أبوظبي – صوت الإمارات
أكد كارل مانيون، مدير الأمن الإلكتروني للرصد الاستباقي والكشف والاستجابة في شركة "ريثيون" الأميركية، أن تطور وازدهار اقتصاد الإمارات يضعها هدفاً لكثير من عمليات الهاكرز نتيجة لتوقيع كثير من الشركات العالمية عقوداً واستثمارات في دولة الإمارات التي تشهد تطوراً كبيراً ونمواً عالياً وجودة في مستوى الخدمات على مستوى العالم.
وأوضح في تصريحات على هامش زيارة في أبوظبي، أن هذا التطور وهذا الوضع يستدعي توفير كوادر بشرية إماراتية قادرة على التعامل مع تلك العمليات المتوقعة، وهو ما يجري العمل بشأنه حالياً في إطار أكاديمية الأمن الإلكتروني الأولى من نوعها في العالم، والتي أطلقتها الشركة في الإمارات العام الماضي.
وتابع "يشكل قطاع الأمن الإلكتروني فرصة كبيرة للتوظيف في الإمارات ومختلف دول المنطقة"، لافتاً إلى أن هنالك عدة تحديات في تعليم الأمن السيبراني لأنه مجال متغير بشكل مستمر، ولا تمتلك مؤسسة واحدة في العالم منهاجاً دراسياً شاملاً لتقنيات الأمن السيبراني، حيث تتغير طرق وأساليب الهجمات الإلكترونية بوتيرة سريعة جداً، فعلى سبيل المثال: تعد بعض المهارات التي كانت مطلوبة دولياً قبل عشر سنوات غير مهمة الآن.
وأشار إلى أن حصة مبيعات الأمن الإلكتروني لشركة ريثيون خلال 2016 بلغت 6 مليارات دولار من إجمالي مبيعاتها، والتي بلغت 24 مليار دولار، متوقعاً نمو هذا القطاع بنسبة 5% كحد أدنى خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ونوّه إلى أن أميركا وبريطانيا والإمارات يشكلون الحصة الأكبر في الخدمات المتعلقة بالأمن الإلكتروني التي تقدمها الشركة، لافتاً إلى أنه مع ازدياد التركيز على الحوسبة السحابية والهواتف الذكية والإنترنت وتوافر البيانات الضخمة وتصارعها فهناك تحدٍّ كبير على مستوى العالم، مؤكداً أن القطاع يعاني من غياب الموارد البشرية المتخصصة في ظل تطور الذكاء الصناعي.
وحول المخاوف من تداعيات الذكاء الصناعي على الأعمال الأمنية أوضح أن هناك نوعين من الأنظمة: الأول يعمل بشكل أوتوماتيكي وهو يشكل دعماً للنظام الذي يشرف عليه الإنسان، منوهاً إلى أن جماعات الهاكرز لم تصل بعد إلى القدرة على استخدام الذكاء الصناعي في خرق الأنظمة المتعلقة بالمنتجات العسكرية.
وأوضح أن الأمن الإلكتروني يتضمن الرصد الاستباقي وتحسين حماية الشبكات وتحليلات متطورة والقدرة على حل المشكلات والتعرف على النماذج المتكررة بالشبكات والأنظمة، والنظر إلى المصادر الجذرية للمشاكل عبر تحليل عدة طبقات من المعلومات وقدرة الفرد على التواصل عن طريق مختلف أنواع المعلومات سواء المكتوبة أو المحادثات أو الإيميلات أو وسائل التواصل الاجتماعي الجديد.
وانطلقت نشاطات التعاون بين ريثيون وجامعة خليفة في الإمارات فبراير 2016 من خلال سلسلة تفاعلية من الورشات التدريبية في حرم جامعة خليفة في أبوظبي بالتزامن مع الإطلاق الدولي لـ"أكاديمية الأمن السيبراني" من قبل ريثيون، والتي تعمل على تطوير المهارات للشباب في مجال الأمن الإلكتروني، حيث تهدف ورش العمل إلى تمكين الطلبة المشاركين من تعلم مجموعة جديدة من الأساليب والمفاهيم الخاصة بأمن المعلومات والمشاركة في تمرين ختامي لممارسة المهارات المكتسبة لحماية الأنظمة الإلكترونية، كما سيعقب الورشة تمرين ختامي وتكريم للطلبة المشاركين في اليوم الأخير.
وتعتبر "ريثيون" شركة رائدة في مجال التقنيات والابتكارات المتخصصة للأسواق الدفاعية والأمنية والمدنية في مختلف أنحاء العالم، بمبيعاتها التي وصلت في العام 2016 إلى 24 مليار دولار، وبتعداد موظفيها الذي يبلغ 63 ألف موظف في العالم.
ويمتد تاريخ الشركة في الابتكار على مدى 95 عاماً، وهي تعمل على تزويد أحدث المعدَّات الإلكترونية، وأنظمة المهام، والدمج، والقدرات الأخرى في مجالات الاستشعار والتأثيرات والإدارة والتحكم والاتصالات والأنظمة الذكية، فضلاً عن تشكيلة واسعة من خدمات دعم المهام. ولديها عملاء في أكثر من 80 بلداً حول العالم، وتتخذ "ريثيون" من مدينة والثام بولاية ماساتشوستس الأميركية مقراً لها.
أرسل تعليقك