تشير التقديرات إلى أن قيمة مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات، التي يُجري العمل في تنفيذها أو تلك المُخطط لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتجاوز 859 مليار دولار، بينها مشاريع يجري الانتهاء من تطويرها بقيمة 283 مليار دولار، وذلك في ظلّ استعداد المنطقة لمواجهة الزيادات المتوقعة في الطلب على الطاقة خلال العقدين المقبلين.
وتتصدر الإمارات والسعودية والكويت دول المنطقة باستثمارات استراتيجية في القطاع، فيما يتوقّع مراقبون أن يزداد الطلب العالمي على النفط بما لا يقل عن 10 ملايين برميل يوميًا بحلول 2040، في حين سينمو الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 40 % والبتروكيماويات بنسبة 60 %.
ويدفع التوسّع في الطلب على البترول والمنتجات البتروكيماوية عجلات الاستثمار في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقًا لشركة “دي إم جي إيفنتس”، الجهة المنظّمة لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2019.
طلب جديد
وقال كريستوفر هَدسون، رئيس “دي إم جي إيفنتس”، إن التقنيات المتطورة ونموّ سكان العالم وزيادة الإنفاق الاستهلاكي “عوامل تجتمع لخلق طلب جديد على الطاقة”، مشيرًا إلى أن قطاع النفط والغاز “سيواصل تلبية قدر كبير من هذا الطلب حتى العام 2040 وما بعده”، وأضاف: “يبرز اهتمام كبير بتطوير موارد نفطية جديدة بالتزامن مع مواصلة المنتجين في الشرق الأوسط زيادة القيمة المستمدّة من حقول الإنتاج الحالية، سواء البرية أو البحرية، بالإضافة إلى الاستثمار في تطوير كل من البنية التحتية والمنتجات المكررة وتنويعها لإنتاج مزيد من المنتجات وفتح قنوات جديدة تزيد العوائد المالية”.
عامل مساعد
وأكّد هدسون أن “أديبك 2019” سيكون عاملًا مساعدًا للنمو والازدهار المستقبلي في قطاع النفط والغاز، متيحًا للشركات على امتداد سلسلة القيمة في القطاع منتدىً للمعرفة المباشرة المتعلقة بالتغيّرات الديناميكية التي تحدث في صناعة قرارات الاستثمار في النفط والغاز على المستوى الإقليمي، فضلًا عن تمكين الشركات من إجراء الاتصالات الضرورية لبناء علاقات شراكة ناجحة والاستفادة من الفرص التجارية الناشئة التي تخلقها تلك الاستثمارات”.
وبحسب دراسات أجرتها شركة “ميد” المختصة بالتحليلات والمعلومات التجارية، فإن أرامكو السعودية هي أكبر جهة منفردة إنفاقًا في قطاع النفط والغاز بالمنطقة، إذ تنفّذ الشركة عقودًا تزيد قيمتها على 31 مليار دولار، تليها في الإنفاق المنفرد أكبر ثلاث شركات نفط وغاز في الكويت بمشروعات تبلغ قيمتها الإجمالية 42.2 مليار دولار.
وتُظهر أرقام”ميد”أن”أدنوك”لديها مشاريع قيد التنفيذ في عملياتها الإنتاجية في المناطق البرية والبحرية بقيمة تعاقدية إجمالية تبلغ 16.7 مليار دولار. أما خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي فتنفذ شركة المشاريع النفطية العراقية وشركة سوناطراك الجزائرية مشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار.
آسيا
وبالانتقال بعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن المتوقع أن تشهد آسيا تشغيل 130 مشروعًا جديدًا للنفط والغاز الطبيعي على مدار الأعوام الثمانية القادمة، لتساهم بإنتاج حوالي 518.000 برميل نفط وما يقرب من 11.5 مليار قدم مكعبة من الغاز، يوميًا.
ووفقًا لشركة”غلوبل داتا”البارزة في مجال الاستشارات وتحليل البيانات، فإن 76 من المشاريع الجديدة تندرج تحت تصنيف المرحلة المبكرة، بينما تقدمت 54 من المشاريع الجديدة إلى خطط تطوير محددة. ومن المنتظر أن تحلّ الهند في الصدارة بمشاريع عددها 62 مشروعًا، تليها الصين بـ 20 مشروعًا فإندونيسيا بـ 19، بينما تعتزم ماليزيا دفع عجلات الإنتاج في مجال الغاز الطبيعي
ومن المنتظر أن يشكّل”أديبك 2019”، الذي ينعقد بين 11 و14 نوفمبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، منبرًا رفيعًا لقطاع النفط والغاز العالمي يتيح المشاركة في الحوار وممارسة الأعمال التجارية والحصول على أحدث الحلول والاطلاع على الاستراتيجيات الإبداعية التي ستشكّل ملامح القطاع في السنوات المقبلة، علاوة على تحديد الفرص التجارية الكامنة في مناطق الشرق الأوسط وآسيا. وتستمر جلسات مؤتمر”أديبك”وفعالياته بالتطوّر في هذا الإطار لتعكس التغيّرات الحاصلة في قطاع الطاقة.
ومن المقرر أن يقدّم”مؤتمر النفط والغاز 4.0”الاستراتيجي، المقرر انعقاده في إطار”أديبك 2019”، جلسات خاصة بالنظر في العلاقات التي تربط بين التقنيات الحديثة والطاقة، في حين سوف تبحث جلسات أخرى في نماذج الأعمال المرنة.
“أديبك”
واصل “أديبك”، منذ انطلاقته في العام 1984، نموه مكتسبًا شهرة عالمية بوصفه المعرض والمؤتمر الأبرز لقطاع النفط والغاز.
ويجمع الحدث أكثر من 2.200 جهة عالمية عارضة على مساحة إجمالية تبلغ 155 ألف متر مربع، و29 جناحًا وطنيًا، مستقطبًا ما يزيد على 145 ألف زائر من أنحاء المنطقة والعالم، فضلًا عن 42 شركة نفط وطنية وعالمية. أما المؤتمر فيستضيف أكثر من 980 متحدثًا استراتيجيًا وخبيرًا في أكثر من 160 جلسة تجتذب نحو 10.400 موفد.
قد يهمك ايضا
بنك شيكاغو الفدرالي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة
ستيفن منوتشين يُطالب الكونغرس برفع سقف الدين العام
أرسل تعليقك