الشارقة – صوت الإمارات
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" أهمية طروحات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر الذي يعقد وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويجري خلاله استعراض المكانة الاقتصادية المتنامية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وتعزيز المكانة الاقتصادية للدولة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في حديث خاص لمركز الشارقة الاعلامي قبيل انعقاد فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر التي تبدأ اليوم.. إن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت مكانة بارزة على خريطة الاستثمارات الدولية واستطاعت خلال فترة قصيرة نسبيا أن تتصدر الدول العربية في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ويهدف المنتدى إلى نقل الصورة الحقيقية لواقع الفرص الاستثمارية التي تمتلكها الشارقة ضمن مختلف القطاعات الحيوية خاصة السياحة والترفيه والتنمية البيئية والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية.
وأوضحت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" أنه خلال العام الماضي استقطبت دولة الإمارات العربية المتحدة ما قيمته 11 مليار دولار تقريبا "نحو 40 مليار درهم" من التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة والتي شكلت 46% من إجمالي ما جذبته دول الخليج مجتمعة.
ولفتت إلى أن تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة مؤشر على مدى نجاح رؤية القيادة الحكيمة في تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط ومدى نجاح الحوافز الاستثمارية التي وفرتها الدولة لاستقطاب المستثمرين في ظل بيئة ناضجة وصديقة للأعمال توفر العديد من فرص النمو والازدهار.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إن إمارة الشارقة اكتسبت على مدى الأعوام الماضية مكانة اقتصادية واستثمارية متميزة حتى أصبحت محركا رئيسا للنمو ومحورا اقتصاديا وصناعيا مهما على صعيد المنطقة ككل وباتت الإمارة - بفضل الجهود المبذولة في ترويجها ضمن مختلف المحافل الدولية - وجهة رئيسة للأعمال والاستثمارات القادمة من جميع أنحاء العالم وفي مختلف القطاعات.
ونوهت بأن إمارة الشارقة تحتضن 16% من إجمالي المشاريع الصغيرة والمتوسطة الموجودة في الدولة إذ يزيد عددها على 45 ألفا وهذه الشركات تشكل دعما لمنظومة التنويع الاقتصادي في الإمارة وتجذب مزيدا من الاستثمارات سنويا.
وأضافت أنه من خلال انعقاد منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر نسعى إلى استقطاب المزيد من المستثمرين ورجال الأعمال والشركات إلى واحدة من أكثر البيئات الاستثمارية الحيوية في المنطقة وتعريفهم بالإجراءات اللازمة لتأسيس الشركات في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى التسهيلات المقدمة والمناطق الحرة المتوفرة والقوانين والتشريعات التجارية.
وأشارت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إلى أن المنتدى سيبحث إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى الاطلاع على التكاليف والمواقع المتاحة للاستثمار ويتيح المنتدى للمهتمين التعرف على مناخ الأعمال الحالي والفرص المتاحة في القطاعات الرئيسة وهو ما يعني في النهاية مزيدا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الداعمة لاقتصادنا المتين وتعزيز موقع الدولة والإمارة على خريطة الاستثمارات العالمية.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إن ما يمنح المنتدى قوة إضافية هي التغيرات الاقتصادية المتسارعة التي يمر بها العالم حاليا ومن بينها تراجع توقعات النمو للعديد من الدول وانخفاض أسعار النفط والسلع الرئيسة وكذلك تقلبات أسعار الفائدة وتراجع عوائد السندات وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ..مشيرة الى ان جميع هذه الأمور تفرض نفسها على تفكير المستثمرين الذين يتطلعون إلى اكتشاف توجهات الاقتصاد العالمي لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة وبالتأكيد سيكون المنتدى هو المكان الأنسب لمناقشة هذه التوجهات والتعرف عليها عن قرب.
وأكدت أن إمارة الشارقة تعتبر بوابة رئيسة للأعمال في المنطقة فموقعها الجغرافي الاستراتيجي وامتلاكها موانئ بحرية مطلة على الخليج العربي والمحيط الهندي ..إضافة إلى المناطق الحرة وامتلاكها حدودا برية مع إمارات الدولة كافة وسهولة الوصول جوا إلى أكثر من ثلث دول العالم خلال أقل من أربع ساعات طيران أتاح للشركات بلوغ أسواق آسيا وأوروبا وأفريقيا بسهولة ويسر.
ولفتت إلى المزايا الاستثمارية مهمة للإمارة وتأتي على رأسها بيئة العمل المعفاة تماما من الضرائب وحرية نقل رأس المال والتملك الأجنبي بنسبة 100 بالمائة في المناطق الحرة والتسهيلات اللوجستية وتوافر العمالة الماهرة وغيرها الكثير ..مشيرة إلى أن هذه العوامل أوجدت حالة من الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الدوليين بمعرفة المزيد عن الواقع الاستثماري لدينا وأسهمت في اجتذاب العديد منهم لإطلاق أعمالهم وتأسيس شركاتهم هنا في الشارقة.
وبينت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" أن اقتصاد الشارقة يتسم بأنه اقتصاد قائم على التنوع والتوازن فلا يوجد قطاع من القطاعات الرئيسة في الإمارة تزيد مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي عن 20 بالمائة وهذا بدوره يضفي المزيد من الاستقرار الاقتصادي ويخفض المخاطر إلى أدنى الحدود الممكنة.
وأضافت لم تكتف الشارقة بتطوير القطاعات التقليدية القائمة وتعزيزها بل سارعت إلى إطلاق قطاعات جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل مثل قطاع التنمية البيئية الذي أثبتت بسرعة ريادتها فيه كما عهدت إلى إطلاق قطاعات متخصصة ضمن القطاعات التقليدية مثل قطاع السياحة البيئية وهو أيضا قطاع لم يسبق الإمارة أحد إليه في المنطقة.
ولفتت إلى أن قطاع البيئة إضافة إلى قطاعات السياحة والترفيه والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية تشكل أبرز مجالات استقطاب الأعمال حاليا وأغناها بالفرص الاستثمارية بالإضافة إلى القطاعات الرائدة مثل العقارات والخدمات المالية والصناعة والتجارة لا يزال لديها ثقلها وجاذبيتها أيضا.
وقالت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" إن الدورة الثانية من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر تكمل ما حققته نسخته الأولى من الرؤى والأهداف بعد أن تكللت نتائجها بالنجاح وحظيت بمشاركة نخبة من الخبراء والاقتصاديين ورجال المال والأعمال الدوليين ونالت أحداثها تغطية عالمية واسعة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وأضافت أن تلك المخرجات أسهمت في وضع الشارقة ببؤرة الاهتمام الدولي وإبراز مقوماتها الفريدة وعلى رأسها اقتصادها المتين والمتنوع وبنيتها التحتية والتشريعية المتطورة وساعدت على استقطاب اهتمام كبير من المستثمرين والشركات لاسيما من آسيا وأوروبا الذين عبروا عن رغبتهم في إطلاق أعمالهم وتأسيس شركات لهم في الشارقة.
وكانت الدورة الأولى من المنتدى قد عقدت في فبراير 2015 بتنظيم من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" وتنفيذا لرؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة باستضافة الفعاليات العالمية وإبراز مقومات الإمارة الاقتصادية إقليميا ودوليا وجذب المستثمرين ورجال الأعمال إلى الإمارة لبحث الفرص التي يمكن الاستفادة منها في تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي ومد مزيد من جسور التواصل بين المنطقة والعالم.
وأردفت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أنه استمرارا لنجاح المنتدى ارتأت "شروق" ضرورة تنظيم دورة ثانية من الحدث واستعراض آفاق الاستثمار في الإمارات عمومًا والشارقة على وجه التحديد وتناول المستجدات في مختلف القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقالت إننا نأمل البناء على ما حققته الدورة الأولى والانطلاق إلى خطوات عملية من التعاون والدخول في مشاريع استثمارية مشتركة بين قادة القطاعات الاقتصادية في مختلف دول العالم.
أرسل تعليقك