جمعة مبارك فيروز مدير إدارة الرقابة التجارية في وزارة الاقتصاد، حرص الوزارة على توحيد الجهود والتنسيق الدائم مع شركائها الاستراتيجيين من دوائر التنمية الاقتصادية والجمارك والمؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية، بالإضافة إلى القطاع الخاص من أجل الحدّ من ظاهرة الغش التجاري والتقليد، وأشار فيروز إلى أن وزارة الاقتصاد تولي موضوع مكافحة الغش التجاري والتقليد أهمية قصوى وذلك لحماية مجتمع الإمارات من الأضرار الوخيمة لعمليات الغش وتقليد المنتجات ولضمان المنافسة الشريفة.
وقال فيروز إنه على الرغم من كون دولة الإمارات، وفقًا للمنظمات الدولية والعربية المعنية، تعد من أفضل دول العالم والأفضل على مستوى العالم العربي في مجال تطبيق وسن التشريعات المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، فضلًا عن مواكبتها للتقنيات التكنولوجية الحديثة وسرعة التحرك بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في مواجهة التقليد والغش التجاري، إلا أنّ الوزارة لا تألو جهدًا للحد من عمليات الغش والتقليد، وتعمل جاهدة مع شركائها على محاربة هذه الآفة على مستوى الدولة.
وأشار مدير إدارة الرقابة التجارية إلى أن عمليات الغش التجاري في وقتنا الحالي شملت المنتجات بمختلف أنواعها، بما في ذلك المنتجات التي لها علاقة بصحة الإنسان وسلامته مثل الأغذية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، وذكر فيروز أن إحدى التقارير أشارت إلى أن أكبر المجالات التي تزدهر فيها تجارة المنتجات المغشوشة والمقلدة هي مواد التجميل، حيث يصل حجم الغش والتقليد في بعض الماركات العالمية المعروفة أحيانًا إلى ما يزيد عن 70% من المنتجات الأصلية، حتى لجأ بعض المنتجون إلى إعطاء وكالات تجارية لبعض المقلدين.
وأضاف فيروز أن مواجهة الغش والتقليد على المستوى العالمي تحتاج إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الغش والتقليد بعد أن باتت ظاهرة تجتاح العالم بأسره، أما على المستوى المحلي، فدعا المهيري إلى زيادة التنسيق بين الأجهزة المختلفة من القطاعين العام والخاص، علاوة على رفع مستوى التفتيش عبر التدريب والتأهيل والارتقاء بدور مختبرات فحص المنتجات وتحليلها وأهميتها في تعزيز الرقابة ودعمها، والمبادرة إلى وضع الخطط الاستراتيجية الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة.
واعتبر فيروز أن هذه الندوة تعد انموذجًا للتنسيق بين الجهات المختصة الحكومية والمحلية والقطاع الخاص، وتجسيدًا لإيمان الجهات المنظمة بأهمية تكثيف الجهود لمجابهة الغش والتقليد، معربًا عن شكره إلى غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مبادرتها بتنظيم هذه الورشة، وللمختبر المركزي في مجلس الجودة والمطابقة بأبوظبي لحرصهم على المشاركة في الورشة، وكذلك شركة "يونيليفر" التي دأبت على المشاركة في مثل هذه الفعاليات.
وناقشت ورشة العمل التي حضرها ممثلو عدد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في الإمارة، ورقة عمل مقدمة من شركة "يونيليفير" تمحورت بشأن المنتجات المقلدة والمغشوشة، قدمها عبدالله العبيدلي، كما استعرضت منال الهاشمي مدير مختبر مواد التجميل في مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ورقة عمل مقدمة من مختبر أبوظبي المركزي، وشاهد الحاضرون فيلمًا تثقيفيًا حول الموضوع، وجرى في ختام الورشة فتح باب النقاش بين الحضور.
أرسل تعليقك