اختتمت في العاصمة الغانية أكرا، فعاليات الدورة الثانية من "منتدى افريقيا دبي للمعادن الثمينة" الذي نظمه "مركز دبي للسلع المتعددة"، وبحث أحمد بن سليّم، رئيس عملية كيمبرلي، ممثلاً عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وفخامة الرئيس جون دراماني ماهاما رئيس جمهورية غانا جملة من القضايا الخاصة بعملية كيمبرلي وناقشا التقرير النصف السنوي الأول لرئيس العملية.
وكانت الإمارات تسلمت رسمياً رئاسة منظّمة عملية كيمبرلي لعام 2016 والتابعة للأمم المتحدة بعد فوزها بالمنصب خلال شهر تشرين ثان/ نوفمبر الماضي، واختير أحمد بن سليم رئيساً لها.
وتضم المنظمة التابعة للأمم المتحدة 54 مشاركاً يمثلون 81 دولة نظراً لاحتساب دول الاتحاد الأوروبي كمشارك واحد في عضوية المنظمة.
وأنشئ نظام عملية كيمبرلي لإصدار شهادات منشأ الماس عام 2003 بهدف القضاء على ما يُطلق عليه الألماس الدموي من خلال منعه من دخول سوق الألماس الخام، وفقاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 55 / 56 بعد توصية من تقرير فولَر .
وأطلع ابن سليم ..الرئيس الغاني على مجريات الزيارة التي قام بها إلى كوماسي، ثاني أكبر مدينة غانية، في إقليم أشانتي، حيث شهد آلية عمل الحكومة بهذا الخصوص على أرض الواقع.
وسلّط الضوء أيضاً على زياراته لعدد من المشاريع الإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات في غانا، بما في ذلك تدشين عدد من الآبار والحُفَرْ لتأمين المياه الضرورية لمجتمعات بأكملها، ومساجد ومشاريع ترميم وتجديد مدارس بتمويل من الهلال الأحمر.
واتفق الجانبان على أن التعليم بحاجة إلى دعم مستمر، لا سيما في المجتمعات الفقيرة، فيما ثمن الرئيس الغاني الدور الكبير الذي تلعبه الجهات الخيرية الإماراتية في المجتمعات الأكثر احتياجاً للدعم.
وقد وضعت غانا برنامجاً طموحاً لتطوير البنية التحتية الرئيسية في البلاد، بما في ذلك بناء 200 مدرسة، لتوفير التعليم لأبنائها بتكلفة معقولة.
وألمح الرئيس الغاني إلى أن حكومة بلاده تدرس مزيداً من التشريعات المقترحة ليتم تضمينها في قطاعات التعدين والتراخيص التجارية، ما من شأنه إلزام الشركات على الانخراط في برامج حماية البيئة، مثل إعادة التحريج وعمليات الإصلاح الأخرى المماثلة، مؤكدًا ألتزام بلاده الراسخ بكافة مقتضيات عملية كيمبرلي ومعاييرها التشغيلية.
ومع أن حجمها صغير نسبياً مقارنة مع غيرها من أنشطة التعدين، تبقى صناعة الألماس ذات أهمية بالنسبة لغانا رغم أنها تقف وراء أقل من 5% فقط من مساهمة عائدات السلع المعدنية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وسلّط الرئيس الغاني أثناء اللقاء، الضوء على التغييرات التي أجريت مؤخراً في القوانين الحكومية بما في ذلك قانون إعادة الأموال إلى الوطن الذي يقضي بإعادة 85% من دخل صادرات المواد الخام إلى الدولة.
يذكر أن جميع عمليات التصدير بما في ذلك تصدير الألماس، هي مسجلة ويجري تنظيمها ضمن تقارير من قبل مصرف غانا المركزي، الأمر الذي عزز الطلب العالمي على الألماس الغاني بفضل السمعة الجيدة التي تحظى بها الدولة بتطبيق نظام مالي شفاف، والتزامها بمتطلبات عملية كيمبرلي.
وأوضح الرئيس الغاني أن هذا النظام قد مكّن الحكومة الغانية من إعادة الاستثمار في البنية التحتية ومشاريع أخرى عديدة.
و أشار بن سليم إلى أن اجتماعه مع فخامة الرئيس الغاني كان مثمراً ومشجعاً، منوهاً إلى أن الحوار الذي جمع بينهما ساهم في إرساء الأسس لمزيد من النقاشات الهادفة حول عملية كيمبرلي وقطاع التعدين في غانا بشكل عام.
وفي إطار "مبادرة أفريقيا" التي طرحها بصفته رئيس عملية كيمبرلي، وبعد زيارة كل من جمهورية أفريقيا الوسطى وأنغولا وجنوب أفريقيا، ومؤخراً بوركينا فاسو، يواصل بن سليم زيارة بلدان أفريقية أخرى من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتعد "مبادرة أفريقيا" أحد التزامات رئيس عملية "كيمبرلي" للبقاء على اطلاع بممارسات القطاع في الدول المنتجة للألماس بهدف مساعدتها في تطبيق مبادئ الامتثال لمعايير المنظمة وتنفيذ توجيهاتها وإفساح مجال أوسع أمام القارة الأفريقية لإيصال صوتها في هذا المجال.
أرسل تعليقك